مصر في 2023.. عام الانتخابات الرئاسية والقضاء على الإرهاب
حدثان بارزان شهدتهما مصر في 2023 كانا بمثابة ضربتين موجعتين لتنظيم الإخوان الإرهابي.
الحدث الأول هو الإعلان في يناير/كانون الثاني 2023 عن القضاء على الإرهاب في سيناء بعد 10 سنوات من محاربته، والثاني هو تنظيم الانتخابات الرئاسية في ديسمبر/كانون الثاني من العام ذاته، والتي راهن فيها تنظيم الإخوان على ضعف المشاركة الشعبية، إلا أنه كالعادة خسر الرهان، إذ أقبل المصريون على التصويت في الانتخابات بنسبة مشاركة تاريخية وغير مسبوقة في الاستحقاقات الانتخابية المصرية، بلغت 66.8%.
سيناء خالية من الإرهاب
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعلن في يناير/كانون الثاني الماضي، خلال الاحتفال بعيد الشرطة أن مصر نجحت في القضاء على الإرهاب بسيناء بعد حرب استمرت 10 سنوات، منذ أن قرر الشعب المصري الثورة على نظام الإخوان في 30 يونيو/حزيران 2013، ليرد التنظيم بأعمال إرهابية غير غريبة عنه.
وأعلن السيسي في الاحتفالية ذاتها، أنه سيتم تنظيم احتفالية كبيرة في الشيخ زويد "وسط شمال سيناء"، بمناسبة القضاء على الإرهاب.
وعلى مدار العام كله، نظمت الحكومة المصرية عدة زيارات لمسؤولين مصريين في مقدمتهم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى إعلاميين محليين وأجانب وفنانين ورجال أعمال إلى سيناء للوقوف بأنفسهم على استقرار الأوضاع في "أرض الفيروز" الغالية على نفس كل مصري.
وتشهد أرض سيناء حالياً العديد من المشروعات التنموية، ومنها إعادة البنية التحتية والمرافق الكاملة لمدن سيناء.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، كانت طائرة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي هي أول طائرة تهبط في مطار العريش منذ 2017.
الرئيس السيسي خلال الاحتفال بعيد الشرطة في مطلع 2023، أكد أنه قبل 8 سنوات لم يكن ممكنا القيام بهذه الزيارات أو الاحتفالات في العريش ورفح، ولكن بفضل جهود محاربة الإرهاب أصبح ذلك ممكنا.
وزير الداخلية المصري اللواء محمود توفيق كشف من جانبه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن أن الشرطة قدمت 1194 شهيدا وأكثر من 22 ألف مصاب في فترة الحرب على الإرهاب، مشيرا إلى أنه خلال عامي 2013 و2014 شهدت مصر 260 عملا إرهابيا، استهدفت كل مرافق الدولة، ومن بينها مقار ومنشآت وزارة الداخلية، وشهدت محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم في ذلك الوقت.
وأكد اللواء توفيق أنه "ثبت من خلال عمليات المواجهة خلال تلك الفترة أن جماعة الإخوان تمثل العقل المدبر للعمليات الإرهابية، وهي الحاضن للفكر المتطرف على المستويين المحلي والإقليمي".
وكشف عن أن الحالة الأمنية خلال عام 2013 كانت تمثل موقفا أمنيا شديد الخطورة يضع الدولة على المحك، مضيفا أنه "كان هذا الوضع كفيلا بأن تنكب أي دولة على نفسها، ولكن قرار الدولة وقتها كان التصدي للإرهاب والجريمة الجنائية واستعادة الأمن".
القضاء على الإرهاب مثل ضربة كبيرة لتنظيم الإخوان الإرهابي الذي دأب على التشكيك عبر أبواقه الإعلامية التي تعمل من خارج مصر على توجيه اللوم لأجهزة الأمن والجيش على تلك الضربات، بالإضافة إلى التنصل منها.
الانتخابات الرئاسية
الحدث الثاني البارز في 2023، كان تنظيم الانتخابات الرئاسية في آخر شهور العام.
تلك الانتخابات التي راهن تنظيم الإخوان الإرهابي على أنها ستشهد إقبالا ضعيفا بسبب الأوضاع الاقتصادية وما زعموا أنه سخط شعبي على الحكومة بسبب ارتفاع الأسعار، إلا أنه كالعادة وجه المصريون صفعة جديدة للإخوان بالمشاركة غير المسبوقة في تلك الانتخابات.
بدأت إجراءات الانتخابات قبل اندلاع الحرب في غزة، وتقدم للترشيح فيها 4 مرشحين، هم الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورية، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الاجتماعي الديمقراطي، وعبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد.
وشهدت فترة جمع التوكيلات محاولات من شخصيات معارضة الحصول على 15 ألف توكيل من المواطنين للترشح، كما ينص الدستور وقانون الانتخابات، إلا أنهم فشلوا ومن بينهم النائب السابق أحمد طنطاوي.
ومع اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتحد المصريون خلف قيادتهم السياسية، وأعربوا عن تأييدهم لقرارات الرئيس السيسي بشأن غزة، سواء برفض تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، أو إصراره وتأكيده ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى قطاع غزة.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي خرج المصريون في مظاهرات حاشدة في عدة محافظات للإعراب عن وقوفهم خلف الرئيس السيسي وتفويضه فيما يراه مناسبا إزاء الحرب في غزة، وهو ما يمكن اعتباره تصويتا مبكرا للرئاسيات، حسمه الرئيس السيسي لصالحه.
ومع حلول أيام الانتخابات في الخارج (1 و2 و3 ديسمبر/كانون الثاني) والداخل (10 و11 و12 ديسمبر/كانون الثاني) تدفق المصريون على صناديق الاقتراع، ليبلغ عدد من أدلوا بأصواتهم 44 مليونا و777 ألفا و668 ناخبا بنسبة مشاركة بلغت 66.8%.
وفاز الرئيس السيسي بولاية جديدة بعد حصوله على نسبة 89.6 % بعد أن صوت لصالحه 39 مليونًا و702 ألف و451 ناخبا، وحل حازم عمر ثانيا بنسبة4.5% بعد أن صوت له 1 مليون و986 ألفا و352 ناخبا، وجاء فريد زهران في المركز الثالث بعد حصوله على 4% بعد أن صوت له 1 مليون و776 ألفا و952 ناخبا وفي المركز الرابع والأخير جاء عبد السند يمامة بنسبة 1.9 % بعد حصل على أصوات 822 ألفا و606 ناخبين.
ولم تغب حرب غزة عن المشهد الانتخابي بمصر، إذ إن الرئيس السيسي أكد في أول كلمة متلفزة بعد فوزه أن التصويت "اصطفاف المصريين كان تصويتا للعالم كله من أجل التعبير عن رفضهم للحرب غير الإنسانية في غزة، وليس لمجرد اختيار رئيسهم لفترة رئاسية، في مشهد حضاري تضافرت فيه جهود الدولة -حكومة وشعبا- ليخرج بهذا المظهر المشرف الذي لم يشهد أي تجاوزات أو خروقات أمنية على الرغم من هذه الحشود غير المسبوقة".
وأكد السيسي أن "الحرب في غزة تتطلب بذل كافة الجهود لوقفها، لخطورتها على الأمن القومي المصري وعلى القضية الفلسطينية".