خبراء: مبادرة "النفق المظلم" إفلاس ومناورة إخوانية
خبراء سياسيون، يفسرون إصرار جماعة الإخوان الإرهابية على تحدي الشعب المصري، ورفض إرادته بالحديث عن عودة المخلوع محمد مرسي.
اتفق محللان سياسيان، على أن طرح جماعة الإخوان الإرهابية، لمبادرة جديدة للخروج مما اعتبرته "النفق المظلم" بمصر تتضمن إجراء انتخابات رئاسية جديدة، يدعو لها رئيسها المعزول محمد مرسي، يؤكد إفلاس الإخوان سياسيًا، واستمرارهم في المناورة ومحاولة للإمساك بمنتصف العصا.
وطرحت جماعة الإخوان الإرهابية مبادرة، لم تختلف عن سابقتها، تتضمن إجراء انتخابات رئاسية جديدة، يدعو لها محمد مرسي، بعد أن يعود على رأس حكومة ائتلافية يتم التوافق عليها من القوى الوطنية لمدة محددة وكافية، يتم خلالها تهيئة البلاد لإجراء هذه الانتخابات.
لكن أحد الخبراء رأى أن الإخوان بالحديث عن عودة مرسي تخاطب الداخل الإخواني، وليس المجتمع المصري أو الدولة المصرية، لوقف حالات الانشقاق والتشرذم التي طالت التنظيم، فيما قال المحلل الثاني، إن الإخوان يحاولون المناورة من جديد، للتفاوض من خلال رفع سقف المطالب.
واتفق معه خبير نفسي مصري حيث أكد أن الجماعة تعاني من "حالة سيكوباتية"، فهي تدرك أن الحديث عن عودة مرسي انتهى، لكنها تحاول رفع سقف مطالبها للدخول في تفاوض مع الدولة المصرية، ولا تستطيع تغيير خطابها وتجاوز مرسي خشية خسارة المنتمين لها.
عودة مرسي
وقال طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري لـ"العين الإخبارية" إن :"حديث الإخوان عن الخروج من النفق المظلم من خلال عودة مرسي، "أمر مثير للشفقة لأن الجماعة يبدو وكأنها أصابها الجنون ويتحدثون عن زمن آخر، فلا يدركون أن مصر تجاوزتهم وتجاوزت مبادرتهم".
وشدد الخولي على أن الشعب المصري الذي تتحدث الجماعة الإرهابية عن شرعيته نزل إلى الشوارع ليعزل مرسي قبل أن ينهار الوطن وتقع حرب أهلية.
وأضاف الخولي:" لا أفهم كيف يتصرف الإخوان وكأن شيئًا لم يحدث، وكأن ثورة لم تندلع، وكأن شعبًا لم يلفظهم.. هم على الأغلب لديهم تأخر في ساعتهم البيولوجية ولا يعترفون بإرادة المصريين".
لكن مختار نوح، الخبير في الحركات الإسلامية، قال إن الإخوان يعيدوا مناوراتهم في التفاوض، من خلال رفع سقف المطالب للحصول على ما هو أدنى، مشيرًا إلى أن بيان الإخوان موجه للداخل أيضًا، لإعلان ضرورة التفاوض مع الدولة المصرية.
وأوضح نوح أن مبادرة الإخوان خرجت من أحد أجنحة الإخوان، بعد خلافات بين القيادات التنظيمية والمتعاملين معهم من عناصر إخوانية تقبع خلف السجون في جرائم عنف وانتماء لجماعة محظورة، حيث يرى الفريق الثاني ضرورة الخروج مما يسموه " النفق المظلم" الذي وضعهم فيه التنظيم الإرهابي.
تاريخ الإخوان الأسود
ورغم أن الجماعة الإرهابية عنونت بيانها بـ"تعالوا إلى كلمة سواء وطن واحد لشعب واحد"، غير أن الخبراء أجمعوا على أن الإخوان يحاولون تزوير الحقائق التاريخية، التي تؤكد عملهم لصالح جماعتهم الإرهابية، بعيدًا عن مصلحة المصريين.
وقال طارق الخولي، إن:"الحديث عن وطن واحد لشعب واحد مسألة تدعو للسخرية، فعلى مدار السنوات الماضية لطالما حثت الجماعة الوطنية المصرية، الإخوان على تبني الروح الوطنية وأن تسبق مصلحة الوطن أي مصلحة أخرى، لكن جاءت تصرفات الإخوان لتحمل تاريخا أسود من الخروج عن النسيج الوطني، ومراعاة مصلحتهم فحسب، وليس أدل على ذلك من تعامل رئيسهم لصالح جماعة واحدة، فلم يكن رئيسا لكل المصريين، وإنما لجماعته فقط".
سيكوباتية الإخوان
بدوره قال جمال فرويز ، خبير الطب النفسى، لـ"العين الإخبارية" إن :"مبادرة الإخوان تثبت استمرار سيكوباتية الإخوان الذين يتحدثون عن مصلحة المصريين وهم يكرهون ويكفرون المجتمع بأسره".
وأضاف أن المبادرة ما هي إلا تعبير عن حالة عداء شديد مع الدولة، خاصة مع رفع مطالبهم باختيار حكومة ائتلافية يقودها المعزول.
وكشف فرويز عن العديد من الإخوان يعانون نفسيًا بسبب عدم تصالحهم مع الجماعة من جهة، ومع المجتمع من جهة أخرى، فنتج عن ذلك حالة كراهية وحقد شديد، وعدم قدرة على التصالح، فكيف بمصالحة وطنية كما يدعون.
واتفق مع فرويز كل من الخولي ونوح، بشأن الحالة النفسية التي يعاني من الإخوان، بعدما قام عليهم الشعب المصري، ورفض حكمهم، لذا فهم يبحثون عن مخرج في محاولة بائسة من خلال طرح أسلوب تفاوضي يرفعون فيه سقف المطالب، بحسب فرويز.
خطاب داخلي ولقطر وتركيا
"خطاب داخلي وموجه بشكل أساسي لقطر وتركيا"، هكذا رأى النائب المصري طارق الخولي المبادرة الإخوانية، رافضا تسميتها بمبادرة.
وقال الخولي إن: "الهزل الصادر عن الإخوان في صورة بيان ما هو إلا خطاب داخلي لأعضاء الجماعة أكثر منه للمجتمع المصري، يحاول التنظيم من خلاله الحفاظ على تماسك التنظيم الذي انفرط عقده، كما يحاولون أن يدعوا قوة لم تعد موجودة لديهم أمام لدى بعض القوى الدولية والإقليمية التي استخدمتهم من قبل لاستهداف الدولة، وهم قطر وتركيا، أصحاب الأجندات المضادة للدولة المصرية".
وخلص الخولي إلى أن هذا الخطاب لن يكون له صدى في أوساط المصريين أو بقية الشعوب العربية أو المجتمع الدولي، خاصة أن العالم توصل إلى حقيقة الإخوان وأن التنظيم الإخواني هو أم التنظيمات الإرهابية، بل وهو المصدر الرئيسي للتكفير والتطرف في المنطقة.