سقوط دبلوماسية "القرواطة".. حفتر ينتصر بالجولات الخارجية
خبيران ليبيان قالا إن المجتمع الدولي لا يراهن على حكومة الوفاق التي لا تملك في البلاد سوى القرواطة (رابطات العنق) التي يرتديها السراج
اعتبر خبيران ليبيان أن الجولات المكوكية لرئيس حكومة الوفاق في طرابلس فايز السراج لم تجدِ نفعا في مقابل الزيارات التي أجراها قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر التي لاقت دعما وتأييدا دوليا.
وقال الخبيران، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن المجتمع الدولي قرر ألا يراهن على حكومة الوفاق غير الشرعية الضالعة في الإرهاب في ليبيا، التي لا تملك في البلاد سوى القرواطة (رابطات العنق) التي يرتديها السراج ونوابه.
في حين يتنامى الدعم الدولي للجيش الوطني الليبي كطرف وحيد يمتلك كل مقومات الدولة الانضباطية وتحقيق الالتزامات الدولية.
واعتبرا أن القرارات التي اتخذها السراج بإلغاء تعاقدات مع شركات فرنسية وألمانية قبل أن ينهي زيارته الأوروبية تبرز مدى فشل المباحثات مع قادة هذه الدول.
فيما أشارا إلى أن ما نقلته وسائل إعلام إيطالية عن قمة مرتقبة تجمع المشير حفتر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن منتصف يونيو/حزيران الجاري (لم يعلن عنها من البلدان رسميا) إدراكا من المجتمع الدولي بالخطر من استمرار مليشيات طرابلس في دعم الإرهاب وانقسام البلاد.
وأجرى المشير حفتر عدة زيارات إلى القاهرة وموسكو وروما وباريس، في حين زار السراج روما وباريس وبرلين وتونس والجزائر.
فشل سريع
حاول السراج خلال جولته استمالة الحكومات الأوروبية إلى صف المجلس الرئاسي الليبي ضد الجيش الوطني الليبي، الذي يخوض حربا منذ 4 أبريل/نيسان الماضي لتطهير العاصمة الليبية طرابلس من المليشيات والجماعات الإرهابية التي تخضع ظاهريا لحكومة الوفاق.
ولم يحصل السراج خلال الزيارة السريعة لألمانيا وفرنسا على التأييد والدعم الصريح للمليشيات التابعة للمجلس الرئاسي في الحرب ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، إذ اكتفت الدولتان بالدعوة إلى العودة للمسار السياسي، ووصفت صحافة البلدين زيارة السراج بالفاشلة.
ومع فشله في الحصول على تأييدها أصدرت حكومته عدة قرارات بإلغاء تعاقدات مع شركات فرنسية وألمانية قبل أن ينهي زيارته الأوروبية.
وتضمنت القرارات وقف التعامل مع مجموعة شركات أجنبية (40 شركة) أبرزها شركة توتال النفطية الفرنسية.
واشتمل القرار على وقف التعامل مع عدة شركات فرنسية عملاقة، مثل الكاتيل وتاليس وبروجيه وشركة سيمنس الألمانية الرائدة في قطاع الكهرباء، وعدة شركات عاملة في قطاع النفط وشركة إيطالية واحدة هي شركة "بوتشيلي".
ضد الإرهاب.. العالم وإرادة الليبيين
عبدالحكيم معتوق، المستشار الإعلامي للمندوبية الليبية بالجامعة العربية والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الليبية سابقا، قال إن زيارات حفتر لعواصم العالم محكوم عليها مسبقا بالنجاح، خاصة أن هذه العواصم أدركت حقيقة حرب الجيش الوطني ضد الإرهاب، وحقيقة ما تعرف بحكومة الوفاق غير الشرعية في طرابلس.
وأضاف معتوق أن الحديث عن زيارة القائد العام المشير خليفة حفتر إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكبر دليل على نجاح زيارات حفتر السابقة إلى دول العالم، وإدراكها حقيقة حرب الجيش الليبي ضد الإرهاب.
وأشار إلى أن عواصم العالم تأكدت من دعم الشعب الليبي للجيش الوطني، لقيام دولة مدنية حقيقية قوامها الجيش والشرطة والقضاء والمؤسسات والفهم الصحيح للإسلام الحقيقي.
ولفت إلى أن حكومة السراج غير الشرعية التي جاءت كمنتج غير مكتمل المواصفات لم ولن تعد سبيل الليبيين لأي شكل من أشكال الوفاق.
ووجه معتوق رسالة إلى المجلس الرئاسي غير الشرعي بأن اللعبة انتهت، نتيجة لما تم الكشف عنه من إهدار للمال العام وإفساد للحياة السياسية والارتهان بالأجندات الخارجية والإذلال للمواطن الليبي بطرابلس.
ونوه إلى أن العالم أدرك أن السراج قرر الاحتماء بحفنة من المليشيات والإرهابيين القادمين من قندهار وإدلب وعفرين وغيرهم من الدواعش من أجل ذبح الليبيين.
وتابع "أعطينا السراج 4 سنوات، وهي فترة ولاية كاملة، وكان بمقدوره أن يجعل من طرابلس هونج كونج، خاصة أنه كان لديه في البنك المركزي أكثر من 300 مليار دولار وأطنان من الذهب".
وأضاف: "حكومة السراج سقطت من أعين الليبيين ومن موازين القوى العربية والدولية، وأن كل ما تدفعه من مليارات للترويج لنفسها لن يجلب إلا مزيدا من الخراب، والمرتزقة والسلاح المهرب من تركيا".
دبلوماسية رابطة العنق
واتفق معه المحلل السياسي الليبي والخبير في القانون الدولي محمد صالح جبريل اللافي، بأن زيارات المشير حفتر الأخيرة إلى دول العالم هي الأكثر تأثيرا على الموقف الدولي من الملف الليبي.
وأكد اللافي، في حديثه لـ"العين الإخبارية" من مدينة درنة، شرق البلاد، أن القيادة العامة للجيش العربي الليبي تلقى دعما دوليا غير محدود وأن زيارات المشير حفتر تزيد توطيد هذه العلاقات.
وأوضح أن المشير حفتر خلال زياراته تخطى مرحلة الدعم العسكري للتنسيق بشأن مشاركات وتعاون اقتصادي متبادل ما بين ليبيا وهذه الدول التي زارها خاصة فيما يتعلق بملف الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب.
وأشار إلى أن "القيادة العامة للجيش الوطني الليبي أوحت لكل دول العالم أنها الطرف الوحيد في ليبيا الذي يمتلك كل مقومات الدولة الانضباطية وتحقيق الالتزامات الدولية.
ولفت إلى أن انهيار الدعم الدولي للسراج جاء نتيجة لفشله خلال السنوات الأربع الماضية في أن يفي بأي اتفاق أو تحقيق أي بند من بنود التعاون المشترك مع الدول المؤثرة على الصعيد الدولي، بل ثبت ضلوع إدارته في دعم وتوظيف العناصر والجماعات الإرهابية المطلوبة دوليا.
وأكد أن "زيارات السراج و (أحمد) معيتيق لم تكن إلا فقاعات إعلامية لإدراك غالبية المجتمع الدولي بأنهما لا يمتلكان في ليبيا سوى القرواطة (رابطات العنق) التي يرتديانها.
وأعلن النائب بما يسمى "المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بطرابلس"، أحمد معيتيق، عقده لقاءات مع عدد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي.
وكان الجيش الوطني الليبي قد أطلق في الرابع من أبريل/نيسان الماضي، عملية طوفان الكرامة لتطهير العاصمة الليبية طرابلس من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، وأحرزت القوات المسلحة تقدما ملحوظا، تم تتويجه بالسيطرة على 8 محاور للمدينة.
وطور الجيش الليبي من عملية طوفان الكرامة، ليطلق المرحلة الثانية، 6 مايو/أيار الماضي، وتهدف لحسم معركة تحرير طرابلس سريعا، بمشاركة كتائب عدة من مدن المنطقة الغربية.
aXA6IDMuMTQ3LjcxLjE3NSA= جزيرة ام اند امز