في عالم تتسارع فيه وتيرة التغيرات العلمية والتكنولوجية، يبرز التطوير العلمي كركيزة استراتيجية أساسية لتحقيق تقدم المجتمعات ورسم معالم المستقبل.
فالعلم والمعرفة ليسا فقط محركين أساسيين للتنمية، بل هما من أدوات تحقيق التنافسية العالمية في مختلف القطاعات، ومن هنا تبرز المؤسسات التعليمية بوصفها منصات لبناء الكفاءات وتعزيز الابتكار، وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور الكبير الذي تلعبه جامعة أبوظبي، حيث تعد نموذجاً متقدماً ومتطوراً في هذا السياق، إذ استطاعت أن تجمع بين التميز الأكاديمي، والاعتراف الدولي، والرؤية الاستشرافية، وهو أمر نتمنى أن تحذو حذوه الجامعات العربية الأخرى.
اللافت أن جامعة أبوظبي تحظى باعتراف دولي مرموق، فقد نالت اعتمادات أكاديمية عالمية تُبرز جودة برامجها وتوافقها مع المعايير العالمية، وخلال زيارتي لهذه المؤسسة المتميزة، كان من الواضح مدى الجهود المبذولة لتوفير بيئة تعليمية متكاملة، تركز على بناء الكفاءات الوطنية والعالمية لمواكبة متطلبات العصر؛ حيث تقدم الجامعة مجموعة متنوعة من البرامج الدراسية المبتكرة، التي تغطي قطاعات واعدة كالذكاء الاصطناعي، وإدارة الأعمال، والقانون وغيرها من التخصصات المهمة مما يجعلها وجهة أكاديمية جاذبة للطلاب من مختلف أنحاء العالم.
إن ما يميز جامعة أبوظبي ليس فقط تنوع برامجها، بل تركيزها على تقديم تعليم يعكس احتياجات المستقبل؛ فعلى سبيل المثال، تقدم الجامعة برامج متخصصة في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، التي تعد الآن من أكثر التخصصات المطلوبة عالمياً، كما تركز برامج الهندسة على الاستدامة والابتكار التكنولوجي، بما يتماشى مع توجهات دولة الإمارات نحو تحقيق التنمية المستدامة، وليس هذا فحسب بل تتميز برامج إدارة الأعمال بتبني مناهج تعليمية متطورة تدمج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، ما يتيح للطلاب اكتساب مهارات قيادية تمكنهم من مواجهة التحديات العملية بثقة وكفاءة.
ولا تقتصر جهود الجامعة على التعليم فقط، بل تمتد إلى البحث العلمي وخدمة المجتمع؛ إذ تعمل على تأسيس شراكات استراتيجية مع مؤسسات حكومية وخاصة لتطوير حلول مبتكرة للتحديات المعاصرة، ومن خلال مراكز الأبحاث المتخصصة التي أنشأتها الجامعة، يتم تقديم دراسات وأبحاث تطبيقية تُسهم في تطوير قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة، والصحة، والتكنولوجيا ضمن جهود تعكس التزام الجامعة بأن تكون شريكاً فاعلًا في تحقيق التنمية الوطنية.
وبالطبع، تمثل جامعة أبوظبي جزءاً من رؤية أوسع لدولة الإمارات، التي تسعى لأن تكون مركزاً عالمياً للابتكار والمعرفة، وبدعم من القيادة الرشيدة، أصبحت الجامعة نموذجاً لمؤسسة تعليمية تسعى إلى تحقيق التميز في أبعادها كافة؛ فالتطوير العلمي الذي تقوده جامعة أبوظبي ليس مجرد استجابة لمتطلبات السوق، بل هو رؤية استراتيجية تهدف إلى تمكين الأجيال القادمة من امتلاك الأدوات والمهارات اللازمة لتحقيق التميز والمساهمة في بناء مجتمع معرفي متكامل.
إن ما تقدمه جامعة أبوظبي يجب أن يكون مصدر إلهام للمؤسسات التعليمية الأخرى، سواء داخل الدولة أو خارجها؛ فالابتكار الأكاديمي والاستثمار في البحث العلمي ليسا رفاهية، بل ضرورة لتحقيق تقدم مستدام في المجالات كافة، ولذلك، فإن دعم الجامعات الرائدة وتوسيع نطاق تأثيرها يجب أن يكون جزءاً أساسياً من أي استراتيجية تنموية؛ إذ تُظهر تجربة جامعة أبوظبي كيف يمكن للمؤسسات التعليمية أن تكون قاطرة للتطوير العلمي والاجتماعي من خلال التزامها بالجودة والابتكار لتمثل نموذجاً رائداً للمؤسسات التعليمية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة