نائب من حزب ماكرون رئيسا للبرلمان الفرنسي
انتخب النواب الفرنسيون الثلاثاء فرنسوا دو روجي الذي ينتمي إلى حزب "الجمهورية إلى الأمام" رئيسا للجمعية الوطنية بأكثرية مريحة.
انتخب النواب الفرنسيون الثلاثاء فرنسوا دو روجي الذي ينتمي إلى حزب "الجمهورية إلى الأمام" رئيسا للجمعية الوطنية بأكثرية مريحة.
وحصل دو روجي (43 عاما) على 353 صوتا، وواجه أربعة مرشحين آخرين.. ومن أصل نواب الجمعية الوطنية الـ 577 شارك 567 في التصويت، وبلغت البطاقات البيضاء أو الملغاة 24 بطاقة.
ورحب النواب بانتخابه بالتصفيق طويلا له وهم واقفون.
وفرنسوا دو روجي نائب عن منطقة اللوار الأطلسي في غرب البلاد منذ العام 2007 ، وسبق أن ترأس كتلة النواب من أنصار البيئة، كما كان نائبا سابقا لرئيس الجمعية الوطنية.
وصوت له 308 من نواب الجمهورية إلى الأمام و42 نائبا من نواب الحركة الديموقراطية الحزب الوسطي المتحالف مع حزب الجمهورية إلى الأمام.. وتركزت حملته الانتخابية على موضوع "التحديث".
ويعتبر رئيس الجمعية الوطنية الشخصية الرابعة في الجمهورية الفرنسية.. وإضافة إلى إدارة النقاشات خلال اجتماعات الجمعية الوطنية يحق له تسمية أشخاص في مواقع مسؤولية مهمة.
فهو المسؤول عن تسمية ثلاثة من أعضاء المجلس الدستوري التسعة، كما يحق له دعوة المجلس الدستوري إلى الانعقاد.
يأتي ذلك فيما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانويل فالس أنه سيغادر صفوف الحزب الاشتراكي بعد عضوية لأكثر من 35 عاما فيه، في دليل جديد على تفكك هذا الحزب السياسي الذي كان يوما ركنا أساسيا في الحياة السياسية الفرنسية، قبل أن يصبح همه الأساسي اليوم العمل على البقاء.
وصرح فالس عبر إذاعة ار تي ال أن "جزءا من حياتي السياسية ينتهي. أغادر الحزب الاشتراكي، أو أن الحزب الاشتراكي يغادرني".
وفالس البالغ ال54 من العمر انضم إلى الحزب الاشتراكي في سن الـ17.. بعد عام في 1981 فاز مرشحه فرنسوا ميتران بالانتخابات الرئاسية وأعاد اليسار إلى السلطة في فرنسا لأول مرة منذ عقدين.
وهذا المشهد يتناقض تماما مع الوضع الحالي.. وبعد أن هزم مرشح الحزب الاشتراكي مع 6,3% من الأصوات في الدورة الأولى للاقتراع الرئاسي نهاية نيسان/أبريل - أسوأ نتيجة له منذ 1969 - تلقى الحزب صفعة جدية في الانتخابات التشريعية بحصوله على 30 نائبا فقط مقابل 280 في الجمعية المنتهية ولايتها.
وأمام هذه الهزيمة التاريخية أعلن السكرتير الأول للحزب جان كريستوف كامباديلي استقالته في اليوم نفسه.. وقال "على اليسار تغيير كل شيء.. الشكل والجوهر وأفكاره وبنيته".
واستقالة فالس الذي عبر الثلاثاء عن "حزنه" و"مرارته" لما أضحى عليه الحزب لم تشكل مفاجأة.
تولى فالس رئاسة الوزراء لدى الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند من 2014 إلى 2016، وكان على خلاف منذ أشهر مع حزبه الممزق بين تيارات متباعدة.
وفالس مولود في برشلونة ومنح الجنسية الفرنسية في العشرين من العمر.
وهذا الاشتراكي-الليبرالي الذي يدعو إلى الإصلاح والتغيير كان يرغب منذ 2007 في تغيير اسم الحزب الاشتراكي بآخر أكثر حداثة.
وفالس الذي تولى بحزم حقيبة الداخلية بين عامي 2012 و2014 قاد الاتجاه الاقتصادي الليبرالي الذي اراده فرنسوا هولاند، ما أثار انقساما في صفوف النواب الاشتراكيين في التيار اليساري للحزب الاشتراكي.
وتطرق إلى وجود "انقسامات" داخل الحزب وإلى "مواقف على طرفي نقيض" بين يسار واقعي مستعد للحكم ويسار "مثالي".
بعد هزيمته في كانون الثاني/يناير في الانتخابات التمهيدية الاشتراكية، أعلن دعم ماكرون من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية وأدار بذلك ظهره لمرشح حزبه بنوا آمون.
ونهاية آذار/مارس أعلن انه سيصوت من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية للوسطي ايمانويل ماكرون، فانهالت عليه اتهامات الخيانة.
وبعد الهزيمة النكراء للحزب الاشتراكي في الانتخابات الرئاسية كان فالس أول من نعاه.
وقال فالس "إنها نهاية الطريق. هل يمكن للمعارضين لأوروبا والاقتصاد والمسائل الأمنية أن يكونوا في الأسرة السياسية نفسها؟ شخصيا لا أعتقد".
وفالس المرشح المستقل في انتخابات 11 و18 حزيران/يونيو في دائرة اسون في ضاحية باريس فاز على مرشحة من اليسار الراديكالي مدعومة من بنوا آمون.
وأكد فالس أنه سيكون "ضمن أكثرية" ايمانويل ماكرون في الجمعية الوطنية، ولم يستبعد الانضمام إلى الحزب الرئاسي "الجمهورية إلى الأمام".
وتجمع النواب الاشتراكيون ضمن كتلة أطلق عليها اسم "يسار جديد" لا يشير لأول مرة منذ 1958 إلى الاشتراكية.
وقرروا الإعلان "بوضوح" عن انتمائهم إلى صفوف "المعارضة" لحكومة رئيس الوزراء ادوار فيليب لكنهم منقسمون حول الموقف الواجب اعتماده خلال التصويت لمنح الثقة للحكومة في الرابع من تموز/يوليو. التصويت مع أو ضد أو الامتناع.
وقال رئيس الكتلة اوليفييه فور: "لا يمكن التوافق في يومين عندما تكون الانقسامات دامت لسنوات. لا تتوقعوا معجزة لأنها لن تحصل".