شبح السندات المرعب يطارد الأسواق.. "الشرق" يسدد فاتورة غربية
يطارد شبح السندات أسواق المال في العالم خاصة في أقصى الشرق "الصين واليابان"، وسط مخاوف بدخول سوق السندات في حالة من الانهيار الشديد.
ويواجه سوق سندات الخزانة الأمريكية المضطرب، أسبوعا صعبا جديدا، إذ سيتعين عليه استيعاب مجموعة ضخمة من المزادات التي تركز على آجال الاستحقاق التي تعرضت لضربات موجعة وسط توقعات مشرقة للنمو والتضخم.
- حقبة جديدة من التقلب بأسواق المال.. اعترافات "أوف أمريكا"
- هل تقود العملات الرقمية الأسواق الناشئة للتعافي من كورونا؟
بورصة اليابان
واليوم الثلاثاء، تخلت أسهم اليابان عن مكاسبها المبكرة لتغلق على هبوط مقتدية بأداء ضعيف في أسواق الصين مع جني مستثمرين الأرباح من الصعود الأخير لبعض الشركات في البر الرئيسي، بينما اعترى الضعف الإقبال على المخاطرة جراء تقلبات عائدات السندات الأمريكية.
ونزل المؤشر نيكي 0.61% ليغلق على 28995.92 نفطة بينما هبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.94% إلى 1971.48 نقطة.
وقال ماساهيرو إيشيكاوا من سوميتومو ميتسوي دي.إس آست مانجمنت إن "التراجع في الجلسة المسائية يرجع ببساطة لعوامل خارجية، مثل هبوط أسهم الصين والتعاملات في السوق الآجلة في الولايات المتحدة".
وامتنع المستثمرون عن المخاطرة إذ لا يزالون يتوخون الحذر بشأن اتجاه عائدات السندات الأمريكية.
ونزلت عائدات سندات الخزانة أمس ولكنها استقرت قرب أعلى مستوى فيما يزيد عن عام مع رهان المستثمرين على تعاف أسرع للاقتصاد الأمريكي وضغوطات من معدل تضخم أعلى.
ونزلت الأسهم ذات الثقل على المؤشر نيكي، إذ انخفض سهم مجموعة سوفت بنك 0.9% وفاست للتجزئة 0.1%.
وهبطت أسهم شركات تعتمد على الصين، إذ فقد سهم شركة فانوك المصنعة لأجهزة الروبوت 1.53 % وشركة كوماتسو لإنتاج معدات البناء 1.24%.
تسلا تنقذ وول ستريت
صعدت بورصة وول ستريت لدى إغلاق الإثنين مع تعافي أسهم التكنولوجيا من موجة مبيعات مؤخرا أثارتها قفزة في عوائد السندات، وقفز سهم تسلا بعد أن قال صندوق يديره مستثمر رئيسي في الشركة الصانعة للسيارات الكهربائية إن أسهمها ستقترب من 3 آلاف دولار بحلول عام 2025.
وكانت مكاسب تسلا بين أكبر الداعمين للمؤشرين ستاندرد أند بورز 500 وناسداك.
وقال محللون إن تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات من أعلى مستوياتها في 14 شهرا، عندما سجلت 1.754% الأسبوع الماضي، سمح لأسهم التكنولوجيا بالتعافي.
مزاد السنوات السبع الكارثي
في الواقع، مر شهر منذ أن أدى مزاد السنوات السبع الكارثي إلى دخول سوق السندات في حالة من الانهيار الشديد، تردد صداها عبر الأسواق المالية، وساعدت في وضع العوائد المعيارية على طريق الارتفاعات السابقة للجائحة، والآن، وقد أصبح تاريخ الاستحقاق على التقويم مرة أخرى، يلوح عرض 62 مليار دولار في الأفق كمصدر قلق للمتعاملين في الأسبوع المقبل.
أسعار الفائدة قرب الصفر
وستبيع الحكومة في سوق تتحمل ضغوطا مؤلمة، مما يدفع بمؤشر آجال الاستحقاق الأطول إلى سوق هابطة، كما وصل جزء رئيسي من منحنى العائد إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من خمس سنوات بعد أن أعاد بنك الاحتياطي الفيدرالي التأكيد على خططه للإبقاء على أسعار الفائدة قريبة من الصفر حتى عام 2023.
وتعرضت منطقة السنوات السبع، التي تعد عرضة بشكل خاص للمضاربة المتغيرة بناء على السياسة النقدية لضربات، فقد راهن المتداولون على أن البنك المركزي لن يكون قادرا على الانتظار كل هذا الوقت، وهو الأضعف أداء منذ عام 2015 مع اقتراب آجال الاستحقاق.
وقال "جاستن ليدرير"، الخبير الاستراتيجي في "كانتور فيتزجيرالد": "سيكون العرض جزءا مهما جدا من الأسبوع المقبل، وسنرى حقا نوع طلب المستخدم النهائي الذي يظهر في هذه المزادات، وما إذا كانت سندات السنوات السبع التي عرضت في الشهر الماضي قد دعمت بشكل سيئ للغاية بسبب التقلبات في ذلك اليوم، أو ما إذا كان ذلك موضوعا مستمرا، وهناك الكثير من التقلبات الآن، والأسئلة التي تدور حول ما إذا كانت المعدلات الأعلى ستؤثِّر على الأسهم".
زيادة الطين بلة
وفي فبراير، عندما كان المستثمرون يتراجعون بالفعل عن السندات وسط محادثات التحفيز وطرح اللقاح، تلقَت الحكومة طلباً منخفضاً قياسياً لمزاد السبع سنوات؛ وأدَّت النتيجة إلى زيادة الطين بلة بالنسبة لعمليات بيع سندات الخزانة التي امتدت إلى الأسبوع السابع على التوالي.
هذا، وتسلط قائمة المزاد الضوء على مصدر قلق آخر، فقد تجاهلت سندات الخزانة في الغالب قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة الماضي السماح بإلغاء الإعفاءات التنظيمية للبنوك التي عززت سوق السندات منذ بداية الجائحة، إلا أن المتعاملين عكفوا على بيع سندات الخزانة، وأما بالنسبة لبعض المحللين، فإن تحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي يهدد بزيادة التوتر حول المزادات.
ألم الاستحقاق طويل الأجل
وأصاب ركود الدخل الثابت فترات الاستحقاق الأطول بشكل أقوى، فاعتبارا من يوم الخميس الماضي، انخفض مؤشر "بلومبرج باركليز للخزانة الأمريكية" الذي يتتبع الديون ذات السنوات العشر، أو أكثر حتى تاريخ الاستحقاق بنحو 22٪ من ذروته في مارس 2020، مما يضعه في منطقة هابطة على الأقل من خلال هذا المقياس، كما لامس العائد لأجل 10 سنوات 1.75٪ هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى منذ يناير 2020.
كما تراجعت توقعات العائدات والتضخم بعد أن رفض رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" أية حاجة لمكافحة الارتفاع، والجدير بالذكر أن وكيل السوق للتضخم على مدى العقد المقبل قد ارتفع إلى حوالي 2.3٪ هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى منذ 2013.
و كرر باول أنه لن يرى مشكلة في بيع السندات، إلا إذا كانت مصحوبة "بظروف غير منظمة في الأسواق أو بتشديد مستمر للظروف المالية التي تهدد تحقيق أهدافنا"، وبدا أن الأسهم التقنية تعاني عند نقاط الأسبوع الماضي، إذ وسعت العائدات صعودها.
رسائل الصبر مستمرة
ويدفع هذا الواقع التجار إلى مراقبة عدد كبير من المتحدثين الفيدراليين في المستقبل، ولا سيما "باول"، للحصول على رؤى جديدة.
وقد تؤدي الرسالة المستمرة التي تدعو إلى الصبر بشأن تشديد الأسعار إلى خروج بعض من الرهانات بأن الارتفاع قد يأتي في وقت أبكر من مشروعات بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ويتوقع توم دي جالوما، المدير الإداري للتجارة الحكومية والاستراتيجية في شركة "سيبورت جلوبل" أن ترتفع عائدات سندات الـ10 سنوات إلى حوالي 1.9٪ و1.95٪ مع حلول منتصف عام 2021، ويرى مجالاً للوصول إلى 2.25٪ اعتماداً على تكوين وحجم أية مقترحات تحفيز إضافية.