أطباء مستشفى دبي ينجحون في زراعة القوقعة والسماعات العظمية
أطباء مستشفى دبي ينجحون في تطبيق برنامج طبي متكامل لزراعة قوقعة الأذن واستعادة السمع لدى الأطفال، بنسب نجاح وصلت إلى 100%.
نجح أطباء مستشفى دبي في تطبيق برنامج طبي متكامل لزراعة قوقعة الأذن واستعادة السمع لدى الأطفال الذين يعانون من الصمم الخلقي أو المكتسب في مراحل عمرية مبكرة، بنسب نجاح وصلت إلى 100% ودون مضاعفات سلبية، في الوقت الذي تصل نسبة هذه المضاعفات في المراكز العالمية المتقدمة خارج الإمارات إلى 2%.
وأكد الدكتور جمال قسومة، استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى دبي، أهمية هذا البرنامج الذي يتماشى مع استراتيجية هيئة الصحة بدبي في تعزيز القدرات التنافسية للمنظومة الصحية في الإمارة، وتوفير كل الخدمات التشخيصية والعلاجية للمرضى؛ لتجنيبهم مشقة السفر للعلاج في الخارج.
وقال إن مستشفى دبي يقوم سنوياً بإجراء ما بين "35-50" عملية لزراعة قوقعة الأذن، من خلال فريق طبي متخصص في هذا المجال يضم استشارياً في جراحة زراعة القوقعة، واستشارياً في علم السمعيات، واستشاري نطق وتخاطب،ما ساهم بإتاحة الفرصة أمام المرضى؛ للاستفادة من هذه العمليات التي كان يقوم بها المستشفى سابقاً من خلال طبيب زائر بمعدل 3 -5 عمليات سنوياً.
وأشار الدكتور قسومة إلى التكامل والتعاون القائم بين أعضاء الفريق الطبي، حيث تتم عملية تشخيص الحالة من خلال استشاري السمعيات بعد إجراء الاختبارات السمعية المناسبة لعمر الطفل، وتجربة المُعينة السمعية لمدة تتراوح من 3 -6 شهور ليعاد بعدها تقييم الحالة المرضية؛ للتأكد من عدم الحصول على الفائدة المرجوة منها قبل اتخاذ القرار الطبي بإجراء عملية زراعة القوقعة.
ولفت إلى الفحوصات والإجراءات الطبية المتعددة التي تسبق القرار الطبي بزراعة القوقعة؛ كالتصوير المقطعي والرنين المغناطيسي؛ للتأكد من وجود العصب السمعي، ودراسة الحالة من النواحي الطبية والجراحية، وتقييم النطق؛ للمقارنة فيما بعد بمدى تطور النطق والكلام واللغة عند الطفل.
وأشار إلى أهمية إجراء مثل هذا النوع من العمليات خلال فترة لا تتجاوز الأسبوعين من القرار الطبي بزراعة القوقعة؛ لتحقيق الفائدة القصوى لسمع الطفل، وبأسرع وقت ممكن، لتبدأ بعدها عملية تأهيل النطق، لافتاً إلى أن أفضل عمر لإجراء عملية زراعة القوقعة هو السنة الأولى من حياة الطفل، خاصة وأن الفترة الذهبية لاكتساب مهارة الكلام واللغة هي الخمس سنوات الأولى من العمر لمن يعانون من الصمم منذ الولادة، أما بالنسبة للصمم المكتسب "أي بعد الولادة" فيجب ألا تكون فترة الصمم قد مر عليها أكثر من خمس سنوات.
وقال الدكتور قسومة إن مرض التهاب السحايا يعد أهم سبب للصمم المكتسب عند الأطفال، وفي هذه الحالة ينصح بإجراء زراعة القوقعة في وقت مبكر قدر الإمكان؛ لتفادي حدوث التكلس في الأذن الداخلية، وبالتالي استحالة إجراء العملية وفقدان الطفل فرصة استعادة حاسة السمع.
زراعة قوقعة الأذن بالطرفين معاً
وقال الدكتور قسومة إن مستشفى دبي بدأ بإجراء عملية زراعة القوقعة بالطرفين بنفس الوقت، خاصة وأن الأبحاث العلمية أثبتت الفوائد المتعددة لمثل هذا النوع من العمليات التي يستغرق إجراؤها نحو ساعتين ونصف الساعة فقط في كلا الجهتين، ثم يبدأ بعدها وصل الجهاز الخارجي والمتابعة الدقيقة للطفل وإجراء الاختبارات السمعية والبرمجة بشكل دوري، حتى يصل الطفل للمستوى السمعي الكافي لاكتساب النطق والكلام، ليبدأ بعدها دور التأهيل بعدة جلسات أسبوعياً، مع أهمية حضور الأهل لهذه الجلسات؛ لتمكينهم من متابعة التأهيل في المنزل.
وأضاف أن عملية تأهيل الطفل المريض قد تستمر عدة سنوات يصبح بعدها الطفل طبيعياً، ويكون قادراً على الذهاب إلى المدارس العادية كباقي الأطفال دون أية إعاقات سمعية.
زراعة السماعات العظمية
وقال إن وحدة زراعة القوقعة بمستشفى دبي بدأت بتقديم خدمة زراعة السماعات العظمية للمرضى الذين يعانون من تشوهات وانسداد في الأذن الخارجية أو التهابات مزمنة في الأذن الوسطى، وبالتالي صعوبة وضع السماعات العادية أو الأشخاص الذين يعانون من صمم أحادي الجانب لمدة أكثر من عشر سنوات، حيث استفاد من هذه الخدمة حتى الآن عشر حالات مرضية دون مضاعفات.
ونوه الدكتور قسومة إلى المسح الشامل الذي يجريه مستشفى دبي لكل المواليد؛ للتأكد من عدم وجود نقص سمعي لديهم، وإجراء التدخل العلاجي المبكر؛ لتجنب الإعاقة.
aXA6IDE4LjIyNS45Mi42MCA= جزيرة ام اند امز