مواجهة مباشرة مع المناخ.. حكاية 20 طفلا في الخطوط الأمامية (صور)
بينما يجتمع قادة العالم في مؤتمر المناخ COP27، في مدينة شرم الشيخ المصرية، سيكون تأثير الظاهرة على الأطفال حاضرا بقوة.
التغيرات المناخية التي تجتاج الكوكب، وضعت الأجيال القادمة في محنة كبيرة، وهو ما يتطلب حماية أطفال اليوم من مستقبل أصبح غير قابل للعيش بسبب الاحتباس الحراري.
تقدر الأمم المتحدة أن حوالي مليار طفل معرضون لخطر كبير للغاية بسبب تغير المناخ، سواء كان ذلك بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار أو الأمطار الغزيرة أو الجفاف أو موجات الحرارة القاتلة.
ويختلف مدى تأثير التغير المناخي على الأطقال من مكان لآخر، لكن الظاهرة وضعت العديد من الأطفال في أزمة كبيرة، وهم الذين يعيشون في الخطوط الأمامية لتغير المناخ؟ فكيف تبدو حياتهم؟ وكيف يتم نقل المعلومات حول كوكب متغير إلى ورثة الأرض الأكثر سخونة؟ وفي الأماكن التي لا يوجد فيها الإنترنت في كل مكان، كيف يفهم الشباب التغييرات التي يشهدونها؟
كل هذه الأسئلة أجاب عنها موقع "NPR"، من خلال زيارة لإحدى القرى في نيبال وتحديدا مدرسة دير Rolwaling Sangag Choling Monastery الواقعة في واد شديد الانحدار.
هذه المدرسة التي يدرس بها نحو 20 طالبا محاطة بكل أنواع التغير المناخي، وهو ما يضع هو الأطفال الذين يعيشون في هذه البيئة النائية بعيدا عن التطور والمدنية في مواجهة مباشرة مع التغير المناخي.
المنطقة التي تقع بها المدرسة كان بها طاقة كهربائية شمسية حتى وقت سابق من العام الجاري، وهي تقع في واد أسفل نهر Rolwaling، ويحيطها منحدرات صخرية لجبال الهمالايا وقمم يبلغ ارتفاع 23 ألف قدم.
المدرسة هي موطن لما يقرب من 20 فتى يعيشون ويدرسون هناك معظم العام، باستثناء فترة وجيزة في الشتاء عندما يعودون إلى مسقط رأسهم القريبة.
حياة هؤلاء الطلاب مرتبطة بشكل وثيق بالطبيعة بشكل لا مفر منه، وقد لاحظ الطلاب، خاصة الكبار منهم، أن الطبيعة تتغير.
أبرز ما رصده طلاب المدرسة، هو التغيرات التي حدثت بالبحيرة الجليدية المتواجدة أعلى النهر، والتي قد تسبب فيضانا كبيرا في المستقبل، وهو ما يهدد المدرسة.
هناك تغييرات أخرى واضحة، فالثلج الذي كان يغطي الجبال المجاورة بطبقات سميكة أصبح الآن متقطعا ورقيقا، والآن، تظهر الصخور العارية حتى على أعلى القمم. وأصبحت الأمطار التي كانت تصل في المعتاد وفقا لجدول زمني موثوق في الصيف أكثر تقلبا الآن.
يمثل المطر غير الموثوق به مشكلة لأن معظم الناس الذين يعيشون في المنطقة يزرعون أو يربون الماشية أو يعملون في صناعة الرحلات الجبلية، عندما يأتي المطر في وقت متأخر، أو في وقت واحد، فإنه يضر بالمحاصيل ويجعل من الصعب عبور النهر بأمان.
ومع ازدياد شعبية المنطقة بين السياح النيباليين المحليين، فإنها تصبح أيضا أكثر خطورة على المتنزهين الذين يستخدمون ممرات ضيقة على ضفاف النهر والجسور المعلقة بسبب ارتفاع المياه من الأمطار الغزيرة وذوبان الجليد.
قبل سنوات، كانت الحياة في الوادي مختلفة تماما، كانت آمنة، كان السكان يعبرون النهر دون خوف، لكن كل هذه المشاهد تغيرت الآن.
لا يوجد منهج رسمي لتغير المناخ في المدرسة، على الرغم من أنهم يدرسون العلوم العامة.
لكن الطلاب في المدرسة يقولون إنهم يعرفون القليل فقط عن المكان والذي يتعرض لموجة كبيرة من التغيرات المناخية، لكنهم يرغبون في معرفة المزيد.
aXA6IDMuMTM4LjM3LjQzIA== جزيرة ام اند امز