خبير: دعوات الدوحة لتدويل الحج "شو إعلامي"
محلل سياسي قال إن سياسيات الدوحة في منع مواطنيها من أداء فريضة الحج وسعيها لمحاولة تدويل الحج تهدف للشو الإعلامي ومكايدة السعودية
تنم سياسيات الدوحة في إغلاق باب التسجيل أمام مواطنيها لأداء فريضة الحج، وسعيها لمحاولة تدويل الحج، عن رغبة قطرية في مكايدة ومناكفة للسعودية، واستغلالها الملف الديني في محاولة للشو الإعلامي تبدو خلالها كضحية، وذلك بحسب محلل سياسي تواصلت معه بوابة "العين" الإخبارية.
قطان: قطر تستغل الحج في صرف النظر عن أزمته
وزير الخارجية السعودي: طلب قطر تدويل الحج "إعلان حرب
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن دعوات قطر لتدويل ظاهرة الحج ليست بجديدة؛ فقد طرحتها إيران من قبل لمناكفة السعودية، لتفشل في تحقيق مآربها أمام الالتزام السعودي بتسيير شؤون الحجيج.
وأضاف فهمي أن الدعوة القطرية يتوقع أن تلقى نفس مصير نظيرتها الإيرانية، معتبرا أن الدوحة استمدت تلك النغمة الدينية في ظاهرها والسياسية في باطنها من طهران، في محاولة لإزعاج الرياض التي اعتبرت الأمر بمثابة إعلان حرب من الدوحة.
وأغلقت وزارة الأوقاف القطرية، في 29 يوليو/تموز الجاري، باب التسجيل لموسم الحج هذا العام، وذلك قبيل أكثر من شهر على بدء شعائر الفريضة.
كما أعلنت اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان، في اليوم نفسه، عن توجيه شكوى إلى الأمم المتحدة، تتهم فيها المملكة العربية السعودية بـ "تسييس" الحج ووضع العراقيل أمام المواطنين القطريين والمقيمين الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة.
ووصف وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أمس الأحد، طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة بأنه "عدواني وإعلان حرب ضد المملكة"، موضحا أن بلاده لن تقبل تسييس الحج، وأنها ترحب بأداء القطريين لهذه الفريضة مثل بقية الحجاج، وأن المملكة تبذل جهودًا كبيرًا في تسهيل وصول الحجاج والمعتمرين.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن عدد الحجاج والمعتمرين القطريين ليس بالكثير لإثارة كل تلك الشكاوى وتصدير ملف الحج إلى الأمم المتحدة، وإنما الرسالة التي تريد قطر إرسالها هي رغبتها في الظهور بموضع من يحمل أوراق ضغط مؤثرة.
وتوقع فهمي أن محاولة قطر لتدويل الحج لن تلقى آذانا صاغية، مضيفًا أن الدوحة تدرك ذلك، لكنها تسعي لتصدير الأزمات للدول المقاطعة لها، في مناكفة ومكايدة سياسية لهم، وإظهار نفسها للرأي العام العربي والعالمي كضحية أمام 4 دول عربية كبري في المنطقة.
وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حظرا بريا وبحريا وجويا، لدعمها جماعات وأفراد إرهابيين.
ومن ناحية أخري، كشف فهمي عن أن توقيت الدعوة القطرية لتدويل الحج واتهام السعودية بتسيسه، يعكس أن الموقف القطري مدفوع من إيران، خاصة أن الأولى لم تتورع من إظهار تعاونها مع طهران والإشادة بها.
ورحبت السعودية على ألسنة جميع مسؤوليها باستضافة الحجاج القطريين القادمين من مختلف بقاع العالم؛ فقال أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل: "أهلنا في قطر مُرحب بقدومهم للعمرة من أي مكان بالعالم"، وهو نفس ما أشار إليه مستشار الديوان الملكي سعود القحطاني.
وقالت الرئاسة العامة لشؤون المسجدين الحرام والنبوي إن توجيهات القيادة تؤكد تقديم الخدمات وتسهيل أمور جميع المعتمرين بمن فيهم القطريين، كما أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية أن حكومة المملكة ترحب بالحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم بما فيها قطر، رغم الوضع السياسي الراهن مع الدوحة.
وأعلنت هيئة الطيران المدني السعودي استثناء الحجاج القطريين من حظر الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، والسماح لهم بالسفر مباشرة من الدوحة إلى مطارين في السعودية على أي خطوط طيران عدا الخطوط الجوية القطرية.
وكشفت الهيئة، بالأمس، عن تخصيص الدول المقاطعة الأربع ممرات الطوارئ الجوية بعد موافقتها مع سلطات الطيران المدني في كل من الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين؛ لتستخدمها الشركات القطرية كما هو معمول به في حالات إغلاق المجالات الجوية الإقليمية، في محاولة لتسهيل كل السبل أمام الحجيج القطريين.