مصر تسعى لتكامل عربي - أفريقي أوسع عبر "ملتقى الشباب بأسوان"
الملتقى يبحث أبرز التحديات التي تواجه القارة الأفريقية والمنطقة العربية بمشاركة مئات الشباب من الجانبين وشخصيات عالمية رفيعة.
تكريساً للاهتمام المصري اللافت بعلاقتها الأفريقية والمتزامن مع ترؤسها الاتحاد الأفريقي عام 2019، تسعى مصر إلى تحقيق تكامل عربي-أفريقي أوسع، من خلال استضافتها لـ"ملتقى الشباب العربي الأفريقي" الأول في مدينة أسوان (جنوب البلاد)، خلال الفترة من 16 إلى 18 مارس/آذار الجاري، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ويبحث الملتقى أبرز التحديات التي تواجه القارة الأفريقية والمنطقة العربية، بمشاركة مئات الشباب من الجانبين، وشخصيات عالمية رفيعة.
وقال خبراء، لـ"العين الإخبارية"، إن الملتقى "فرصة لاستكشاف أبعاد جديدة في العلاقات الأفريقية-العربية"، كما أنه "يعكس حجم التغير الحادث في النظرة المصرية لطبيعة علاقاتها مع القارة السمراء في السنوات الأخيرة، في ظل إدراك متزايد للقيادة السياسية بأهمية الدائرة الأفريقية لمصر".
وأعلن السيسي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أسوان "عاصمة للشباب الأفريقي" لعام 2019، في إطار فعاليات مصرية مكثفة، بمناسبة تسلم الرئيس السيسي رئاسة قمة الاتحاد، مطلع فبراير/شباط الماضي.
ويحظى الملتقى باهتمام رسمي كبير في مصر، حيث تشهد أسوان استعدادات تنظيمية وأمنية غير مسبوقة في ظل رغبة مصرية لتأكيد حضورها الأفريقي.
ويقول اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية: "الدولة بكل وزاراتها تعمل للخروج بالملتقى بصورة تليق باسم مصر، بعد تولي الرئيس السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي".
أجندة شاملة
ويعكس جدول أعمال الملتقى آمال شعوب المنطقة وأفريقيا في تحسين الأحوال المعيشية في بلادهم، وبينما تقام فعالية بمناسبة تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، تبدأ المناقشات بجلسة "آفاق جديدة"، يتم خلالها طرح مجموعة من الرؤى المبتكرة لتحقيق التكامل العربي - الأفريقي في مواجهة التكتلات الاقتصادية العملاقة في العالم، وكيفية تحقيق التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف المجالات خاصة مع القرب الجغرافي والرغبة المشتركة في تحقيق التقدم وتحديث المجتمعات لتبوأ مكانة لائقة على الخارطة العالمية.
ووفقا لجدول أعمال الملتقى، فإن النقاشات تشمل جلسة تحت عنوان "مستقبل البحث العلمي وخدمات الرعاية الصحية"، وكذلك قضية "وادي النيل ممر للتكامل الإفريقي والعربي"، وأهمية جذب الاستثمارات وإقامة مشروعات تنموية كبرى خاصة في مجالات البنية التحتية، ودور الشركات المصرية في تنفيذ هذه المشروعات التي تشمل تطوير الموانئ والمطارات والطرق والطاقة الكهربية.
كما تشمل الجلسات مناقشة "أثر التكنولوجيا المالية والابتكار على أفريقيا والمنطقة العربية"، ومن المقرر أن تُعرض تجربة مصر في مجال البنية الرقمية والمعلوماتية، والاستعداد لدخول مصر لعصر المدن الذكية، فضلا عن ورشة عمل بعنوان "تنفيذ أجندة الشباب والأمن والسلم في منطقة الساحل" التي تركز على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقتين العربية والأفريقية باعتبارهما شرطين أساسيين لتحقيق النمو الاقتصادي وجذب السياحة والاستثمار.
فرصة واعدة
ويرى أحمد أبوعلي، الباحث بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية ودول حوض النيل بجامعة أسوان، أن انطلاق ملتقى الشباب العربي - الأفريقي في نسخته الأولى بأسوان، "يبلور ويوضح حجم الاهتمام المصري بالقارة الأفريقية خلال الـ4 سنوات الماضية، بداية حكم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وكذلك في ظل ترؤس مصر للاتحاد الأفريقي في دورته الحالية.
وأكد الرئيس السيسي، في ختام منتدى أفريقيا بشرم الشيخ، ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن بلاده "عادت للوجود المؤثر والفعال على الساحة الأفريقية بهدف التعاون والتعمير والبناء لصالح الأشقاء الأفارقة انطلاقاً من الثوابت الرئيسية لسياسة مصر تجاه الدول الأفريقية"، كما أعلن حزمة إجراءات تضمن وجوداً فعالاً لمصر بين أبناء القارة.
وقال أبوعلي لـ"العين الإخبارية" إن "الملتقى فرصة جيدة للغاية لتسريع وتيرة العلاقات المصرية - الأفريقية على جميع المجالات والأصعدة"، مشيرا إلى أن "الأهم الآن هو كيفية استغلال هذا الملتقى الشبابي لاستعادة دور مصر الريادي".
وأشار الخبير في الشؤون الأفريقية إلى أن "تخصيص هذا الملتقى للشباب المصري والأفريقي والعربي يعد نقلة نوعية في مسيرة العلاقات الأفريقية-العربية، باعتبار أن هؤلاء الشباب سيسرعون من وتيرة هذه العلاقات كونهم المحرك الرئيسي داخل دولهم".
وتابع: "هذا الملتقى يعكس حجم التغير الحادث في النظرة المصرية لطبيعة علاقاتها مع قارتها الأفريقية، ومدى إدراك القيادة السياسية المصرية لأهمية الدائرة الأفريقية في كل المجالات للدولة المصرية، وهو ما يتضح جليا من خلال تلك الملتقيات التي من شأنها أن تنعكس بالإيجاب على العلاقات المصرية الأفريقية بشكل خاص".
حوار حضاري
من جهته، أكد الشيخ هارون أبوبكر، باحث الدراسات العليا في جامعة الأزهر، من دولة غانا، أن الملتقى "فرصة مهمة لحوار حضاري بين الشباب العربي والأفريقي، في ظل تحديات مشتركة يعاني منها الجانبان، وقواسم يمكن البناء عليها في وضع رؤية مستقبلية للحوار".
وأوضح هارون لـ"العين الإخبارية" أن "اللقاء شيء مثمر يحدث للمرة الأولى، كما أن كل المواضيع المقرر طرحها، مثل الإرهاب والبطالة وغيرها من القضايا، هي أمور يمكن للشباب أن يقدموا رؤيتهم للقادة للاستفادة بها في بلدانهم، كون أنهم المعنيون بالقرارات الصادرة في النهاية".
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xODAg جزيرة ام اند امز