من بيلاروسيا إلى أقصى الخليج.. العملات الرقمية تنتعش
توقعات بأن ينمو قطاع العملات المشفرة عالميا إلى 1.4 مليار دولار بحلول عام 2024 من مليار دولار فقط هذا العام.
في الربع الأول من العام الحالي فقد العالم الثقة في العملات الرقمية بقيادة بتكوين التي شهدا حالة من الانهيار قرب نهاية مايو المنقضي، إلا أنها سرعان ما عدلت من أوضاعها وحققت قفزات هائلة، نظرا لظهور محفز قوي وهو عملة فيسبوك المعروفة بـ"ليبرا".
وبلغ الأمر إلى أن منصات مالية دولية حكمت على العملات الرقمية بالفشل السريع، إلا أن شركة ريسيرش آند ماركتس ومقرها أيرلندا تتوقع اليوم أن ينمو قطاع العملات المشفرة عالميا إلى 1.4 مليار دولار بحلول عام 2024 من مليار دولار فقط هذا العام، لتحقق انتعاشا رغم التوقعات السابقة.
تأتي تلك التوقعات من شركة متخصصة في السوق رغم صعوبة تقدير حجم قطاع العملات المشفرة بسبب تعقيداته وغياب الشفافية فيه.
- إنفوجراف.. العملات الرقمية 2018.. بيتكوين تسقط من مستوياتها التاريخية
- فاينانشيال تايمز: سوق العملات الرقمية "محكوم عليه بالفشل"
في الوقت نفسه قررت شركة زد.بي.إكس المتخصصة في التشفير ومقرها سنغافورة إطلاق منصة لتداول العملات المشفرة اسمها "كيوم" الشهر المقبل لخدمة المؤسسات الاستثمارية مثل شركات التداول ذات النشاط العالي وكذلك صناديق التحوط.
كما بدأت منصة أخرى لتداول العملات المشفرة هي آي إكستشينج نشاطها في مينسك عاصمة روسيا البيضاء هذا الشهر بهدف جذب مستثمرين من سوق كومنولث الدولة المستقلة الذي يشمل روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة.
وقال إيجور سنيجكو الشريك المؤسس للشركة إن روسيا البيضاء هي الخيار الأفضل لأن بها إطار عمل تنظيمي تفتقر إليه دول أخرى.
وتشترط روسيا البيضاء تقديم مراجعات حسابية لمصدري العملات الرقمية وتفاصيل المشروعات التي يستند إليها أي إصدار.
وبالنسبة لمنصات التداول تتضمن القواعد مراقبة المعاملات المشبوهة للوفاء بمعايير غسل الأموال الدولية.
ومن الحوافز التي تعرضها روسيا البيضاء إعفاءات ضريبية للشركات التي تقوم باستخلاص العملات المشفرة وتداولها.
وعلى النقيض فإن معاملات العملات الرقمية تخضع للضرائب في الولايات المتحدة.
أما في بريطانيا فتسري الضرائب على أرباح رأس المال.
وقالت منصة آي إكستشينج إنها درست في البداية الوضع في دول أخرى منها إستونيا ومالطا لكنها اختارت روسيا البيضاء بسبب قربها من سوقها المستهدفة.
ليبرا
وتتباين القواعد التنظيمية للعملات المشفرة في مختلف أنحاء العالم، ففي حين أدى كشف شركة فيسبوك النقاب عن عملتها ليبرا إلى ظهور مؤشرات على رد فعل منسق ضد العملات المشفرة من جانب القوى الاقتصادية الكبرى فلا يزال النهج يختلف من دولة لأخرى.
فقد حظرت الصين العملات المشفرة بالكامل في حين أوصت لجنة حكومية هندية الأسبوع الماضي باتخاذ إجراء مماثل.
وقال سوي تشونج من شركة كريبتو فاسيليتيز، وهي بورصة للمعاملات الآجلة في العملات المشفرة مقرها لندن، إن ثمة مزايا واضحة في العمل في مركز مالي كبير منها سهولة توظيف عاملين يتمتعون بمهارات عالية.
وقالت آن صوفي كلوتس التي شاركت في دراسة عن تنظيم العملات المشفرة بجامعة كمبردج إن العمل في إطار قواعد تنظيمية في مركز راسخ يمكن أن يتيح للشركات دخول أسواق أعمق وأكثر سيولة ويوفر قدرا أكبر من التيقن فيما يتعلق بقانون الأوراق المالية.
وأضافت "ربما يعني ذلك أن تكون لديك قاعدة مستثمرين أكثر تطورا وسهولة أكبر في الحصول على رأس المال، كما أن هذا يمثل عاملا مهما للسمعة".