هلع بين إخوان مصر الهاربين للسودان.. مطلوبون أمنيا ومكروهون مجتمعيا
توقع خبيران في الشأن السوداني هروب عناصرها ممن فروا إلى الخرطوم في أعقاب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، خارج البلاد في الفترة المقبلة.
يعيش فلول عناصر جماعة الإخوان الإرهابية الهاربون من مصر إلى السودان حالة من الهلع بعد سقوط نظام الرئيس عمر البشير إثر احتجاجات شعبية استمرت نحو 4 شهور.
وتوقع خبيران في الشأن السوداني هروب عناصرها ممن فروا إلى الخرطوم في أعقاب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، خارج البلاد في الفترة المقبلة، بعد "لفظهم" من المجتمع، وتصاعد مشاعر الكراهية ضد تيار الإسلام السياسي بشكل عام، والإخوان بشكل خاص.
وأكدوا، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن مصير الحركة الإسلامية (النسخة السودانية من تنظيم الإخوان المسلمين الدولي) في البلاد لا يزال مجهولا وغامضا، في أعقاب إعلان وزير الدفاع السوداني، الفريق أول عوض بن عوف، الخميس، عزل الرئيس عمر البشير، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي للحكم بالسودان لمدة عامين.
وقال وزير الدفاع السوداني، في خطاب متلفز للشعب، أمس، إنه تم اقتلاع نظام عمر البشير واعتقاله في مكان آمن (لم يحدده)، ووقف العمل بالدستور وإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر تجوال بالبلاد لمدة شهر.
ومنذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، يشهد السودان مظاهرات متواصلة ضد للحكومة، اندلعت في بدايتها، بسبب ارتفاع الأسعار ونقص السيولة النقدية، قبل أن تتطور لاحقا إلى احتجاجات تطالب برحيل الرئيس البشير الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما.
وعقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 2013 إثر احتجاجات شعبية، هرب المئات من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية وشبابها إلى الخارج وتمركز غالبيتهم في قطر وتركيا والسودان.
كراهيتهم تتصاعد
هاني رسلان، رئيس بحوث السودان وحوض النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (حكومي)، لم يستبعد هروب عناصر وقيادات من جماعة الإخوان المصريين الموجودين في السودان، خارج البلاد، بعد أن "أصبحت الظروف غير مواتية لوجودهم".
وأرجع رسلان ذلك إلى "مشاعر الكراهية المتصاعدة" في الشارع وداخل المجتمع السوداني ضد الإخوان.
أضاف: "أصبح الموقف معقدا للغاية بالنسبة للإخوان المصريين في السودان، حيث يعيشون حاليا حالة فزع ورعب كبيرة، بعد أن كانوا يقيمون ويتحركون تحت رعاية الأجهزة الأمنية".
وحول تقديره لأعداد الإخوان المصريين، قال إن هذه المعلومات تخص الأجهزة الأمنية، لكنهم على قسمين؛ الأول يتبع القادة القدامى في الجماعة، والثاني مجموعات شبابية انخرطت في العنف وشكلت لاحقا مجموعات حركة حسم الإرهابية وغيرها.
وأشار إلى أن العلاقة بين المجموعتين ليست جيدة على الإطلاق، وأن عدد من يتبعون تيار العنف قد يصل إلى بضع مئات.
ورأى رئيس بحوث السودان في مركز الأهرام أن الموقف في الخرطوم لم يحسم بعد، حيث إن بيان وزير الدفاع ربما يحمل في طياته التخلص فقط من الحمولة الزائدة المتمثلة في البشير وحكومته؛ بسبب تصاعد المظاهرات والمطالب الدولية بمحاكمة الأخير".
وحذر في هذا الصدد من محاولات إعادة انتاج نفس النظام تحت لافتات جديدة، قد تأخذ شكل أحزاب أو تجمعات بأسماء جديدة.
وقال رسلان: إن الأزمة ما زالت تتفاعل، وفي ظل استمرار المعطيات الحالية فقد تتطور الأمور وتفضي بالسودان إلى سيناريوهات خطرة؛ ومن ثم فإن مستقبل الحركة الإسلامية (المكون الرئيسي للحزب الحاكم في السودان) غير واضح ولا يزال غامضا.
وتابع: "وإزاء هذه المخاوف، جاء رفض تجمع "المهنيين السودانيين" البيان الأول للجيش، وطلب من المحتجين عدم مغادرة الشارع".
مصير غامض
أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (حكومي)، قالت إنه من المبكر معرفة تأثير ما جرى على مصير تيار الإسلام السياسي في السودان.
وأضافت أنه غير معروف ماذا سيحدث بالضبط على الساحة السودانية، بعد إزاحة البشير، خاصة مع تزايد المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، رغم عزل البشير.
وشاركت الطويل، مخاوف "رسلان" بشأن السيناريوهات المتوقعة لتطورات الأحداث بالخرطوم، قائلة: "التطورات ستكون خطيرة في حال الاعتداء على المتظاهرين تحت مزاعم قانون الطوارئ.
وطالب تجمع المهنيين السودانيين، الخميس، الشعب بالاستمرار في التظاهر والمقاومة السلمية. ودعا التجمع، في بيان له، جموع الشعب السوداني إلى ضرورة الالتزام بالسلمية أثناء التظاهر والاعتصام.
وفرض الجيش السوداني حظرا للتجوال يبدأ من العاشرة مساء (20.00ت.غ) حتى الرابعة صباحا (2.00 ت.غ) من كل لمدة 3 شهور.
وصعد موالون للإسلام السياسي في السودان لسدة الحكم في السودان، عام 1989 بعد تنفيذهم انقلابا عسكريا على الحكومة الديمقراطية الشرعية التي كان يرأس مجلس وزرائها الصادق المهدي، وتوترت علاقتهم مع الشعب عقب تسببهم في أزمات سياسية واقتصادية وأمنية في البلاد.
aXA6IDMuMTYuMTM1LjIyNiA= جزيرة ام اند امز