خطوات وإجراءات متسارعة لنشر وثيقة "الأخوة الإنسانية"
من أبرز تلك الإجراءات إطلاق "صندوق زايد العالمي للتعايش"، وإعلان مجلس حكماء المسلمين عزمه عقد لقاءات لتعميم بنود الوثيقة على أوسع نطاق.
خلال أقل من 72 ساعة، من توقيع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وثيقة "الأخوة الإنسانية"، على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، الإثنين الماضي، تم اتخاذ خطوات وإجراءات سريعة لنشر الوثيقة وتطبيق مبادئها.
من أبرز تلك الإجراءات إطلاق "صندوق زايد العالمي للتعايش"، وإعلان مجلس حكماء المسلمين عزمه عقد لقاءات وندوات وتنظيم ورش عمل مع المؤسسات والقيادات الدينية في العالم لتعميم بنود الوثيقة على أوسع نطاق.
أيضا من تلك الإجراءات، تخصيص الحصة الأولى بجميع المعاهد الأزهرية على مستوى مصر لتعريف الطلاب بمضمون الوثيقة، وإعلان جامعة الأزهر تنظيم ندوات ثقافية وعلمية ومسابقات للتعريف بالوثيقة، وتوصية البابا فرنسيس جميع الكنائس الكاثوليكية حول العالم بالصلاة من أجل نجاح الوثيقة.
صندوق زايد العالمي للتعايش
أبرز تلك الإجراءات وأهمها، هو الأمر الذي أصدره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأربعاء، بتأسيس "صندوق زايد العالمي للتعايش" بهدف دعم الجهود الرامية إلى تعزيز ثقافة التعايش السلمي والتآخي الإنساني بين الأفراد والشعوب.
ومن المقرر أن يدعم الصندوق مبادرات عالمية، تستقي نهجها من الوثيقة لتوسيع قاعدة المشتركات الإنسانية ونشر ثقافة السلام والتسامح في مختلف بقاع العالم.
ويملك الصندوق، الذي سيتخذ من دولة الإمارات مقرا له، رؤية واضحة المعالم وخططا محددة لنشر الوثيقة وتحقيق أهدافها.
ففي المجال التعليمي، سيقوم الصندوق بدعم جهود تطوير المناهج التعليمية لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية وغرسها في نفوس الطلبة والناشئة.
كما سيخصص منحا دراسية لطلبة الدراسات العليا لحثهم على إجراء البحوث العلمية في المبادئ الواردة في الوثيقة، وسيوفر برامج لتدريب وتطوير المعلمين في مختلف المراحل التعليمية، ليكونوا رسلا للتواصل والتفاهم ويرسخون القيم الحضارية التي احتوتها الوثيقة.
على الصعيد السياسي، سيخصص صندوق زايد العالمي للتعايش منحا مالية للمشاريع والمبادرات التي تعمل على نشر قيم السلام والتعايش بين الشعوب، وتسهم في حل النزاعات حول العالم وتشجع على نبذ العنف والتطرف والكراهية.
ويهدف الصندوق أيضا إلى استحداث برامج تعريفية وتوعوية من خلال نشر التقارير السنوية والكتب والترجمات للمواد المعرفية بمختلف اللغات، التي تسعى لنشر قيم ومبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، والتي تؤسس لثقافة التسامح والأخوة في أي مكان من العالم.
"حكماء المسلمين".. ندوات وورش
بدوره كشف الدكتور سلطان فيصل الرميثي، أمين عام مجلس حكماء المسلمين، أن المجلس باشر مرحلة نشر بنود وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الإنسانية وبناء جسور التواصل والتآلف والمحبة بين الشعوب، إلى جانب التصدي للتطرف وسلبياته.
وأشار الدكتور الرميثي إلى أن المرحلة المقبلة تتضمن عقد لقاءات وندوات وتنظيم ورش عمل مع المؤسسات والقيادات الدينية في العالم لتعميم بنود الوثيقة على أوسع نطاق.
جامعة الأزهر.. استجابة فورية
وفي استجابة فورية، لما دعت إليه الوثيقة من وضع بنودها موضع بحث وتأمل في جميع المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية والتربوية، قرر رئيس جامعة الأزهر الدكتور محمد المحرصاوي تنظيم ندوات ثقافية وعلمية لطلاب وطالبات الجامعة مع بداية الفصل الدراسي الثاني (يبدأ الأسبوع المقبل) للتعريف بمضمون وثيقة "الأخوة الإنسانية".
وقال المحرصاوي -في بيان اليوم الخميس- إنه تم توجيه عمداء الكليات بإجراء حوارات مفتوحة مع الطلاب خلال تلك الندوات، بما يسهم في فهم الوثيقة وأهدافها، وإجراء مسابقة بين طلاب الكليات المختلفة لاختيار أفضل البحوث العلمية حول الوثيقة وتكريم الفائزين من قبل الجامعة.
ووصف الوثيقة "أنها تعد الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشريف والفاتيكان، وأيضاً أهم الوثائق في تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية".
حصص دراسية
على الصعيد ذاته، قرر الشيخ علي خليل، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية في مصر، تخصيص الحصة الأولى من الفصل الدراسي الثاني بجميع المعاهد، لتعريف الطلاب بمضمون وثيقة "الأخوة الإنسانية".
وقال الشيخ خليل إن الوثيقة تمثل طوق النجاة للعالم أجمع، وميثاقا عالميا للتسامح والتعايش والسلام، ووقف ما يشهده العالم من حروب وصراعات وانحدار ثقافي وأخلاقي، والسعي في نشر قيم السلام والعدل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك.
وأشار إلى أن هذه الوثيقة تحظى بأهمية كبرى كوثيقة تاريخية للتعايش بين المسلمين والمسيحيين وبين البشر جميعا.
الكنائس الكاثوليكية
بدوره أوصى قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية جميع الكنائس الكاثوليكية حول العالم بالصلاة من أجل نجاح "وثيقة الأخوة الإنسانية".
ونشر الفاتيكان على موقعه الإلكتروني الرسمي النص الكامل للاتفاقية بعدة لغات، كما ركز على الأبعاد الإنسانية للوثيقة وما تحمله من قيم سامية تدعو إلى السلام والتسامح والتقارب بين جميع الشعوب.
ثقافة التسامح
واحتوت الوثيقة على مجموعة من المبادئ الإنسانية التي دعا الرمزان الكبيران العالم للتحلي بها، ووجها من خلالها دعوة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان وبين المؤمنين وغير المؤمنين وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة.
وتضمنت الوثيقة إعلان كل من الأزهر الشريف -ومن حوله المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها- والكنيسة الكاثوليكية -ومن حولها الكاثوليك من الشرق والغرب- تبني ثقافة الحوار دربا، والتعاون المشترك سبيلا، والتعارف المتبادل نهجا وطريقا.
وتطالب الوثيقة قادة العالم، وصانعي السياسات الدولية والاقتصاد العالمي، بالعمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فورا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حاليا من حروب وصراعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي.
وأكدت الوثيقة أن الأديان لم تكن أبدا بريدا للحروب أو باعثة لمشاعر الكراهية والعداء والتعصب، أو مثيرة للعنف وإراقة الدماء، مشيرة إلى أن هذه المآسي حصيلة الانحراف عن التعاليم الدينية، ونتيجة استغلال الأديان في السياسة.
واختتمت الوثيقة بإبراز الهدف الأسمى من تطبيقها، في محاولة لتحفيز الجميع على تبنيها والعمل بها وصولاً للنتيجة المتوخاة ألا وهي "الوصول إلى سلام عالمي ينعم به الجميع في هذه الحياة".
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg جزيرة ام اند امز