"سبايدر مان" المصري يروي لـ"العين الإخبارية" قصة إنقاذ أسرة من النيران
الشاب المصري تسلق "مواسير" المبنى لينقذ الأسرة المكونة من 4 أفراد من لهيب النيران.
"جهاد يوسف زكي".. شاب مصري يحمل اسما يشبه ما فعله مطلع الأسبوع الجاري، عندما "جاهد" نفسه فضلا عن النيران واحتمالية سقوطه من أعلى بتسلقه بخفة ورشاقة "مواسير" مبنى سكني بالعاصمة المصرية القاهرة لإنقاذ أسرة من الحريق.
كانت البداية عندما وقع ماس كهربائي في شقة بمبنى سكني في منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة، متسببا في اشتعال النيران في أريكة بالمنزل فظنت صاحبة المنزل "نيرة محمد" التي تعيش مع والدها وطفليها أن بإمكانها السيطرة على الحريق ولكنها قررت في البداية إبعاد طفليها عن النيران.
وتنفيذا لهذا القرار وضعت نيرة طفليها في شرفة شقة أقاربها العلوية وأغلقت باب الشرفة لحمايتهما بينما تستطيع التركيز مع والدها في إطفاء الحريق المندلع في شقتهما.
وقال جهاد لـ"العين الإخبارية" إن السيدة عندما كانت على وشك البدء في إطفاء الحريق بالماء ولكن عندما ازداد حجم النيران عكس تخيلها دخلت هي ووالدها شرفة شقتهما وأغلقت الباب عليهما أيضا.
وبينما أصبح الحريق خارج السيطرة، كان الشاب العشريني جهاد يقف في ورشة صديقه، على بُعد خطوات من المبني السكني الذي شهد الحادث الأليم، وأثناء وقوفه سمع جهاد أصواتا مرتفعة كان يظنها في البداية شجارا ولكن سرعان ما وجد رجلا يركض معلنا اندلاع الحريق.
وفي بداية الأمر ظن جهاد أن الحريق ليس بالضخم، ولكنه شاهد دخانا متصاعدا وسمع صرخات استغاثة نيرة، فما كان من جهاد إلا أن اتخذ قرارا شجاعا بأن يصعد على "مواسير" المبنى السكني بنفس طريقة "سبايدر مان" الشهيرة؛ لإنقاذ الأسرة المكلومة من لهيب النيران، وتمكنت كاميرا إحدى الهواتف المحمولة من تصوير عملية الإنقاذ لينتشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح جهاد لـ"العين الإخبارية" أنه صعد سلم المبنى راكضا نحو الشقة المحترقة، ولكن النيران كانت تلتهم باب الشقة وتمنع مرور أحد، فهبط إلى الأسفل مجددا بحثا عن سلم ليصعد إلى الشرفة ولكن لم يجد، فنفّذ في ثوانٍ القرار الجريء بالصعود على "مواسير" المبنى السكني وإنزال السيدة ثم والدها ثم ابنتها ثم ابنها.
وأشار جهاد (26 سنة) إلى أن الطفل كان أسرع من تمكن من إنزاله إلى الأسفل؛ خوفا عليه؛ لأن الطفل (6 سنوات) كان في حالة صحية سيئة للغاية نتيجة استنشاقه الدخان، مشيرا إلى أن الجيران أيضا كانوا يحاولون إطفاء الحريق بلا نتيجة بينما يحاول هو إيجاد حل لمشكلة الأسرة العالقة وسط لهيب النيران.
"بالطبع".. هكذا أجاب جهاد عندما سألناه عما إذا كان سيقدم على تكرار هذه التجربة مرة أخرى إذا حدثت أمامه، قائلا: "طالما ربنا مديني صحة سأكرر التجربة.. هذا واجب عليّ".
وأشار جهاد، الذي يعمل نجارا في قسم الصيانة بأحد الفنادق المصرية، إلى أن أهله وزملاءه يشعرون بالفخر، مضيفا أن أكثر ما أسعده هو الدعاء الذي انهال عليه وخاصة دعاء "ربنا يحرم النار على جسدك"؛ لأن الناس تخشى نار الدنيا "فما بالنا بنار الآخرة كيف ستكون؟".
ويبدو أن قلب جهاد المحمل بحب الخير للغير لم يكتفِ بشجاعته في إنقاذ هذه الأسرة من لهيب النيران، وإنما مساعدتهم أيضا، فيقول لـ"العين الإخبارية" إن ما يتمناه هو تقديم العون لهذه الأسرة المنكوبة التي فقدت كل شيء بعد الحريق.
وبعد انتشار فيديو إنقاذ جهاد للأسرة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث أشاد المستخدمون بشجاعته وجرأته رغم خطورة الصعود على مواسير الغاز الطبيعي، كرّم محافظ القاهرة خالد عبدالعال الشاب المصري جهاد، ومنحه درع المحافظة وشهادة تقدير؛ نظرًا لشجاعته وعمله البطولي.
وقال المحافظ إن جهاد نموذج للشاب المصري الذي يتميز بالشهامة والعطاء بلا حدود والاستعداد للتضحية بنفسه من أجل الآخرين، موجها التحية لوالديه وأسرته لتنشئته على حب ومساعدة الآخرين، مقدما أيضا الشكر لأهالي الزاوية الحمراء؛ لوقوفهم بجانب الأسرة التي تعرضت شقتها لاندلاع النيران، كما كلف بعمل اللازم لترميم الشقة المتضررة بالتنسيق مع مديرية التضامن الاجتماعي.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز