تراجع جودة التعليم في تركيا.. 40% من الطلاب لا يفهمون ما يقرؤون
وزارة التربية والعليم التركية أجرت الدراسة على 112 ألف طالب بالصف الرابع في مدارس مختلفة بـ81 مدينة خلال العام الدراسي 2018-2019
كشفت دراسة أجرتها وزارة التربية والعليم التركية، مؤخرا، تدني مستوى التحصيل الدراسي لدى طلاب المدارس الابتدائية، وأوضحت النتائج فشل 40% من الطلاب في فهم ما يقرؤون بمادة اللغة التركية.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "برغون" التركية المعارضة، الأربعاء، أن وزارة التربية والعليم التركية أجرت الدراسة على 112 ألف طالب بالصف الرابع في مدارس مختلفة بـ81 مدينة خلال العام الدراسي 2018-2019، بهدف متابعة مدى استيعاب الطلاب لدروس اللغة والرياضيات والعلوم.
ووفق النتائج، فشل 40% من الطلاب في فهم ما يقرؤونه بمادة اللغة التركية وعجزوا عن شرح ما قرأوه، بينما واجه أكثر من نصفهم صعوبات في الاستنتاجات بمادتي الرياضيات والعلوم.
وأجاب 3.55% من الطلاب فقط عن أسئلة اختبار اللعة التركية التي تضمنت 6 أسئلة معرفة، و9 أسئلة فهم، في حين فشل 40% من الطلاب في كشف الأفكار غير المعلنة ضمن النص واستخدام الفهم المعتمد على المهارات.
حسب الموقع، تظهر النسب عجز نحو نصف الطلاب عن الاستنتاج في الأسئلة، إذ وجه لنحو 111 ألفا و742 طالبا 15 سؤال اختيار من متعدد بمواد الفيزياء والجيولوجيا والأحياء؛ لقياس مستوى الطلاب في المعرفة والتطبيق والاستنتاج.
وبلغ متوسط نسبة الإجابات الصحيحة عن الأسئلة نحو 64.90% فيما يتعلق بالمعرفة، و70.22% فيما يتعلق بالتطبيق، و61.40% فيما يتعلق بالاستنتاج.
في اختبار الرياضيات طُرح 15 سؤال اختيار من متعدد على 112 ألفا و322 طالبا لقياس مستوى الطلاب في المعرفة والتطبيق والاستنتاج، وبلغ متوسط نسبة الإجابات الصحيحة عن الأسئلة نحو 63.43% فيما يتعلق بالمعرفة، و59.25% فيما يتعلق بالتطبيق، و49.08% فيما يتعلق بالاستنتاج.
حسب عدد من التقارير الدولية، تعاني تركيا من غياب المعايير المحددة لجودة التعليم الجامعي، وعدم وجود قاعدة بيانات موثوقة وموضوعية في هذا الصدد.
هذا إلى جانب عدم مشاركة مجلس التعليم العالي بتركيا في إعداد قاعدة البيانات، رغم أنه المعني بكشف كل بيانات وتفاصيل الجامعات التركية، لكن بدلا من تقديمه معلومات موضوعية عن الأداء الأكاديمي للجامعات، يعتمد الأتراك على الإعلانات التلفزيونية واللوحات الإعلانية العملاقة والأساليب التسويقية، للتعرف أكثر على الجامعات التي ينوون الالتحاق بها.
وذكر خبراء أتراك، في وقت سابق، أن تراجع جودة التعليم الأكاديمي في أنقرة سببه عوامل عدة، فإضافة إلى هجرة العقول وعمليات التهجير الأكاديمي التي شهدتها البلاد منذ الانقلاب المزعوم صيف 2016، شهدت الجامعات تراجعا خطيرا في حرية الرأي والتعبير، إلى جانب بسط مجلس التعليم العالي سيطرته على الجامعات بشكل أحادي، وتركيز الجامعات الخاصة على الربح فقط وإهمال معايير الجودة التعليمية، علاوة على عدم خضوع الأكاديميين للتدريب اللازم، وتحميل الأكاديميين الشباب بأعباء ثقيلة على عاتقهم.
في 8 يناير/كانون الثاني، كشف ديوان المحاسبة التركي إغلاق 979 قسما علميا بالجامعات التركية خلال 2018، بسبب هروب الأساتذة والطلاب، مشيرا إلى تعطل العديد من الكليات والبرامج التعليمية نهائيا.
كما أغلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 15 جامعة تركية يعمل فيها 2760 أكاديميا، بذريعة انتمائها لجماعة رجل الدين فتح الله غولن، المتهم بتدبير المحاولة الانقلابية المزعومة في أنقرة، فضلا عن اعتقال العديد من الأكاديميين بالتهمة ذاتها أو الاكتفاء بفصلهم من مناصبهم في الجامعات الحكومية والخاصة.
ويوم 18 أغسطس/آب، كشفت بيانات صادرة عن مركز القياس والاختيار والتنسيب التركي (ÖSYM) أن هناك 2450 قسما بـ78 جامعة حكومية من أصل 122 جامعة بعموم البلاد، تخلو من أعضاء هيئة التدريس إما بشكل كلي أو جزئي.
ووفق ما ورد في بيانات المركز، فإن 273 قسما يخلو من الأكاديميين تماما سواء أكانوا أساتذة أو أساتذة مساعدين أو أعضاء هيئة تدريس حاصلين على دكتوراه (درجة تمنح للحاصل على الدكتوراه حديثا قبل ترقيته لدرجة مدرس)، كما أن هناك 1434 قسما يخلو من الأساتذة و743 آخر يخلو من الأساتذة المساعدين.
aXA6IDE4LjIxNy4yNTIuMTk0IA== جزيرة ام اند امز