بعد انطلاقة إكسبو دبي.. قمة العشرين أمام التحديات الاقتصادية والبيئية
كانت الإشارة الأولى من الإمارات التي نجحت في طمأنة العالم بشأن التعافي الاقتصادي عبر إكسبو 2020 دبي، لتلحق بها قمة العشرين لنفس المهمة.
واليوم تستعد العاصمة الإيطالية روما لاستضافة القمة السادسة عشر لمجموعة العشرين خلال الفترة من 30 و31 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لمناقشة أبرز تحديات التعافي الاقتصادي، بجانب التحركات الفورية لمواجهة قضايا التحول البيئي والتي على رأسها التغير المناخي والاحتباس الحراري.
وينعقد هذا اللقاء السنوي للدول العشرين الصناعية تحت شعار التفاؤل الإنساني والتعافي الاقتصادي، عشية مؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي "كوب 26" الذي يبدأ الأحد في جلاسكو في اسكتلندا (بريطانيا).
وبالحديث عن أبرز التحديات التي تواجه قمة مجموعة العشرين في روما، فهي تتلخص في أزمة تبديد مكاسب التعافي الاقتصادي لدى الدول النامية والناشئة، والتزام الدول بالحياد الكربوني بحلول 2050، وحسم الخلافات السياسية خصوصا بين قطبي الاقتصاد العالمي الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي لدى الدول النامية جراء تداعيات جائحة كورونا، وكذلك تعزيز "المناعة الاقتصادية والاجتماعية" ليس فقط لدولة العشرين ولكن لعدد 175 دولة تشارك مجموعة العشرين في روابط اقتصادية واجتماعية.
تحدي التغير المناخي
وكان رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي دعا في مطلع أكتوبر/تشرين الأول إلى "التزام من مجموعة العشرين بضرورة الحد من ارتفاع حرارة الأرض على 1.5 درجة "الهدف الأكثر طموحا لاتفاق باريس. لكن دول مجموعة العشرين التي تمثل 75% من انبعاثات العالم، متفاوتة جدا في مجال التنمية الاجتماعية-الاقتصادية والطاقة والطموح المناخي. بعضها يستهدف حيادية الكربون في 2050 والبعض الآخر في 2060.
يقول الباحث في معهد شاتام هاوس أنطوني فروغات إنه إذا لم تلتزم مجموعة العشرين بهاتين النقطتين (1,5 درجة وحيادية الكربون في 2050) "فليس لدينا أي أمل في بلوغ أهداف" اتفاق باريس".
من جهة اللقاحات، من غير المنتظر صدور إعلان مدو، بعد أن تعهدت المجموعة الدولية خلال قمة في مايو/أيار الماضي في روما بتقديم مليارات الجرعات إلى الدول الأكثر فقرا في 2021 و2022. التحدي الآن بات في توزيعها وتلقيح السكان المعنيين في ظل هيكليات صحية متداعية أو غير موجودة في معظم الأحيان.
وإذا كانت مجموعة العشرين ستجد دافعا للارتياح مع مصادقتها على الضريبة العالمية بالحد الأدنى البالغة 15% على الشركات المتعددة الجنسيات بعد اتفاق 136 دولة من منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، فإن العمل الأكبر لا يزال يتعين القيام به بحيث بات على كل دولة الآن أن تدخل هذا الاتفاق العالمي في تشريعاتها الخاصة.
إندونيسيا وتحديات العام الجديد
تستعد إندونيسيا التي سوف تتسلم قيادة مجموعة العشرين في العام الجديد لمواجهة تحدي دفع عجلة الانطلاق، ليس فقط لاقتصاد مجموعة العشرين التي تشكل 66% من سكان العالم و75% من التجارة العالمية، و80% من التجارة العالمية، و85% من الناتج العالمي، بل سيكون على القيادة الإندونيسية أيضاً معالجة أوجه الضعف التي اتضحت خلال الجائحة، وتعزيز النمو على المدى الطويل من خلال المساعدة في ترسيخ الانتعاش الدائم، وتحقيق مزيد من المرونة في الاقتصاد العالمي، حتى يكون أكثر قدرة على امتصاص الصدمات ومواجهة التحديات.
خسائر العالم من التغير المناخي
حذر تقرير نشرته شبكة “بلومبرج” الإخبارية الأمريكية من أن الاقتصاد العالمي قد يتكبد خسائر بقيمة 36 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2050، حال تقاعست حكومات العالم عن مواجهة التغير المناخي وقضايا التحول البيئي.
وذكر التقرير: “في العام 2020، بلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي العالمي قرابة 88 تريليون دولار، بينما يتوقع أن يبلغ قرابة 149 تريليون دولار بحلول عام 2050، ومن الممكن أن ترتفع تلك القيمة إلى 185 تريليون دولار حال كثفت دول العالم جهودها لتبريد الكوكب”.
ولا يبدو أن الدول الصناعية الكبرى، تأخذ قضية التغيرات المناخية على محمل الجد، سواء في واشنطن أو بكين أو بروكسل أو نيودلهي، في وقت ينصب تركيز الاقتصاد العالمي فيه على المصالح الوطنية والتعافي الاقتصادي من كورونا.
أفريقيا.. 280 مليار دولار
وكشفت دراسة بحثية جديدة أنه يجب استثمار نحو 280 مليار دولار للتصدي لأثار التغير المناخي في 35 مدينة في جنوب أفريقيا وكينيا وإثيوبيا بحلول عام 2050.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء، عن تقرير لائتلاف التحولات الحضرية الذي يقدم المشورة للحكومات بشأن التنمية الاقتصادية والتغير المناخي، أن أفريقيا هي القارة الأسرع في التنمية الحضرية والأكثر تضررا جراء الاحترار العالمي.
وقال الائتلاف إن "من المرجح أن تتعرض التنمية الحضرية في أفريقيا لمخاطر تتعلق بعمل الأنظمة البيوفيزائية ".
وجاء في التقرير أن "محاور ثلاثة ستكون حاسمة لخفض انبعاثات الكربون وإحداث تنمية حضرية مرنة للمناخ وهي: نمو حضري مدمج، وبنية تحتية مترابطة، وتكنولوجيات نظيفة".
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg
جزيرة ام اند امز