بطل العلاج الثوري لكورونا يدعو منتقديه لمتابعة نتائج "كلوروكين"
عقار هيدروكسي كلوروكين هو العلاج الذي يستخدم في التجارب السريرية ضد فيروس كورونا الجديد "كوفيد- 19"، ومشتق من الكلوروكين.
وسط جدل حاد حول مدى فعالية علاج الكلوركين لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد حول العالم، دعا ديديه راؤول مُطلق مبادرة استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين لمواجهة كورونا، منتقديه إلى التمهل لرؤية إيجابيات فعالية العقار.
وبعد جدل واسع منذ نشر دراسة أولى أجريت على 24 مريضاً، في 20 مارس/آذار الجاري، توصل مدير معهد المستشفى الجامعي للأمراض المعدية في مارسيليا (جنوب فرنسا) ديدييه راؤول، إلى أن تناول العقار هو الطريقة الوحيدة لمكافحة فيروس "كوفيد- 19".
وكشفت دراسة ثانية أجراها راؤول مع فريقه العلمي، فاعلية مزيج دوائي يتكون من عقار هيدروكسي كلوروكوين ومضاد حيوي، في علاج عشرات المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19".
وأوضح راؤول أن الدراسة الجديدة أكثر اكتمالاً، حيث شملت 80 مريضاً تم علاجهم بعقار هيدروكسي كلوروكوين مع أزيثروميسين (مضاد حيوى تقليدي) لمدة 6 إلى 10 أيام، داعياً إلى التمهل لرؤية إيجابيات فعالية العقار، وفقاً لمجلة "لوبوان" الفرنسية.
وشهد 78 مريضاً تحسناً سريرياً سريعاً، وخرجوا من المستشفى في غضون 10 أيام، ومن بين المرضى المتبقين، أحدهما (74 عاماً)، لا يزال في العناية المركزة والآخر (86 عاماً) توفي.
كما تراجع تأثير الفيروس على معظم المرضى بعد أسبوع واحد أو أقل من تناول العقار، وفي اليوم الثامن من المتابعة، كانت 93٪ من نتائج الفحوصات سلبية.
وكان وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران أعلن إجازة دواء هيدروكسي كلورركين مؤقتاً لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي دعا راؤول إلى توجيه الشكر إليه لثقته به.
ودعا راؤول والفرق العلمية الأخرى إلى "إجراء تقييم عاجل لفعالية تكلفة هذه الاستراتيجية العلاجية بقدر ما يمنع انتشار المرض، كما يعالج المرضى في أسرع وقت ممكن قبل حدوث اضطرابات تنفسية خطيرة".
ديديه راؤول بطل العلاج الثوري
يبني ديدييه راؤول آماله على هيدروكسي كلوروكين، وهو مشتق من الكلوروكين المستخدم ضد الملاريا، المرتبط بمضاد أزيثروميسين (مضاد حيوي).
وفي 20 مارس/آذار الجاري، وبعد 15 يوماً فقط من الاختبارات على عدد قليل من المرضى، صرح رئيس معهد المستشفى الجامعي في مارسيليا أن 75٪ من المرضى الذين شملتهم الدراسة، لم يعودوا حاملين للفيروس بعد 6 أيام فقط من تلقي العلاج، بحسب محطة "فرانس إنفو" التلفزيونية الفرنسية.
وولد راؤول في عام 1952 في العاصمة السنغالية داكار، لطبيب عسكري وأم ممرضة، وانتقل مع عائلته إلى مارسيليا في عام 1961.
وكان راؤول طالبا فقيرا، قطع دراسته في سن 18 عاماً للانضمام إلى الأعمال التجارية، ثم نجح في الحصول على شهادة البكالوريا الأدبية في سن الـ20، قبل أن يأخذ منعطفاً حاداً في حياته العلمية بالالتحاق بكلية الطب.
وبعد هذه الرحلة المذهلة، تخصص ديدييه راؤول وأصبح رائداً في نظام جديد يسمى علم الأحياء القديمة، والذي يتكون من تشخيص الأمراض المعدية القديمة، مثل الكوليرا والملاريا.
وفي عام 1980، سلط أبحاثه على البكتيريا الدقيقة التي تتسبب في مرض التيفود، كما نجح في عام 2003 في تحديد الفيروس العملاق (ميمي فيروس)، وهو أيضاً وراء اكتشاف العشرات من البكتيريا المسببة للأمراض المعدية، بما في ذلك اثنتان سميتا باسمه: راولتيلا بلانتيكولا وريكتسيا راولتي.
وديدييه راؤول متزوج من طبيبة نفسية وأب لـ3 أطفال، والتحق بجامعة إيكس مارسيليا الثانية بين عامي 1994- 1999، قبل أن يقترح على وزير الصحة الفرنسي الأسبق جان فرانسوا ماتي، في مطلع عام 2000 إنشاء وحدة "الأمراض المعدية".
وبعد 10 سنوات من اقتراحه، تم إطلاق 6 وحدات تابعة للمستشفيات الجامعية في فرنسا متخصصة في الأمراض المعدية، كل منها بتخصص مختلف، وتولى راؤول منذ عام 2011 إدارة وحدة الأمراض المعدية التابعة للمستشفى الجامعي في مارسيليا، وحصل على العديد من الجوائز.
ورغم إجازة استخدام الكلوروكين لعلاج فيروس كورونا المستجد، حذر المجلس العلمي الفرنسي من مخاطره، منوهاً باستخدامه في الحالات الخطرة فقط، فيما تتسارع المختبرات الفرنسية لإيجاد علاج للفيروس.
وأوصى المجلس الأعلى للصحة العامة بعدم استخدام الكلوروكين المضاد للملاريا باستثناء الحالات الحرجة، وبقرار جماعي وإشراف طبي صارم، وستقوم الحكومة الفرنسية بإصدار أمر لتنظيم استخدام هذا العلاج.
فعالية ومحاذير الكلوركين
وبالنسبة لعلاج الكلوروكين الذي أقره المجلس العلمي الفرنسي، فإنه طرح في السوق للمرة الأولى عام 1949، وهو أحد البدائل الاصطناعية للكينين، وهي مادة مستخرجة من لحاء الشجرة البيروفية، المستخدمة في أوروبا ضد الملاريا منذ القرن الـ17.
وحصل المنتج على إذن تسويق في فرنسا عام 1949، تحت الاسم التجاري "نافاكين"، ولا يزال أحد أكثر العقاقير الموصوفة للوقاية من الملاريا، إذ إنه لا يحمي بشكل كامل من المرض الطفيلي الذي ينتقل عن طريق البعوض، لكنه يحد من المخاطر.
هيدروكسي كلوروكين
وهو العلاج الذي يستخدم في التجارب السريرية ضد "كوفيد- 19"، ومشتق من الكلوروكين، ويتم تسويق الدواء في فرنسا من قبل "سانوفي" الفرنسية تحت اسم بلانكنيل، ويستخدم بشكل رئيسي في العلاجات المضادة للروماتيزم (التهاب المفاصل الروماتويدي)، أو ضد الذئبة (مرض المناعة الذاتية).
الآثار الجانبية للكلوروكين
الآثار الجانبية الرئيسية طويلة المدى هي حالات إصابة شبكية العين، كما أن الجرعات الزائدة يمكن أن تسبب مشاكل في القلب والجهاز التنفسي، وتهدد الحياة، كما هو الحال مع معظم المنتجات من هذه الفئة، حيث تكون الجرعة الفعالة قريبة من الجرعة السامة، وبالتالي الخطر الحقيقي لأي علاج بدون استشارة الطبيب.