مركز الوثائق التاريخية.. 100 ألف وثيقة عن ذاكرة دبي بلغة المستقبل
مركز الوثائق التاريخية يحتضن 100 ألف وثيقة تاريخية متنوعة، من بينها وثائق تتعلق بتاريخ دبي التراثي والاجتماعي والاقتصادي والبيئي
في بقعة جغرافية تعج بمظاهر الحضارة الكاملة لمدينة كدبي، تعيش المستقبل قبل أوانه، لا بد من عودة لعبق الماضي، حيث الأصالة والتاريخ، يعد مركز الوثائق التاريخية، بمقتنياته وطريقة عرضها المبتكرة، أحد أهم وجهات المنطقة في حي الشندغة، الذي يزخر بالمتاحف والمراكز التراثية.
يقع "مركز الوثائق التاريخية" في حي الشندغة التاريخي بإمارة دبي الإماراتية، حيث الأزقة الحجرية والأبنية التي عاصرت وشهدت أحداثا بارزة، فيما تبدو أهميته من خلال موجوداته التاريخية، من وثائق وسجلات ومعاهدات واتفاقيات سياسية واقتصادية وتجارية، لتعود إلى المشهد في منظور تكنولوجي ممتع.
على ضفاف خور دبي
قبل إنشاء مركز الوثائق التاريخية، كان المكان عبارة عن منزلين تاريخيين تم تشييدهما أوائل أربعينيات القرن العشرين على قطعتي أرض بمساحة 2650 قدما، يعودان لعلي بن حزيم وأحمد بن زايد في حي الشندغة العريق المطل على ضفاف خور دبي.
يتكون البيت الأول من 4 غرف ومجلسين يتصلان بالطابق الثاني، الذي بدوره يتكون من عدة غرف ومجلس.
أما البيت الثاني فهو عبارة عن فناء واسع تحيط به 6 غرف وليوان في المدخل، وآخر عند الجهة الغربية الجنوبية من الدور الأرضي، فيما يتكوّن الدور العلوي من غرفة واحدة كبيرة يظللها الليوان.
وتم تحويل المنزلين منذ عام 2016، من قبل إدارة التراث العمراني والآثار في بلدية دبي، إلى "مركز دبي للوثائق التاريخية".
١٠٠ ألف وثيقة
عند افتتاح مركز الوثائق أبوابه عام 2016 كان يحتضن 20 ألف وثيقة حول تاريخ المنطقة، وخلال سنوات قليلة استطاع توسيع مقتنياته التراثية حتى باتت اليوم تقارب 100 ألف وثيقة تتجلى فيها أبعاد تاريخية وسياسية واقتصادية وفنية واجتماعية لتروي أحداثا تؤرخ لتاريخ وتراث المدينة.
يتكون "مركز الوثائق التاريخي" من 9 قاعات للعرض، تبدأ بقاعة الشندغة العائدة لأحمد عبيد المنصوري، وقاعة آل مكتوم التي تحتوي على وثائق خاصة بحكام دبي، والقاعة الاقتصادية التي تضم وثائق متعلقة بالاقتصاد والتبادلات التجارية سواء للجهات الحكومية أو الخاصة، والقاعة الإدارية المدعومة بوثائق متعلقة بالدوائر الحكومية إضافة لقاعة الخرائط القديمة، وقاعة الصحف والمجلات، وقاعة الأحكام والتواقيع.
أكبر متحف مفتوح
يُقسم "مركز الوثائق التاريخية" إلى قسمين رئيسيين، في الدور السفلي غرف مخصصة لحفظ الوثائق وعرضها بمنهجية المتاحف، في حين تستخدم غرف الدور العلوي لمكاتب الإدارة، وقاعة للباحثين والمؤرخين والأكاديميين المختصين لتسهيل عملية البحث والاطلاع على الوثائق والسجلات وفق أحدث الطرق والوسائل العلمية المتطورة في مجال التنظيم والتفنيد.
منذ تأسيسه، يستضيف المركز أنشطة وفعاليات مختلفة، إضافة لورشات دورية، بهدف دعم القطاع السياحي في المنطقة، كما يقدم جولات مجانية بمرافقة مرشدين مختصين لتعريف الزائر على تفاصيل المكان ومحتوياته الغنية والمتعددة دعما وحضورا لرؤية إمارة دبي في تحويل منطقة الشندغة التراثية إلى أكبر متحف مفتوح في العالم.
الانطلاق إلى المستقبل
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد أكد خلال زيارة تفقدية في مارس الماضي إلى مشروع "تطوير منطقة الشندغة التاريخية"، والتي شملت مركز الوثائق التاريخية، على أهمية الحفاظ على المواقع التراثية ومنحها الاهتمام والرعاية الكاملة، كونها تمثل جزءاً محورياً من تاريخ دبي ودولة الإمارات على وجه العموم، إذ تمثل تلك المناطق الجسر الذي يربط الأجيال الحالية والقادمة بتاريخهم وثقافتهم الأصيلة، وهي العناصر التي تمثل الركيزة الأساسية التي يتم الانطلاق منها نحو المستقبل.
معارض على مدار العام
يقول أحمد محمود أحمد، مدير إدارة التراث العمراني والآثار في بلدية دبي: "يعد مركز الوثائق التاريخية في دبي نافذة تراثية مهمة لتاريخ المنطقة، ويهدف إلى حفظ وتنظيم الوثائق والسجلات القديمة والنادرة، التي تؤرخ مراحل تطور المدينة في مختلف المجالات".
ويضيف: "يحتضن مركز الوثائق التاريخية اليوم أكثر من 100 ألف وثيقة تاريخية متنوعة، من بينها وثائق تتعلق بتاريخ دبي التراثي والاجتماعي والاقتصادي والبيئي، بالإضافة إلى ما تحتويه قاعة الشندغة من وثائق مهمة، حيث تستضيف القاعة كل عام مَعارض لوثائق تعود لعوائل خاصة مثل وثائق حمّال باشي التي يستضيفها المركز العام الجاري 2019, بالإضافة لوثائق السركال التي عرضت في قاعة الشندغة خلال عام 2018، ووثائق أحمد عبيد المنصوري خلال عام 2017، على أن يستضيف المركز وثائق جديدة نادرة في العام المقبل 2020، ضمن معرض منظم ترافقه فعاليات وأنشطة متعددة على مدار العام".
aXA6IDMuMTM4LjExNC4xNDAg جزيرة ام اند امز