هل يؤدي انقسام الأكراد إلى الاستجابة لبغداد؟
مع بروز الخلافات بين القوي الكردية حول التعامل مع بغداد، تلوح في الأفق انفراجة حول ملف كركوك ومنع المواجهات العسكرية
وسط التوتر الشديد القائم بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، يطفو على السطح انقسامات كردية داخلية قد تؤدي لتعطيل تنفيذ نتائج استفتاء كردستان، وتمنع حدوث مواجهة عسكرية مع بغداد بسبب الصراع على كركوك الغنية بالنفط.
وظهرت بوادر هذا الأمر مع تصريحات لمصدر عراقي مسؤول أوضح أن القادة الكرد المجتمعين مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم في محافظة السليمانية بكردستان سيبحثون "تجميد" نتائج الاستفتاء لعامين.
وإن صح هذا الأمر فإنه سيكون حلحلة كبيرة للأزمة.
ويأتي ذلك مع أنباء تفيد بأن الاجتماع أفضى إلى أن تكون هناك إدارة مشتركة لمدينة كركوك على أن يستبدل محافظ كركوك الحالي نجم الدين كريم بآخر من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وأثار كريم غضب المسؤولين العراقيين مرارا لكثرة تصريحاته التي تتسم بالعداء تجاه بغداد، ولتأييده الصريح لتحويل إقليم كردستان إلى دولة.
وحفلت الأيام القليلة الماضية بالأحداث التي أبرزت توترا متفاقما بين العراق وكردستان، تجلى في احتشاد المدرعات العراقية وقيامها برفع العلم العراقي على ضفة نهر على أطراف مدينة كركوك؛ تعبيرا عن سيادة بغداد على المحافظة، فيما حشدت قوات البيشمركة الكردية خلف سواتر ترابية وحواجز إسمنتية عليها رايات كردية على الضفة الأخرى من النهر، في تطور أدى لتخوف العراقيين من مواجهات بين الطرفين.
خلافات كردية داخلية
وتلا احتشاد الجانبين تقم القوات العراقية ومليشيا الحشد الشعبي واستعادة عدة مواقع، مع انسحاب البيشمركة دون قتال.
وأثار هذا الانسحاب السهل من جانب البيشمركة تساؤلات حول ما إن كان مرتبطا بخلافات بين الحزبين الكردين الأساسيين، وهما الحزب الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.
فقد اتهمت وسائل إعلام تابعة للحزب الديمقراطي الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني، أمس، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بـ"الخيانة"؛ لأنه تعمّد الانسحاب من مناطق محيط كركوك دون قتال، وتسليمها للحشد الشعبي والقوات العراقية، على حد زعمها.
وأفاد موقع "باسنيوز" أن حزب الاتحاد الوطني الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل جلال طالباني "سلّم عددًا من المناطق في محيط كركوك للحشد، بعد الاتفاق الذي تم سرًا بين الجانبين".
وأضاف أن "القيادي في الوطني الكردستاني، وستا رسول، هو المشرف على هذا المحور، اتفق مع الحشد الشعبي على تسليم تلك المناطق".
الاختلاف بين الأحزاب الكردية بدأ واضحا من اليوم الأول لإجراء استفتاء كردستان، الذي تم في 25 من الشهر الماضي؛ فالحزب الديمقراطي الحاكم نفسه انقسم إلى جبهتين فيما يخص الاستفتاء، إحداهما مؤيد يرأسه مسعود بارزاني ونجله، وآخر معارض ويتزعمه رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني، ونواب أكراد في البرلمان الاتحادي وبرلمان أربيل.
وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني لم يخل بدوره من معارضين للاستفتاء، وكشف عضو الحزب طارق جوهر ذلك بقوله: "وجود خلاف جديد في الاتحاد؛ فبينما تقف القيادية بالحزب هيرو إبراهيم، زوجة زعيم الحزب جلال طالباني، ضد إجراء الاستفتاء، يؤيده نائبا طالباني، وهما صالح وكوسرت رسول".