بالصور.. أطباء وطلاب جزائريون يتظاهرون ضد التمديد لبوتفليقة
"مسيرة المآزر البيضاء" أول مظاهرة سلمية لأطباء الجزائر ضد التمديد
خرج الثلاثاء مئات الأطباء في العاصمة الجزائرية ومعظم المحافظات الأخرى في مسيرات سلمية رفضاً لتمديد ولاية بوتفليقة الرابعة، ومطالبين "برحيل النظام الحالي".
- معارضون جزائريون يطالبون بوتفليقة بالتنحي والجيش بعدم التدخل
- أحمد أويحيى يدعو حكومة الجزائر لتلبية مطالب المحتجين
وسجل الأطباء الجزائريون في مختلف التخصصات خروجهم الأول بزي موحد ضد التمديد منذ بدء الحراك الشعبي في 22 فبراير/شباط الماضي، تحت شعار "مسيرة المآزر البيضاء".
وردد الأطباء شعارات تطالب "برحيل نظام بوتفليقة" وبالتغيير الجذري، ومن بين أبرز اللافتات التي حملوها "لا تأجيل لا تمديد، الشعب هو السيد، سترحلون يعني سترحلون، تمديد الرابعة غير دستوري".
وبالعاصمة الجزائرية انطلق عشرات الأطباء من مستشفى مصطفى باشا الجامعي باتجاه ساحة البريد المركزي التي باتت من أشهر ساحات الحراك الشعبي في الجزائر، وسط تعزيزات أمنية كبيرة، وحمّلوا النظام الحالي مسؤولية "هجرة آلاف الكفاءات الجزائرية".
من جانب آخر، خرج مئات الطلبة الجامعيين في مختلف المحافظات الجزائرية رافضين للتمديد لبوتفليقة، ورددوا شعارات "لا للتمديد لا للاستفزاز"، وشعارات أخرى مطالبة برحيل النظام الجزائري، أبرزها "طلبة الجزائر أحرار لا يرضون بصفقات العار".
وانطلقت الشرارة الأولى للحراك الشعبي في الجزائر المناهض لترشح بوتفليقة لولاية خامسة في 19 فبراير/شباط من محافظة خنشلة، عقب حادثة منع المرشح السابق والمثير للجدل رشيد نكاز من الدخول إلى المحافظة، وهو ما فجر موجة غضب في المدينة، وخرج غالبية شكان خنشلة رافضين لترشح بوتفليقة ومطالبين بالتغيير.
وانتقلت بعدها المظاهرات إلى منطقة "خراطة" ومحافظات البويرة وبرج بوعريريج وبجابة ثم إلى العاصمة الجزائرية التي شهدت أول مظاهرة ضخمة في 22 فبراير/شباط رافضة للولاية الخامسة.
والتحقت نقابات مستقلة وجمعيات وأحزاب وشخصيات سياسية كثيرة بالحراك الشعبي، من أبرزهم قياديون في حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم وشخصيات رمزية مثل المناضلة جميلة بوحيرد والفنان صالح أوقروت، لتتوسع بعدها المظاهرات في الجزائر وفاق عددهم 17 مليون في مظاهرة الجمعة الأخيرة بحسب وسائل إعلام جزائرية ووكالات عالمية.
وفي خضم هذا الحراك الشعبي، اصطدم نور الدين بدوي رئيس الوزراء الجزائري الجديد بتعثر مشاورات تشكيل الحكومة، خاصة بعد رفض أكثر من 14 نقابة في مختلف القطاعات المشاركة فيها، إضافة إلى شخصيات أخرى أكدت رفضها الانضمام إلى الحكومة الجديدة.
ووجه الإثنين الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش الجزائري رسالة جديدة إلى الجزائريين، أكد فيها أن "الوعي الشعبي أذهل الجميع عبر العالم، وأثق في حكمة الشعب وقدرته على تجاوز جميع الصعاب مهما كانت طبيعتها، والجيش واثق في قدرته على إيجاد الحلول، وواثق في قربه من الشعب العظيم".
وأضاف أن "المشاكل مهما تعقدت لن تبقى دون حلول مناسبة وملائمة"، مشيراً إلى أن أي وضع صعب يمكن أن يستغل من جانب أطراف خارجية".
كما جدد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة خارطة الطريق للمرحلة الانتقالية التي أعلن عنها الأسبوع الماضي في رسالة نقلتها وكالة الأنباء الرسمية عشية احتفال الجزائر بعيد النصر المصادف لـ 19 مارس/آذار.
وقال بوتفليقة في رسالته إن الجزائر "ستدخل في منعطف تاريخي بتعديل الدستور ليكون منطلقاً لمسار انتخابي جديد، بدايته اختيار رئيس جديد للبلاد".
مضيفاً أن "الندوة الوطنية هي التي تتخذ القرارات الحاسمة الكفيلة بإحداث قفزة نوعية تتجسد في تعديل دستوري شامل".
وختم الرئيس الجزائري رسالته بالقول "لكم هي كذلك الغاية التي عاهدتكم أن أكرس لها آخر ما أختم به مساري الرئاسي، إلى جانبكم وفي خدمتكم، لكي تشهد الجزائر عما قريب نقلة سلسة في تنظيمها، وتسليم زمام قيادتها إلى جيل جديد لكي تستمر مسيرتنا الوطنية نحو المزيد من التقدم والرقي في ظل السيادة والحرية".