الدرونز التركية تثبت فشلها في ليبيا للمرة الـ104
الجيش الليبي أسقط 104 طائرات تركية مسيرة حتى الآن وتسعى تركيا لتغطية على فشل سلاحها الذي باعته بأغلى الأسعار للسراج
104 هو الرقم الذي تمكنت المراصد العسكرية الرسمية من حصره حتى يوم الإثنين 25 مايو/أيار الجاري من مجموع ما أسقطته دفاعات الجيش الوطني الليبي من الطائرات التركية المسيرة في سماء ليبيا أغلبها من نوع "بيراقدار تي بي 2".
وحسب شهود عيان ومصادر متفرقة، فإن هذا العدد يضاف إليه عدد آخر غير قليل، لكنه لم يتم حصره، من الدرونز التركية التي أسقط بعضها بجهود شعبية عبر مراهنات الشباب على إسقاطها بأسلحتهم الشخصية، ومن ثم بيع الأجزاء السليمة منها في أسواق استحدثت لذلك، وترك ماتبقى من حطامها ليلعب بها الصغار في الأحياء الشعبية.
مشهد يراه خبراء عسكريون ومصادر خاصة أنه يعكس خيبة السلاح التركي الطائر الذي يصنعه "سلجوق بيرقدار" زوج ابنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي بدوره قام بالترويج له وبيعه بأغلى الأثمان لحكومة فايز السراج في ليبيا ليستنزف أموال الليبيين.
وقال مصدر عسكري ليبي، طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول له الحديث لوسائل الإعلام، إن القيادة العامة تحتفظ في مخازن خاصة بحطام الطائرات التركية المسيرة، إضافة الى ذخائرها من صورايخ التي لم تنفجر.
وقبلها بأسبوع واحد فقط، قال المركز الاعلامي لغرفة عمليات الكرامة إن طائرة مسيرة تركية أسقطتها الدفاعات في منطقة الوشكة، شرقي مصراتة (208 كلم شرقي طرابلس)، لتحمل الرقم 90 في ترتيب الطائرات التركية التي أسقطها الجيش الليبي من نوعية "بيرقدار" إلى جانب أنواع أخرى.
وذكرت مصادر استخباراتية ليبية أن من أهم أسباب المحاولات التركية المستميتة لإيجاد موطئ قدم لها في دول جوار ليبيا هو استخدامها لتكون منطلقا لطائرات تركية مسيرة، بعيدا عن نيران الجيش الوطني الليبي مع عكوف أنقرة على مشروعات لتطوير درونز هجومية ثقيلة، من بينها درون "أكينسي"، التي تطورها شركة "بايكار".
وأجرت تركيا أول تجربة تحليق لطائرة "أكينسي" في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويتوقع أن تتعدى حمولتها القتالية 1000 كيلو جرام، موزعة على ست نقاط تعليق خارجية.
بالإضافة إلى ذلك، بحسب المصادر نفسها، فهناك محاولات من شركة الصناعات الفضائية التركية لتطوير درون هجومي تحمل اسم "أكسونجور"، قامت بتحليقها الاختباري الأول في مارس/آذار 2019، ويتوقع أن تبلغ حمولتها القتالية 750 كيلو جرام، موزعة أيضاً على ست نقاط تعليق، لكنها حتى الآن لم تدخل إلى مرحلة الإنتاج الكمي، مثل درون "أكينسي".
الخبير العسكري الليبي، محمد منصور، يقول إن الدرونز التركية المستخدمة في سوريا وليبيا هي من أنواع "بيرقدار" و"أنكا أس" والتي تتشابه خصائصها الفنية مع درون "هيرون" الإسرائيلية، نظرا لتعاقدات سابقة بين تركيا وإسرائيل في هذا المجال قبل أن تقوم تركيا بتصنيع درونز خاصة بها.
وأوضح منصور، في تصريح خاص لـ"العين الاخبارية"، أن العيب الرئيس لدرون "بيرقدار" التي ظهرت خلال المعارك الليبية، وجعلتها صيدا سهلا لدفاعات الجيش الليبي وحتى الأسلحة الخفيفة هو مداها المحدود الذي لا يتعدى 150 كيلو متر وهو ما يحتاج اقتراب محطة التوجيه.
بالإضافة إلى أن المعدات الأرضية المتعددة التي يحتاجها هذا الدرون لتشغيله، من محطات للتحكم والسيطرة، ومحطات لاستقبال البيانات وإرسالها، ومحطات للفيديو، بجانب هوائيات التوجيه.
وبالتالي، بحس منصور، لا بد من وجود هذه المعدات على الأراضي الليبية وبذلك يكون من السهل اكتشاف موقع غرفة التحكم التي تدير عمليات تحليق هذا الدرونز، ومن ثم استهدافها بالقصف واختراق إشارتها، ومن ثم التحكم بها من طرف الجيش الليبي، الذي سيطر على عدد منها وإنزلها سليمة هذا بخلاف ما تم إسقاطه بالقصف.
وكشف منصور أن نفس الدرونز التركية كان من عوامل استمرارها في أجواء سوريا هو وجود المعدات ومحطات التحكم التي يحتاجها الطيران التركي المسير في جنوب تركيا، بعيدا عن نيران الجيش السوري.
وبالتالي كان لديها القدرة على العمل على الحدود السورية وعبرها، بجانب مصاحبة تحليقها لعمليات تشويش واسعة على وسائط الاتصال والرادارات السورية.
واعتبر منصور أن الوضع في ليبيا كان أكثر اختلافاً، ففي غياب عمليات التشويش المكثفة من قبل العسكريين الأتراك على الأراضي الليبية، وفي ظل محدودية المدارج التي يمكن أستخدامها في أقلاع هذه الدرونز، أصبحت هذه الأخيرة أمام أختبار أوضح وأكثر مصداقية، ظهرت فيه بجلاء قدراتها الحقيقية المحدودة.
من جهة أخرى قال مصدر قبلي ليبي لـ"العين الإخبارية" إن بعض الطائرات التركية المسيرة أسقطها شباب في مراهنات بينهم بأسلحتهم الشخصية.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم كشف هويته، أن بعض هذه الطائرات بعد تسليم ذخائرها السليمة إلى الجهات المختصة يتم الاحتفاظ بحطامها في المنازل كتذكار يشهد على مقاومة الليبيين للاستعمار التركي الذي يحاول العودة إلى ليبيا لكن بآليات وأدوات جديدة.
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA== جزيرة ام اند امز