هناك من يرى أن الطمع يملأ عيني أردوغان، فهو سيسرق أرضا سورية أخرى ويضيفها إلى الأراضي التركية، وسيؤجج نار العداوة بين الشعبين.
لمَ تقرع تركيا طبول الحرب باتجاه شرق الفرات كما تفعل حاليا؟، آلاف الجنود تم تحشيدهم، ومئات المدرعات والآليات الثقيلة نقلت خلال الأسابيع الماضية، بحجة سقوط قذائف من داخل الحدود السورية على قرى وبلدات تركية وتهدد الأمن التركي.
وهو ما جعل الرئيس التركي يهدد بكلمة بدت مفعمة بكم هائل من الحقد الدفين، والإصرار الغريب على إشعال المنطقة، وجعله في منافسة مع إيران في احتلال الدول العربية، حتى امتد حلمه ليصل لآسيا وأفريقيا، متحديا أمريكا بإعلان إصراره على المضي قدما في العملية العسكرية في منطقة شرق نهر الفرات مهما كانت نتيجة المحادثات معها حول إنشاء (منطقة آمنة)، وأن بلاده ستقوم بهذه العملية العسكرية بعدما أبلغ روسيا وأمريكا بخصوصها، حيث قال: "قمنا بعمليات في عفرين وجرابلس والباب، والآن سنقوم بعملية شرق نهر الفرات، وإن تركيا لا يمكن أن تلتزم الصمت إزاء التحرشات التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية تجاه أراضينا انطلاقا من الأراضي السورية"، مشددا "صبرنا له حدود".
لا يمكن أن يذهب أردوغان إلى القيام بعمل عسكري بدون موافقة الولايات المتحدة التي تعارض مبدئياً ونظرياً العملية العسكرية التركية، فتركيا لم ترتق لمصاف الدول الكبرى لتفرض رأيها على أمريكا، بل هي تنتزع لقيمات من فم اﻷسود، و اتفاقها اﻷخير مع الولايات المتحدة بشأن شرق الفرات لقيمة صغيرة دسمة
هناك من يرى أن الطمع يملأ عيني أردوغان، فهو سيسرق أرضا سورية أخرى ويضيفها إلى الأراضي التركية، وسيؤجج نار العداوة بين الشعبين الجارين سوريا وتركيا، لكن هذا التهديد والوعيد والتحشيد بالنسبة لي يؤكد أن أردوغان (ملك الصفقات المشبوهة) والمستعد لأن يبيع الكل من أجل أن يصل إلى أهدافه وغاياته، قد يكون أنه عقد الصفقة وحان وقت تنفيذها أو أنه يجهز لصفقة قادمة مع الروس وأمريكا، فالمؤشرات الأولية تُبين أن عقد الصفقة مع روسيا يسمح له بدخول شرق الفرات مقابل السماح والصمت لتوغل وتوسع روسيا والنظام بريف حماة وإدلب والطريق الدولي، إلا أن صناع القرار في الولايات المتحدة تنبهوا لذلك وحذروا النظام التركي من دخول شرق الفرات، وهو ما يجعله يعقد صفقة جديدة معهم في ظل خوف أمريكي من أن الرئيس التركي يملك الاستعداد لتغيير خياراته الاستراتيجية وتحالفاته ليذهب نحو المعسكر الشرقي أو (المحور الشرقي) واستطاع من خلالها تمرير شراء صفة إس - ٤٠٠ بدون عقوبات مؤثرة، لكن يا تُرى ما هي هذه الصفقة أو الطبخة الخفية التي ينتظرها شرق الفرات؟
الواقع يقول إنه لا يمكن أن يذهب أردوغان إلى القيام بعمل عسكري بدون موافقة الولايات المتحدة التي تعارض مبدئياً ونظرياً العملية العسكرية التركية، فتركيا لم ترتق لمصاف الدول الكبرى لتفرض رأيها على أمريكا؛ بل هي تنتزع لقيمات من فم الأسود، واتفاقها اﻷخير مع الولايات المتحدة بشأن شرق الفرات لقيمة صغيرة دسمة، لأن العمل العسكري سيجعلها تتقاسم النفوذ في هذه المنطقة مع الأمريكان والتي تعتمد فيها على قوى محلية هي قوات سوريا الديمقراطية، والتي تراها واشنطن خطا أحمر في عدة مناسبات.
ما يحرك الأتراك في الشمال السوري هو من مفهوم الأمن القومي التركي وثوابته في الحفاظ على وحدة وسيادة تركيا وتأمينها من الجماعات العرقية والمذهبية في تركيا التي تسكن الجنوب التركي ولها امتدادات في الشمال السوري كما يدعي النظام التركي؛ لهذا يغلف أردوغان كل ذلك بصفات وطبخات سرية باستخدام كل أوراق الضغط الغربية ليصل إلى مراده وأهدافه، لكن هل الغاية الأردوغانية إنشاء المنطقة الآمنة وإدارتها؟ أم الوصول إلى (منطقة عازلة) كما تخطط لها الإدارة الأمريكية ترضي الأتراك والأكراد معا؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة