لا تستهينوا بأي فعل، فكل شيء مهم، ولكل فعل أثر إما إيجابي أو سلبي في البيئة.
الأهداف والخطط الضخمة، بعيدة الأمد كانت أم قريبة، لا يمكن أن تنجح إلا بإسهام ومشاركة جميع شرائح وأفراد المجتمع، خصوصاً إن كانت تلك الأهداف أو الخطط بيئية، وتتعلق بالمحافظة على كوكب الحياة، ولها تأثير مباشر في مستقبل الأجيال المقبلة، هنا فإن الجميع مسؤولون دون استثناء، فلا يوجد شخص مهما كان عمره أو منصبه أو وظيفته غير مؤثر، سواء سلباً أو إيجاباً في بيئته المحيطة!
الإمارات تقوم بجهود ضخمة وجبارة في هذا المجال، وهناك توجه واضح للاهتمام وبدرجة قصوى بكل الأبعاد والمؤثرات والتفاصيل البيئية عند التفكير في أي مشروع مستقبلي، كما أن هناك خططاً وبرامج لا حصر لها تعمل جميعها للمحافظة على البيئة، والتوعية بعدم الإضرار بأيٍّ من مكوِّناتها، واختيار المشروعات الخضراء دائماً، وبغض النظر عن كلفتها المالية، من أجل التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة.
مستقبل الطاقة النظيفة في الإمارات واعد، لكنه دون شك يمر بتحديات متوقعة، منها ما يتعلق بضعف الاستثمارات «الخاصة» في هذا المجال، ما يحتّم إيجاد تشريعات اتحادية لتحفيز وتشجيع القطاع الخاص والناس بشكل عام على التوجه إلى الطاقة النظيفة والمتجددة، وصولاً إلى قوانين ملزمة لإنهاء هذه الإشكالية، خصوصاً أن الإمارات وضعت هدفاً واضحاً، للوصول إلى إسهام الطاقة النظيفة من إجمالي الطاقة المستخدمة في الدولة بنسبة 50%، منها 44% طاقة متجددة، و6% طاقة نووية.
السؤال الذي قد يتبادر إلى ذهن كل فرد في هذا المجتمع، هو: ماذا عساي أن أفعل مقابل مشروعات حكومية بمليارات الدولارات، وما هو الأثر الذي يمكنني تركه في المشروعات البيئية، وأنا مجرد فرد صغير في مجتمع كبير؟
كما أن الدولة نفذت وتنفذ العديد من المشروعات الناجحة في هذا الصدد، فهناك مشروع «نور أبوظبي»، بطاقة 100 ميغاوات، وهو بالمناسبة أرخص سعر في العالم من حيث كلفة الاستخدام للسعات العالية من الطاقة الشمسية المركزة، وهناك مشروع «شمس 1»، وفي دبي تنفذ الحكومة أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركَّزة في العالم، بنظام المنتج المستقل في موقع واحد، بقدرة 700 ميغاوات، وبكلفة تصل إلى 14.2 مليار درهم، ضمن المرحلة الرابعة في «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية»، وذلك دعماً لأهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050.
والسؤال الذي قد يتبادر إلى ذهن كل فرد في هذا المجتمع، هو: ماذا عساي أن أفعل مقابل مشروعات حكومية بمليارات الدولارات، وما هو الأثر الذي يمكنني تركه في المشروعات البيئية، وأنا مجرد فرد صغير في مجتمع كبير؟!
بالتأكيد يستطيع كل منا فعل الكثير، بل يجب على كل منا فعل الكثير من أجل المحافظة على مجتمعنا وبيئتنا، ومكان عيشنا وعيش أبنائنا من الأجيال المقبلة، وأول الأشياء التي يمكننا فعلها هو زرع العادات البيئية السليمة في نفوس الصغار، وتوعيتهم بكل ما هو إيجابي، وتعليمهم الابتعاد عن جميع العادات البسيطة قبل الكبيرة، والتي قد تؤثر سلباً في بيئتنا المحيطة.
كما أننا جميعاً نستطيع استخدام البدائل «الشمسية» المتوافرة حالياً في الأسواق لكثير من المنتجات الاستهلاكية، مهما كانت بساطتها، كمصابيح الإضاءة أو أجهزة تسخين المياه، أو غيرها من الأجهزة التي نستخدمها في الرحلات، وغيرها الكثير، فهي ستسهم في تقليل الاعتماد على الطاقة الكهربائية، وتساعدنا في الحصول على طاقة نظيفة متجددة، ولا يجب أبداً الاستخفاف بهذا الأمر، فالبحر ما هو إلا قطرات ماء بجانب بعضها بعضاً!
لا تستهينوا بأي فعل، فكل شيء مهم، ولكل فعل أثر إما إيجابي أو سلبي في البيئة، فالورقة عندما تقذف في وسط الطريق لها أثر، والكيس إن قذف وسط البحر له أثر، وتنظيف المكان بعد الرحلات له أثر، وتوزيع ما لا نحتاجه من بقايا أي شيء على صناديق إعادة التدوير له أثر، وتالياً فإن سلوك كل فرد في المجتمع له أثر كبير، لو فكرنا في عدد الأفراد مجتمعين إن سلكوا المسلك ذاته، لذلك الحفاظ على البيئة مسؤولية الجميع، والتوجه نحو الطاقة المتجددة والنظيفة يجب أن يكون همَّ الجميع، لأن الأرض التي تضمنا بمحيطها الصغير داخل الحدود، أو محيطها العالمي الكبير هي مكان الجميع!
نقلا عن "الإمارات اليوم"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة