الدولار بـ8 ليرات تركية.. القاع القادم أسوأ للأسباب التالية
سقطت الليرة التركية في التعاملات المبكرة، الإثنين 26 أكتوبر 2020، إلى قاع جديد عند 8 ليرات أمام الدولار الواحد.
يأتي التراجع الجديد للعملة التركية مدفوعا بالتبعات السلبية الجديدة التي تواجهها أنقرة المرتبطة بحملات المقاطعة التي تتعرض لها من السعودية منذ أسابيع.
وبحسب بيانات تحركات أسعار العملات مقابل الليرة المنشورة على موقع البنك المركزي التركي، بلغ سعر الدولار 8.01 ليرة بحلول الساعة (06:30 بتوقيت جرينتش)، نزولا من 7.96 ليرة في ختام جلسة الجمعة الماضية.
- بعد مفاجأة "المركزي".. توقعات الانهيار الحاد لليرة تركيا باتت قريبة
- على وقع انهيار الليرة.. أسعار المنتجين تقفز في تركيا
ومع إضافة حملات المقاطعة ضد المنتجات التركية، فإن تركيا أمام رزمة ضغوطات اقتصادية تتجه بالعملة المحلية نحو حاجز المقاومة المقبل البالغ 10 ليرات/ دولار واحد، والذي يتوقع أن يبلغه في الربع الأول من العام المقبل، في حال بقاء السيناريوهات الاقتصادية على حالها.
وأظهر مسح أجرته "العين الإخبارية"، الإثنين، أن الليرة التركية تراجعت مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 25.9% منذ مطلع العام الجاري الذي سجلت تداول سعر الصرف بقيمة 5.94 ليرة لكل دولار في ختام جلسة 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وفقد الأتراك ثقتهم بالعملة المحلية، التي دفعت نحو تآكل مدخراتهم مع هبوط أسعار الصرف لمستويات تاريخية غير مسبوقة، ما يمهد لظهور السوق السوداء للعملة، بحثا عن الدولار الشحيح محليا، في حال وصول الدولار لمتوسط 8 ليرات بحلول نهاية العام الجاري.
وتتلخص أسباب هبوط أكبر لليرة التركية خلال الشهور القليلة القادمة، بعدة عوامل، أبرزها التخبط السياسي التركي الخارجي وخاصة تدخلات رجب طيب أردوغان في شرق المتوسط وفي التوترات القائمة بين أذربيجان وأرمينيا.
بينما داخليا، تواجه تركيا تراجعات حادة في احتياطات النقد الأجنبي من متوسط 115 مليار دولار في 2014 -بداية تولي أردوغان زمام الحكم في تركيا، إلى 42 مليار دولار في الوقت الحالي، وفق بيانات المركزي التركي.
السبب الثالث، مرتبط بعجز البنك المركزي في استخدام أدوات السياسة النقدية في ضبط تحركات أسعار الصرف والعوامل المرافقة له، كالتضخم الصاعد فوق 11% للشهر الحادي عشر على التوالي، وفق بيانات هيئة الإحصاء التركية.
السبب الرابع مرتبط بأن المزاج الاقتصادي العام داخل تركيا يعاني ارتباكا وتراجعات حادة، وتظهر بشكل جلي في هبوط ثقة المستهلك التركي تجاه الاقتصاد المحلي ومؤشراته القطاعية.
ومع توسع حملة المقاطعة السعودية للمنتجات التركية، وتوقعات بتجاوزها حدود المملكة إلى بلدان أخرى مجاورة، فإن الليرة التركية أمام شهور قادمة صعبة، ما يعني أنها أمام كسر حاجز المقاومة المقبل البالغ 10 ليرات خلال الشهور القادمة.
aXA6IDMuMTM3LjE4MS42OSA=
جزيرة ام اند امز