معركة مفتوحة بين بريطانيا ومتشددي إيران لإطلاق سراح "نازانين"
الحكومة البريطانية قررت في وقت سابق منح المعتقلة نازانين زاخاري راتكليف في سجون إيران حماية دبلوماسية.
بعد محاولات عديدة للإفراج عن المعتقلة البريطانية ذات الأصول الإيرانية، نازانين زاخاري راتكليف، قررت الحكومة البريطانية اللجوء للحماية الدبلوماسية، للمرة الثانية منذ 58 عاماً تقريباً، في إجراء يشي بنفاد صبر لندن.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، أمس عن منح زاخاري، المعتقلة في طهران بتهمة التجسس، حماية دبلوماسية، لتتحول قضيتها إلى نزاع قانوني بين البلدين، مع إمكانية المطالبة بتعويض إذا ثبت تعرضها لمعاملة سيئة.
- لندن تمنح الحماية الدبلوماسية لبريطانية إيرانية معتقلة في طهران
- ابنة معتقلة بريطانية بإيران تبعث برسالة مؤثرة لوالدها في لندن
وقالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن تصريح هنت جاء في الوقت الذي طالبت في أمريكا الأمم المتحدة بفرض عقوبات على إيران بعد إجرائها اختبارا صاروخيا.
وتزامن القرار أيضاً مع إلقاء رودي جولياني، محامي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطاباً في مظاهرة تطالب بتغيير النظام الإيراني، وتعيين إبراهيم رئيسي، رجل الدين المتشدد والمرشح الرئاسي السابق الذي اتهم بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، رئيساً للسلطة القضائية في البلاد.
وأوضحت "إندبندنت" أن المرة الوحيدة التي استخدمت فيها الحماية الدبلوماسية مع إيران كانت خلال نزاع حول تأميم شركة النفط البريطانية الإيرانية "أنجلو-إيرانيان أويل كومبني" في فترة الخمسينيات.
ومنحت الحكومة البريطانية الحماية الدبلوماسية لموظفي شركة النفط البريطانية الإيرانية بعد فشلها في النزاع القانوني في المحكمة الدولية في لاهاي بشأن تأميم الشركة من قبل حكومة رئيس الوزراء آنذاك، محمد مصدق.
وقالت الصحيفة إن الرد الرسمي من الحكومة الإيرانية، حتى الآن، كان من السفير الإيراني لدى بريطانيا، حميد بعيدي نجاد، والذي قال إن التحرك البريطاني "يتعارض مع القانون الدولي"، وإن "الحكومة ربما تُفعل هذه الحماية لمواطنيها فقط".
وأضاف السفير: "كما تعترف الحكومة البريطانية، إيران لا تعترف بازدواج الجنسية. بغض النظر عن الإقامة البريطانية، السيدة زاخاري تظل إيرانية".
وأشارت الصحيفة إلى تصاعد التوترات الداخلية في إيران بعد قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع القوى الدولية وإعادة فرض العقوبات، الأمران اللذان أديا إلى مشاكل اقتصادية حادة في البلاد.
وقال أحد مستشاري حكومة روحاني للصحيفة: "نحن في حيرة بشأن السبب وراء هذا القرار في هذا الوقت. بريطانيا تعلم أن هناك أشخاصا إيرانيين في مناصب ذات مسؤولية يحاولون جاهدين حل هذه القضية. جيرمي هنت قال ذلك بنفسه للعديد من الأشخاص، نحن نعلم ذلك".
وأضاف: "من الصعب معرفة ما سيحققه ذلك (القرار) في محاولة إطلاق سراحها. ولكننا نعلم أن بعض الأشخاص (المتشددين) يقولون إنها محاولة للتدخل الخارجي ويجب مقاومتها. الأسلوب الذي يستخدمه البريطانيون يحمل معنى استعماريا سيئا، خاصة في إيران. وهذا أمر مؤسف".