قمة هانوي.. فشل التفاوض يزيد الضغط على زعيم كوريا الشمالية
الكاتب إس ناثان بارك يقول إن الفشل في التوصل إلى اتفاق في قمة هانوي يضع ضغطا إضافيا على الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون
قال الكاتب إس ناثان بارك، المتخصص في الشؤون السياسية والاقتصادية الآسيوية، إنه كانت هناك بوادر مشجعة أفضت إلى القمة الثانية التي جمعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.
وقال بارك، خلال مقال عبر شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن ترامب بعث إشارة على تحول خفي، لكن يبقى نهجه هو نزع النووي الكوري الشمالي بقوله مرارا وتكرارا "السرعة لا تهمني، لست في عجلة من أمري".
- فشل قمة "ترامب وكيم".. بين غياب التحضيرات والتمسك بالمطالب
- كوريا الشمالية تطالب برفع جزئي للعقوبات مقابل إغلاق مفاعل يونجبيون
وأوضح أن حديث ترامب يؤكد حديثا آخر للخبراء بشأن أن نزع نووي كوريا الشمالية سيكون عملية طويلة ومعقدة، وربما تستمر أكثر من فترة عقد زمني.
وأشار الكاتب إس ناثان بارك إلى تواصل الأجواء الإيجابية خلال قمة هانوي، مع إظهار كيم جونج أون مؤشرات على الانفتاح، مع رده بشكل مباشر على أسئلة الصحفيين الأمريكيين بشأن استعداده لنزع السلاح النووي، حيث أجاب عنها بكلمة: "لما تواجدت هنا الآن".
لكن فجأة، أصبح كل هذا بلا جدوى، مع عدم تمكن الطرفين من التوصل إلى اتفاق، حيث أوضح الكاتب أنه رغم الانعكاس السلبي الذي سيحمله هذا الأمر على ترامب وكيم، ستكون آثار هذا الفشل أكبر على زعيم كوريا الشمالية.
وعن مسألة إخفاق المفاوضات فهناك روايتان مختلفتان، الأولى: خلال مؤتمر صحفي قال ترامب إن كوريا الشمالية أرادت رفعا كاملا للعقوبات مقابل إغلاق منشأة يونجبيون النووية، لكن ردت الأخيرة على الأمر بمؤتمر صحفي قالت فيه إنها طالبت برفع جزئي للعقوبات مقابل إغلاق المنشأة، وأن الولايات المتحدة أصرت على أن تتخذ خطوة أخرى إضافية إلى جانب إغلاق المنشآت النووية في تلك المنطقة.
وأوضح إس ناثان بارك أن الاختلاف بين القمة الأولى والثانية ربما يكون أقل مما يبدو للعيان، مشيرا إلى أن عقوبات الأمم المتحدة التي أرادت كوريا الشمالية رفعها ربما لا تكون المجموعة الكاملة للعقوبات المفروضة ضدها، لكنها تغطي قطاعا كبيرا من الأنشطة الاقتصادية، من بينها استيراد النفط.
وبغض النظر عما حدث سرا، فإن الفشل في التوصل إلى اتفاق في قمة هانوي يضع ضغطا إضافيا على الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون لبذل مزيد من الجهود، خاصة وأن الفرص التي أتاحت له الوصول لهذه النقطة ربما لن تستمر فترة أطول.
وأوضح الكاتب أنه بالرغم من أن احتمالية غلق باب الفرصة سريعا أمام زعيم كوريا الشمالية، لكنه لا يزال مفتوحا، حتى أن ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، قالا إن البلدين أحرزا تقدما وإنهما يأملان إجراء مزيد من المحادثات.
لكن رأى الكاتب أن ما تفعله كوريا الشمالية خلال الأسابيع المقبلة سيكون بالغ الأهمية، لافتا إلى أن أسوأ ما يمكن لزعيم كوريا الشمالية فعله هو العودة لأساليبه القديمة باجتذاب انتباه الولايات المتحدة من خلال استكمال تجاربه النووية والصاروخية.