حلم عودة برميل النفط إلى 100 دولار في 2020 يتلاشى
بعد نصف عقد من خفض الإنفاق على مشاريع النفط زادت آمال المستثمرين في تباطؤ الإنتاج وارتفاع السعر.. لكنهم لم يتوقعوا "تأثير ترامب".
بعد مرور نصف عقد من الإنفاق المنخفض على مشاريع الاستكشاف والتنقيب النفطية الجديدة حول العالم، كان من المفترض أن يتباطأ نمو إنتاج البترول إلى حد كبير؛ ما دفع العديد من المحللين والمستثمرين إلى القول إنه إذا كان لبرميل النفط أن يعود مجددا إلى مستوى 100 دولار؛ فسيحدث ذلك في عام 2020.
حلم المستثمرين يتلاشى؛ إذ أشارت تقييمات أولية من وكالة الطاقة الدولية، ظهرت الجمعة، إلى العكس، وتوقعت الوكالة أن يشهد عام 2020 فوائض مستمرة في المعروض النفطي، وليس العجز الذي كان من المتوقع أن يدعم ارتفاع الأسعار.
- الفالح: أوبك تقترب من الموافقة على تمديد اتفاق النفط
- مورجان ستانلي: الحرب التجارية تجر أسعار النفط نحو التراجع
وبحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية؛ فإن الأسباب وراء بقاء الفائض من المعروض تتعلق بارتفاع إنتاج النفط الصخري وتباطؤ الاقتصاد العالمي واحتمال نشوب حرب تجارية عميقة.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسياساته غير المتوقعة، والتي تنعكس بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي.
وتظهر نتائج العرض والطلب أنه في أحسن الأحوال سيكون سوق النفط متوازنا في 2020، حيث سيتجاوز العرض المتوقع الاستهلاك وربما بهامش كبير.
المؤشرات على ما سيحدث في 2020 ظهرت في العام الحالي؛ إذ إنه رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على نفط إيران وفنزويلا وأزمة تلوث النفط في روسيا؛ فقد انخفضت أسعار النفط لفترة وجيزة إلى أقل من 60 دولارا في الأسبوع الماضي، وهو مستوى أقل 20% من سعر البرميل في أواخر أبريل/نيسان الذي كان فوق 75 دولارا.
وإذا ثبتت صحة هذه التوقعات لعام 2020، فقد تضطر منظمة "أوبك" إلى الحفاظ على خفض إنتاجها لفترة أطول بكثير مما كان متوقعا في الأصل لمنع زيادة مخزونات النفط العالمية.
ومن المقرر أن يجتمع تحالف أوبك+ في الأسابيع القليلة المقبلة في فيينا لمناقشة سياسة الإنتاج للنصف الثاني من عام 2019.
وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قد قال في منتدى الاقتصاد الدولي بسان بطرسبرج في روسيا إن المنظمة وحلفاءها سيمددون تخفيضات إنتاج النفط.
واتفقت أوبك وروسيا ومنتجون آخرون على خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا من يناير/كانون الثاني 2019 لمدة 6 أشهر لتعزيز أسعار الخام عبر خفض المخزونات العالمية.
وقال بن فان بوردين رئيس شركة رويال داتش شل في المنتدى إن "ديناميكية السوق تغيرت بسبب النفط الصخري".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين التي تعد محركا عالميا للطلب على السلع، إلى 6٪ في العام المقبل، وهو أدنى مستوى منذ عام 1990 وأقل من نصف الذروة البالغة 14.2٪ والتي تم تسجيلها عام 2007.
وقال مارتن راتس محلل النفط لدى مورجان ستانلي: "هناك أدلة متزايدة على تباطؤ حاد في الطلب أكثر من المتوقع.. أكبر مستهلكي النفط في العالم سجلوا توقفا في نمو الاستهلاك على أساس سنوي في مارس/آذار، في حين تظهر الأرقام الأولية للطلب في أبريل/نيسان زيادة طفيفة.
كذلك، فإن التوقعات الأولية لعام 2020 من قبل مستشاري النفط تتجه بالإجماع تقريبا إلى احتمال زيادة العرض، وهي وجهة نظر تشترك فيها شركات تداول السلع الأساسية في القطاع الخاص.
وقدرت "ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس" الفائض المتوقع في العام المقبل عند 400 ألف برميل يوميا، وترى إدارة معلومات الطاقة (الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأمريكية) أن الفائض قد يصل إلى 100 ألف برميل يوميا، أما شركة "إينرجي أسبيكتس" وهي شركة استشارية مؤثرة أخرى تحظى بشعبية مع صناديق التحوط فتتوقع فائضا قدره نصف مليون برميل يوميا، أما "آي إتس إس ماركت" فتتوقع فائضا بقيمة 800 ألف برميل يوميا.