إكسبو 2020 دبي.. الاقتصادات العربية تستشرف المستقبل الرقمي
أبدى السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد والمفوض العام للجامعة العربية في إكسبو 2020، سعادته بافتتاح المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي.
الاقتصاد الرقمي محرك تنموي
وخلال كلمته، قال: "إنه لمن دواعي السرور أن نجتمع اليوم لافتتاح المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي.. هنا في هذه المنصة العالمية إكسبو 2020 دبي.. التي نعتز كعرب بإقامتها لأول مرة في المنطقة العربية تحت (شعار تواصل العقول وصنع المستقبل).. واسمحوا لي في البداية أن أتقدم بالشكر لشريكنا الرئيسي في هذه الفعالية.. الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي.. الذي يسعى بتفان لتطوير الاقتصاد الرقمي العربي، ويبذل مجهودات تستحق كل الثناء و التقدير، وأعرب عن تقديري العميق وشكري للفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات لحرصه الدائم على بناء شراكة قوية ومستدامة مع جامعة الدول العربية، ولدعمه تنظيم هذا المنتدى.. كما أحيي هنا أخي الدكتور علي محمد الخوري رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي وفريقه على تعاونه وجهده الملموس".
وأضاف: "عندما تلقينا دعوة من حكومة دولة الامارات للمشاركة في إكسبو دبي، حرصنا أن تتسق الفعاليات التي نقيمها مع محاور المعرض الثلاثة وهي الشباب والابتكار والمرأة، ولأن الاقتصاد الرقمي قائم بشكل أساسي على الابتكار والتكنولوجيا، فقد اخترناه موضوعا رئيسيا من ضمن الموضوعات الأخرى لمشاركتنا، وليس خافيًا على أحد منا أهميته المتعاظمة كمورد أساسي من موارد ثروة الأمم، فقد أصبح هذا القطاع -بفضل تطور الرقمنة وانتشار تطبيقاتها- محركا أساسيا للاقتصادات، ومجالا مدرّا للربح تتنافس فيه الدول والشركات لبناء قدراتها وإنتاج أحدث التكنولوجيا".
وتابع، "إن الناظر في أرقام الاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية، سيدرك ضعف مساهمة هذا المورد في الاقتصادات العربية، التي لا تزال تعتمد على القطاعات التقليدية في الإنتاج، كما سيلاحظ بوضوح التفاوت بين الدول العربية وداخل الدول نفسها، فعلى الصعيد القطري يبرز المؤشر العربي للاقتصاد الرقمي الذي أطلقه الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي بالتعاون مع جامعة الدول العربية في عام 2018، أقول، يبرز المؤشر تصدّر دول الخليج -وعلى رأسها الإمارات- للمشهد العربي، في حين لا تزال بعض دول المنطقة في بداية مشوارها الرقمي، أما على الصعيد الوطني، فقد شهدت قطاعات كالاتصالات والمصارف والتجارة الإلكترونية نموًا كبيرًا، لكن قطاعات أخرى حيوية كالزراعة والصناعة لم تستفد بشكل كاف مما تتيحه الرقمنة من إمكانات هائلة لرفع الإنتاج وتسويقه".
تسريع الوتيرة عبر الإصلاحات
وأردف: "إن الركائز الأساسية لخطط تعزيز الاقتصاد الرقمي معروفة ولا نحتاج مزيدا من الوقت و البحث لبيانها، إن ما نحتاجه في دولنا هو تسريع وتيرة تنفيذها من خلال استكمال مسار الإصلاحات الاقتصادية وتوفير بيئة حاضنة للأعمال، وبناء القدرات، وتوطين التكنولوجيا، وتطوير الفكر الإبداعي والرقمي لدى شبابنا، وفي نظري تكمن كلمة السر من بين العناصر التي أشرت إليها الآن في "الشباب" هذه أهم ثروة يجب الاستثمار فيها بتدريبها واستقطابها والاصغاء إليها".
وتابع: "وإدراكا منها بأهمية التحول الرقمي، سعت الحكومات العربية لوضع خطط لبناء قدراتها في هذا المجال، حيث أطلقت أغلب الدول العربية برامج و سياسات في هذا الشأن، كما أنشأ بعضها وزارات وأجهزة عليا أسندت إليها متابعة تنفيذ هذه الخطط، و أستدل هنا على سبيل المثال بإنشاء الجزائر لوزارة لاقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، وإنشاء الإمارات لوزارتين مكلفتين بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، و بالرغم من هذه الجهود التي مكّنت المنطقة العربية من تحقيق خطوات ملموسة في مجال الرقمنة وتحسن أداء اقتصاداتها ...إلا أن دولنا لا تزال تواجه تحديات كبيرة لتطوير قدراتها و توفير مناخ مشجع على الابتكار، يساهم في تحويل مجتمعاتنا من مجتمعات مستهلكة للتكنولوجيا إلى منتجة لها، إننا نحتاج لتغيير هذه الأوضاع إلى التحرك سريعا وفق سياسات منسقة و متكاملة تتناول الموضوع في كل جوانبه، و في هذا الشأن، تتضمن الرؤية الاستراتيجية العربية للاقتصاد الرقمي التي تحظى بدعم ورعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، كل العناصر التي تهدف إلى بناء و تطوير المنظومات الاقتصادية العربية وفق برنامج يتضمن 20 هدفا استراتيجيا، وأرى أنه يتعين علينا الاستفادة من محتواها، كما أتمنى أن نتعاون جميعا لتنفيذها، لا سيما أن ملف الرؤية المشتركة مدرج ضمن الموضوعات الاقتصادية للقمة العربية القادمة المقرر عقدها في الجزائر".
تطوير أسس الاقتصاد الرقمي
وتحت رعاية أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، تنظم الأمانة العامة للجامعة العربية والاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي «المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي» في معرض «إكسبو 2020 دبي» اليوم الأحد 13 فبراير/شباط.
وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة المبادرات المعرفية المنبثقة عن «الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي» التي تم الإعلان عنها في أبوظبي 2018، وهي مبادرة تهدف لتطوير أسس الاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية.
وسيشارك في جلسات المنتدى عدد كبير من المسؤولين الحكوميين والخبراء في المنطقة العربية ونخبة من ممثلي المنظمات الدولية من الأمم المتحدة ومنتدى الاقتصاد العالمي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وجامعة هارفرد الأمريكية ومنظمة الإسكوا.
وستتطرق المحاور الرئيسية لأوراق العمل في المنتدى لمشروع الأجندة الرقمية العربية التي تشرف عليها الجامعة العربية، وتسليط الضوء على بعض أهم مشاريع التحول الرقمي في المنطقة العربية، والاتجاهات العالمية للتنمية المستدامة والتحول الرقمي في قطاع التعليم الإلكتروني والتجارة الإلكترونية.
كما أعلن الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي أنه وخلال جلسات المنتدى سيتم توزيع جوائز قيمة بنظام القرعة للحاضرين.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز