دارين تانغ.. محامٍ داعم للبيئة على رأس المنظمة العالمية للملكية الفكرية
قبل نحو عامين، فاز المحامي السنغافوري دارين تانغ بمنصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية"WIPO"، بدعم من الولايات المتحدة.
وفي 4 مارس/ آذار 2020، حصد تانغ تصويت 55 دولة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية لشغل المنصب، متفوقًا على المرشح الصيني وانج بينينج الذي نال 28 صوتًا من أصل 83 دولة.
وفي 8 مايو/أيار من العام نفسه، أعلنت الجمعية العامة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية "تانغ" مديرها العام الخامس، على أن تبدأ ولايته رسميًا في 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، ولمدة 6 سنوات.
وفي كلمته بهذه المناسبة، قال "تانغ": "يجب أن تعمل المنظمة من أجل نظام بيئي عالمي للملكية الفكرية يتسم بالحيوية والتطلع إلى المستقبل، ويجب أن تساعد العالم على توسيع منظوره للملكية الفكرية بما يتجاوز جوانبها القانونية والتقنية إلى دورها القوي كمؤيد لرواد الأعمال والشركات ومحفز للاستثمارات ومحرك للنمو الاقتصادي وداعم للحيوية الاجتماعية".
من هو دارين تانغ؟
دارين تانغ البالغ من العمر 51 عامًا هو خريج جامعة سنغافورة الوطنية، وحصل على ليسانس القانون مع مرتبة الشرف، كما نال درجة الماجستير من مركز القانون بجامعة جورجتاون، وتابع دراسات في إطار برنامج الإدارة المتقدمة بكلية هارفارد للأعمال، وهو متحدث جيد باللغتين الإنجليزية والصينية.
قبل اختياره لمنصبه الحالي، شغل "تانغ" منصب الرئيس التنفيذي لمكتب الملكية الفكرية في سنغافورة "IPOS"، وقاد التحول الاستراتيجي لذلك المكتب دعما لاقتصاد سنغافورة القائم على الابتكار، وفي الفترة بين 1997 و2012 شغل مناصب مختلفة ضمن دائرة النائب العام ووزارة التجارة والصناعية في سنغافورة.
عمل "تانغ" محاميًا تجاريًا لحكومة سنغافورة، وكان مفاوضًا رائدًا بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وسنغافورة الموقعة في 6 مايو/ آيار 2003، وقاد مفاوضات الملكية الفكرية لسنغافورة في الشراكة عبر المحيط الهادئ، والشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، واتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي.
وفي عام 2016 حصل على ميدالية الإدارة العامة من مكتب رئيس الوزراء في سنغافورة تكريما لما أثبته من فاعلية وكفاءة في خدمة بلاده، كما شغل منصب الأمين العام للاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة "UPOV"، وعندما كان رئيسًا لـ"IPOS" ترأس لجنة "ويبو" الدائمة المعنية بحق المؤلف والحقوق المجاورة.
ومنذ تقلد منصبه في "WIPO"، وضع "تانغ" خطة استراتيجية متوسطة الأجل لتوجيه عمل المنظمة حتى عام 2026، للعمل بشكل أوثق مع الشركات الأصغر والمبدعين الأفراد الذين كانوا في السابق يفتقرون إلى خدمات المثقفين العالميين، والنظام البيئي للممتلكات، وتعهد بإيلاء اهتمام بالشباب كمحور تركيز خاص.
الملكية الفكرية
يعرف دارين تانغ الملكية الفكرية بأنها "عملية تسويق لفكرة، بطريقة تحدث أثرًا ملموسا على الأرض، وتؤدي الملكية الفكرية دورا حاسما في هذه العملية من خلال منح الذين يبدعون شيئا جديدا (العلامات والتصاميم والتقنيات والمحتوى) القدرة على منع الآخرين من سرقة أفكارهم، ومن إعطائهم الحافز والقوة لنقل هذه الأفكار إلى السوق".
وقال في حوار سابق: "عندما تبدع دار أزياء تصميما جديدا، ستنتفع باستخدام الملكية الفكرية لحماية تصاميمها وضمان استمرار تنمية أعمالها. وعلى المستوى الأوسع، يمكن للبلدان استخدام الملكية الفكرية كمحفز قوي لتوليد الوظائف وجذب الاستثمارات ودعم ريادة الأعمال ودفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهذه هي الاستراتيجية الاقتصادية التي يتبعها عدد متزايد من البلدان النامية، من بينها الهند وتركيا والبرازيل".
وأضاف: "مع تحول الدول إلى اقتصاد رقمي قائم على المعرفة، ستزداد أهمية الملكية الفكرية، ولذلك فإن إذكاء الوعي بالملكية الفكرية أمر جوهري. ولكن إذكاء الوعي بالملكية الفكرية ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة لتحقيق غاية، ففي نهاية المطاف يجب أن نبني ثقافة الإيمان بالابتكار واحترامه. ويجب أن نعمل أيضا على بناء نظام إيكولوجي أكثر شمولا للملكية الفكرية يخدم النساء والشباب والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل أفضل".
واختتم "تانغ" تعريفه للملكية الفكرية بقوله: "يجب أن نربط الملكية الفكرية بحياة الناس اليومية ونجعلها ملائمة للجميع، أي أن ننقل الملكية الفكرية من الظل إلى النور. والسبيل الوحيد لإبراز قيمة الملكية الفكرية للناس هو توسيع عملنا وربطه بمجموعة أوسع وأكثر تنوعا من أصحاب المصلحة".
aXA6IDMuMTM1LjIwMC4xMjEg جزيرة ام اند امز