حمية "ديتوكس" تداعب أحلام الرشاقة عند نجمات هوليوود
النجمة الأمريكية جونيث بالترو تقود حملة للترويج لحمية ديتوكس التي ينتقدها البعض ويحذر منها.. ما الحكاية؟
أبدى عدد من نجمات هوليوود حماسهن لنوع جديد من الريجيم يحمل اسم "ديتوكس"، أملا فيما يعتقدون أن بإمكانه تطهير أجسادهن.
ويعتمد الريجيم الجديد على نظام غذائي صارم لتنقية الجسم من السموم عن طريق الصوم عن تناول أغذية معينة، والاكتفاء بالقليل من أغذية أخرى.
واستندت النجمة الأمريكية الشهيرة جونيث بالترو، الحائزة على جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم "شكسبير يقع في الحب"، على تأييد أخصائي أمراض القلب د.أليخاندرو خونجر، لهذا النوع من الحميات الغذائية التي تعتمد على تنقية عميقة للجسم من السموم بالاعتماد على قاعدة "الماء والليمون"، بينما لا تخرج قائمة التغذية عن القليل من اللحوم البيضاء مثل الأسماك أو الدجاج والسلطات وبعض الحساء.
لكن د. سوسانا ديل بوثو، خبيرة التغذية وعضو الجمعية الإسبانية للتغذية، حذرت من أن قائمة الديتوكس تخلو من عناصر غذائية مهمة لتكون صحية.
بينما دافع د. خونجر عن حمية "ديتوكس"، مؤكدًا أن المرء باتباعها يطهر عقله وروحه بالإضافة إلى تنقية جسمه، وقال إنها ليست صدفة أن يصوم الأنبياء مثل عيسى ومحمد (عليهما السلام)، وكبار الزعماء الروحانيين مثل بوذا وغاندي، مؤكدا أن الصوم عملية تمارس بطريقة أو بأخرى في كل الأديان والمعتقدات والمذاهب الروحية.
ومن بين أشهر المؤيدين لهذا النظام الغذائي كل من مصممة الأزياء دونا كاران، ومقدمة البرامج التليفزيونية الشهيرة ماريا أنطوانيت كولينز، التي بدأت خلال شهر حمية تخفيض للوزن بصورة تدريجية، وقد اهتمت مجلة المجتمع الأمريكية "بيبول" في طبعتها الإسبانية بنشر صورها وقد بدت عليها مظاهر فقد الوزن.
وأوضح د. خونجر أن نظام حمية ديتوكس يعتمد على تقليل عمل وظائف الهضم والامتصاص والتمثيل الغذائي لأدنى مستوياتها، للسماح بإعادة توجيه الطاقة لزيادة عمليات تخليص الجسم من المواد الضارة به.
ولراغبي تجربة هذا النوع من الحميات ينصح الطبيب خونجر والنجمة جونيث بالترو بالآتي:
- استشارة أخصائي بصفة مستديمة قبل بدء الحمية الغذائية.
- تناول ملعقتين من زيت الزيتون البكر الفاخر كل ليلة لتنشط الكلى.
- استكمال الرجيم بممارسة اليوجا.
- تناول أعشاب ملينة لتحفيز القولون.
- العمل بقدر المستطاع على تناول المنتجات الحيوية.
- عمل جلسات ساونا لتخليص الجسم من الشوائب عن طريق الجلد.
- تناول كميات كبيرة من المياه.
- عدم كسر الرجيم بأي حال من الأحوال خلال أيام البرنامج السبعة.
وصفة جونيث بالترو:
وذكرت نجمة فيلم "شكسبير يقع في الحب"، التي تتبع هذا البرنامج الغذائي، أنه يمكن لمن يتبع حمية "الديتوكس" أن يتناول 5 وجبات يومية مع مراعاة السعرات الحرارية اللازمة في كل وجبة، مؤكدة أن الخطوات التي يجب اتباعها في منتهى البساطة:
- تناول ماء وليمون في الصباح الباكر، يليه شاي أعشاب بالإضافة إلى منتجات طبيعية مخفوقة، في وجبة الإفطار.
- تناول شراب جوز الهند بين الوجبات.
- الوجبة الرئيسية تتكون حسب اليوم من سلطة أو "دجاج ترياكي" أو حساء أو خضروات وفواكه نيئة طازجة أو سمك السالمون.
- وجبة خفيفة في المساء عبارة عن عصير أو فواكه طبيعية.
- ومرة أخرى سالمون أو حساء أو سمك مشوي في العشاء.
آراء معارضة:
من جانبها أوضحت د. سوسانا ديل بوثو خبيرة التغذية وعضو الجمعية الإسبانية للتغذية أنه لا يمكن تنقية الجسم بمجرد الامتناع تقريبا عن الطعام لمدة 7 أيام، وقالت: "الطعام هو طعام.. وليس سُماً، وعليه فليس هناك في الجسم ما يستوجب تنقيته من مواد ضارة ما عن طريق اتباع حميات غذائية معينة".
ولا تنصح ديل بوثو أي شخص باتباع الحمية الغذائية التي تتحدث عنها النجمة جونيث بالترو، نظرا لأنها تدل على خلل غذائي واضح لأنها لا تتضمن عناصر غذائية ضرورية للجسم، وتصفها بـ"القائمة الناقصة".
كما أكدت أن قائمة الإفطار وفقا لهذه الحمية غير متوازنة - حيث يجب أن تحتوي على 20 إلى 25% من الغذاء الذي يستهلكه الفرد يوميا- كما أن هناك عناصر غذائية ملغية تماما مثل الحليب ومشتقاته أو الحبوب ومشتقاتها.
وتابعت أن "من المهم لكي تكون الحمية صحية أن تكون متنوعة، وقائمة الديتوكس تخلو من الكثير من العناصر الغذائية".
وتضيف "حقيقة أن هذه الحمية تحتوي على الكثير من المواد البروتينية ولكنها تخلو تماما من الكربوهيدرات التي يجب أن تصل نسبتها إلى نصف كمية الغذاء التي يتناولها الفرد يوميا".
وقالت إن من بين الأخطاء التي يقع فيها من يتبعون هذه الحمية الغذائية أيضا هو استخدام الملينات بلا داع، حيث يمثل ذلك إنهاكا لنشاط الجسم أكثر منه عنصرا مساعدا، كما أنه لا يوجد أي فروق بين استخدام الأغذية "الأورجانيك" والأغذية العادية الأخرى ، ولهذا فإن استخدام هذه الحمية لمدة 7 أيام سيضر بأجهزة الجسم بينما يمكن فقدان الوزن بطريقة ما أو بأخرى.
أما د. خونجر فأكد أن حمية "ديتوكس" لها آثار منها الإيجابي ومنها السلبي، وأن من أبرز إيجابيتها التخلص من الوزن الزائد.
جوانب سلبية
أما بالنسبة لجوانبها السلبية، فقال: هناك عدة مشاكل يمكن تجاوزها إذا استعان الممارس لها بشخص متخصص. على سبيل المثال، الكبد يحتاج إلى مواد غذائية معينة كي يتمكن من القيام بوظائفه مثل الفيتامينات والماغنسيوم والزنك وغيرها من العناصر، فإذا لم يتم تزويد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة فإن السموم الموجودة داخل الجسم سوف تزداد كثافتها ودرجة سميتها بصورة أكبر مما كانت عليه قبل بدء حمية "الديتوكس".
وعلى العكس من ذلك نصح د. خونجر كل الناس باتباع حمية "ديتوكس" باستثناء النساء الحوامل، ومرضى السكر والسرطان في المراحل المتقدمة أو أي شخص يخضع لنظام علاجي يتطلب بقاء الدورة الدموية عند مستويات معينة وثابتة.
وأكد أخصائي أمراض القلب د. أليخاندرو خونجر أن حمية "ديتوكس" تتضمن معايير غذائية تتوافق في العديد من النقاط مع برنامج "Purification Rundown Program" الذي تروج له كنيسة السينتولوجي، عبر موقعها على شبكة الإنترنت، ويسعى هذا البرنامج لمحاربة ما يعتبره "عصر العقاقير والمستحضرات الكيميائية".
واعترف خونجر بأوجه التشابه الكبيرة بين حميته الغذائية وبرنامج "تنقية العقل والجسم" الذي ابتدعها، ل. رون هوبارد، الأب الروحي لديانة السينتولوجي الوضعية وهي إجراءات تكشف عن معارف عميقة لآليات فسيولوجية ضرورية لتنقية الجسم.
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMjkg
جزيرة ام اند امز