أزمة الليرة تهدد "يونس إمره" إحدى أذرع أردوغان التوسعية في الخارج
معاهد "يونس إمره" التي يتخذها أردوغان وسيلة لتلميع صورته في الخارج وصلت إلى مرحلة الإفلاس وعلقت أنشطتها
في الوقت الذي تقف فيه تركيا بفعل سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان، أمام منعطف اقتصادي خطير لاسيما بعد انهيار قيمة الليرة، وهروب عدد من الاستثمارات الأجنبية، باتت معاهد "يونس إمره" التي لطالما كانت الأداة التي يستخدمها أردوغان لتلميع صورته في الخارج، على حافة الإفلاس، الأمر الذي يهدد بإغلاق هذا الذراع الثقافي التوسعي.
وفي تقرير لصحيفة زمان التركية كشف تشاغلار جيلارا مدير الأخبار بقناة "KRT" أن معاهد "يونس إمره" التي فتحتها الحكومة خارج البلاد لتعليم اللغة والثقافة التركيتين والتي يتخذها أردوغان وسيلة لتلميع صورته في الخارج، وصلت إلى مرحلة الإفلاس.
يُشار إلى أن الليرة التركية فقدت نحو 40 % من قيمتها هذا العام مع تنامي مخاوف المستثمرين من سيطرة أردوغان على السياسات النقدية، في وقت تتزايد فيه حدة الأزمة في العلاقات التركية الأمريكية والتي بدورها غذّت خسائر العملة التركية.
ووفق ما ذكره جيلارا، فإن أغلب فروع معهد "يونس إمره" أصبحت غير قادرة على سداد قيمة الإيجارات، وبدأ القائمون عليها الاستقطاع من تكاليف طعام العاملين، وتعليق جميع الفعاليات الثقافية، بسبب الأزمة الحالية التي تضرب بالاقتصاد التركي.
ولفت الرجل إلى أن البروفيسور شرف أتاش رئيس المعاهد كشف عن نفاذ الميزانية السنوية المخصصة للمعاهد في مايو/أيار الماضي، ما دفعه لوقف جميع الأنشطة التعريفية الخاصة بتركيا.
ووجه جيلارا حديثه لأبواق أردوغان قائلا في تحد على حسابه على موقع توتير: "على من يقولون إن تركيا لا تواجه أزمة اقتصادية أن يقرؤوا ما أكتبه هنا جيدا".
وتابع "لقد علمت أن أغلب الفروع لمعاهد يونس إمره (..) أوشكت من عتبة الإفلاس. وأن كثيرا من المؤسسات الاستراتيجية للدولة في الخارج تعاني من الفشل والعجز".
وأشار إلى أن إدارة المعاهد قررت عدم سداد قيمة إيجار أغلب فروعها في الخارج حتى عام 2019، بسبب عدم القدرة على السداد. منوها بأن جميع الأنشطة التعريفية الخاصة بتركيا أُوقفت إلى أجل غير مسمى، وأن عددا من نواب البرلمان يستعدون لتقديم مذكرات استجواب حول الموضوع.