سياسة
وثيقة تكشف سبل أردوغان في قمع معارضيه بتنزانيا
ما بين الحرمان من الخدمات القنصلية أو متابعتهم أمنيا عبر الإنتربول الدولي، لم يسلم منتقدو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تنزانيا.
وأفادت وثيقة للشرطة التركية، اطلع عليها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، بأن الحرمان القسري من الخدمات القنصلية لمنتقدي أردوغان لم يحرم تركيين في تنزانيا فقط من حقهما في جواز السفر، بل دفع أنقرة أيضًا لاتخاذ إجراء بطلب احتجازهما وترحيلهما.
وأشارت الوثيقة إلى أنه جرى إعلام السفارة في دار السلام عندما تقدم زوجان تركيان على صلة بحركة الداعية فتح الله غولن بطلب لتجديد جوازي سفرهما.
وكانت وزارة الداخلية التركية قد أبلغت عن الزوجين قبل فترة طويلة، وألغت جوازي سفرهما بناء على قرار إداري بسبب صلتهما بغولن الذي تحمله السلطات المسؤولية عن محاولة الانقلاب الفاشلة صيف 2016.
وعلى الفور، نقل طلبهما إلى مقر الوزارة إلى جانب عنوان إقامتهما في تنزانيا، مما قاد السلطات التركية للبحث عن سبل لتسليمهما إلى البلاد.
وأرفقت الوثيقة، التي كتبها رئيس إدارة الإنتربول – يوروبول بالشرطة التركية في 20 أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، ضمن دعوى قضائية في تركيا، وتساءلت عما إن كان سيطلب تسليم الشخصين أو ما إن كان يجب إصدار إشعارات حمراء لهم عبر الإنتربول.
وأشار "نورديك مونيتور" إلى أن سوء استغلال آليات الإنتربول والاتفاقيات الثنائية كان بمثابة وسيلة للقمع العابر للحدود في أيدي أردوغان من أجل مواصلة اضطهاد منتقديه بجميع أنحاء العالم.
وأشارت الوثيقة إلى بيان من وزارة الخارجية في 10 أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، والذي يشير إلى معلومات تم الحصول عليها من السفارة التركية في دار السلام.
آنذاك، كانت السفيرة التركية ياسمين إيرالب تقود البعثة، لكن حل محلها السفير علي داود أوغلو في ديسمبر/كانون الأول عام 2017.
وتعرضت إيرالب لانتقادات وسائل الإعلام الموالية للحكومة، لأنها لم تكن مؤثرة بما يكفي لإقناع السلطات المحلية لمضايقة منتقدي أردوغان الذين يعيشون في تنزانيا.
وعندما سافر أردوغان إلى تنزانيا في يناير/كانون الثاني عام 2017 في زيارة رسمية لمدة يومين، التقى فيها نظيره جون ماجوفولي، لمناقشة إغلاق أو نقل المدارس المرتبطة بغولن إلى مؤسسة المعارف التي تديرها الحكومة التركية.
لكن لم تؤت جهوده ثمارها، ولم تستجب السلطات التنزانية لطلباته، ثم ألقي باللوم في هذا الفشل على أداء السفيرة الباهت.
وأشار "نورديك مونيتور" إلى الصلات بين مؤسسة المعارف والإرهابيين، موضحًا أنها كيان تموله الحكومة، ويعلم نحو 30 ألف طالب في 291 مدرسة في 34 دولة، كما تنشط في 55 دولة على مستوى العالم مع التخطيط لإطلاق مزيد من المدارس.
ويعمل بها 3218 معلمًا، بينهم 206 أتراك. أما بالنسبة لعدد الطلاب المسجلين بالمدارس التي تديرها المؤسسة فهو 28703 طلاب.
وكانت حكومة أردوغان تحاول الضغط على الحكومات الأجنبية لتسليم المدارس التابعة لعدو أردوغان اللدود، فتح الله غولن، إلى مؤسسة المعارف.