خطف عائلتها وأفقدها النطق.. "دانيال" يطعن طبيبة في قلبها (خاص)
تعددت صور النجاة من الإعصار دانيال في ليبيا، لكن حالة فريدة استوقفت الدكتورة إيمان القطروني، عضو الطاقم الطبي في مدينة درنة.
وفي بداية حديثها لـ"العين الإخبارية"، تتذكر "القطروني" كواليس الرحلة المفجعة من مقر عملها من مركز بنغازي الطبي إلى مدينة درنة المنكوبة، قائلة: "تحركنا كفريق إغاثة كبير من جميع التخصصات، وكان فريقنا الطبي يدرك أنه مقبل على كارثة، ولهذا استعددنا نفسياً لملاقاة كل أنواع المشاهد المأساوية سواء من ناجين أو من الجثث".
وتقول: "الواقع دائماً يكون أصعب من الخيال، فحين دلفنا إلى درنة كان الموقف مأساوياً أكثر بكثير مما تخيلنا. الإعصار كان مدمراً وضرب الأخضر واليابس ولم يفرّق بين حجر وبشر، ولهذا خرجت المستشفيات عن الخدمة ما أضاف عبئاً على عبء أعضاء الفريق".
وتضيف: "على مدار أيام لم تكن هناك ثانية واحدة للراحة، فالعمل كان كثيراً وشاقاً وفضلاً عن الأعمال الطبية العاجلة واللازمة وإجراء جراحات في أماكن غير معدة طبياً ولا تتوفر فيها الأجهزة المطلوبة، كانت هناك مشكلة أخرى تتعلق بنفسية الناجين من هول ما رأوه".
ولا تنسى "القطروني" حالة كانت حديث الأطباء والمغيثين في درنة، لطبيبة شابة لا تعاني من أي جروح أو إصابات ولكنها كانت فاقدة للنطق تماماً.
وأرجعت ذلك إلى أن هذه الطبيبة ليلة العاصفة كانت في نوبة عمل مسائية في مستشفى لم ستضرر من الإعصار، ونجت بنفسها لكن الإعصار أفقدها جميع أفراد عائلتها، ما سبب لها صدمة نفسية أفقدتها النطق.
وتصف القطروني حال "الطبيبة المنكوبة" قائلة: "كانت في حالة سكوت دائم ولا تتعامل مع أي شخص، وعلامات الصدمة والذهول تصاحبها على الدوام".