هل يجد طريقه للنور قريبا؟.. مطالبات في مصر بمتحف "متجول" لجرائم الإخوان
حمل مؤتمر على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، إحدى التوصيات بإنشاء متحف متجول لتعريف المصريين بجرائم تنظيم الإخوان الإرهابي.
فقد أوصى المشاركون في مؤتمر "انتصار الهوية المصرية.. دراسة وتوثيق جرائم الإخوان"، الذي عقد ضمن فعاليات الدورة الـ53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، بتأسيس "متحف قومي لتوثيق وعرض جرائم تنظيم الإخوان الإرهابي"، تنبثق منه معارض تنتشر في أنحاء مصر للتوعية بجرائم التنظيم.
وعقد المؤتمر في القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس الأحد، ضمن البرنامج الثقافي للمعرض، برئاسة هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ومشاركة عدد من النواب والإعلاميين والمثقفين، الذين وثقوا عددًا من جرائم جماعة "الإخوان" الإرهابية.
واستعرض الدكتور أحمد بهي الدين، نائب رئيس الهيئة المصرية للكتاب، في ختام فعاليات مؤتمر "انتصار الهوية المصرية" عددا من توصيات المؤتمر، قائلا إنها تضمنت؛ الدعوة إلى مؤتمر دولي تستضيفه مصر يناقش علاقة الإرهاب بالخطاب الديني المتطرف في كل الديانات، وتحديث قواعد البيانات الخاصة المرتبطة بالجماعات المتطرفة وأفكارها.
ومن بين التوصيات تأسيس متحف قومي لتوثيق وعرض جرائم جماعة الإخوان، تنبثق منه معارض تنتشر في أنحاء مصر للتوعية بجرائم التنظيم، ودعوة الباحثين والمفكرين من الدول العربية للمشاركة في النسخة القادمة من المؤتمر.
قصة المتحف
وفي تعليقه على التوصية بتدشين متحف قومي لجرائم الإخوان، لم يستبعد الإعلامي والبرلماني المصري مصطفى بكري، الذي شارك في المؤتمر، تأسيس المتحف على أرض الواقع، قائلا في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "من الوارد التنفيذ جدا خلال الفترة المقبلة والأمر بيد وزارة الثقافة".
وحول أهمية تأسيس متحف لجرائم الإخوان، أكد بكري، أن "الأمر هام لأنه يرتبط بذاكرة الناس التي يجب أن يظل بها بشكل دائم جرائم الإخوان ضد الدولة المصرية"، موضحا، أنه "من الضروري وجود متحف يضم القضايا والأحكام والشهادات الموثقة المتعلقة بجرائم الإرهاب وصور الشهداء والمصابين، والمنشآت التي تم الاعتداء عليها؛ حتى يظل في ذاكرة الناس الجرائم التي تم ارتكابها".
ونبه عضو مجلس النواب المصري على أن "المتحف هام جدا للتوثيق، حيث إن الجماعة بما تمتلكه من أدوات إعلامية تسعى لتقديم نفسها كضحية، لكنها في حقيقة الأمر خرجت عن الجماعة الوطنية وارتكبت جرائم عنف وإرهاب".
وكشف "بكري" عن قيامه في الوقت الحالي بإعداد كتاب يوثق حوادث الإرهاب التي جرت في الفترة الماضية من خلال الاستعانة بالقضايا والأحكام التي صدرت خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أنه عرض الأمر على رئيس الهيئة العامة للكتاب، ورحبت بالأمر، على أن تكون هناك وثائق حقيقية للقضايا التي تم البت فيها مع تحليل مضمون القضايا وأبعادها والشهداء الذين سقطوا فيها.
خلط الدين بالسياسة
وخلال جلسة مؤتمر "انتصار الهوية المصرية"، قال بكري، إن "هناك تحديا حقيقيا لحماية الهوية المصرية والعربية من ممارسات هذا التيار المتطرف، خاصة أن المتتبع لتاريخ الجماعة منذ تأسيسها عام 1928 في مصر، أو تأسيس أفرع وأحزاب لها في دول عربية أخرى، يجد أنها بدأت بمنطق دعوة إسلامية، لكن هذا لم يستمر طويلًا، وأعلنت الجماعة في مؤتمرها العاشر عام 1938 التحول إلى الدعوة السياسية، لتبدأ منذ هذه اللحظة في خلط الدين بالسياسة، ويتغير سلوكها إلى العنف والقتل وبث روح الفرقة".
واستشهد البرلماني المصري بقيام الإخوان، بعد وصولهم إلى الحكم في مصر، بممارسة الإقصاء والعزل السياسي، إضافة لممارسة الإرهاب الفكري على الشعب، ومحاولة دفع البلاد إلى الهاوية وتجريدها من هويتها الأصيلة.
وخلال الندوة، ووفقا لما ذكره الموقع الرسمي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أشاد الدكتور محمد الباز، رئيس مجلس إدارة وتحرير صحيفة الدستور، بفكرة تنظيم مؤتمر انتصار الهوية، لأن موضوعه قضية مهمة ومُلحة، ونواجه خطرًا كبيرًا بشأنها.
"الاحتلال الإخواني"
وقال الباز إن كثيرين يُلقون بسؤال مضلل ومغرض هو: "لماذا تربطون أي خطأ أو حدث بجماعة الإخوان.. فين همّ الإخوان؟" (أين هم الإخوان)، لكن هؤلاء يتناسون أننا أمام تنظيم دولي له فروعه وأفكاره وداعموه، ويحاول طوال الوقت الوصول إلى الحكم، أو الاحتلال الإخواني كما وصفته المستشارة الراحلة تهاني الجبالي.
وأضاف أن جموع المصريين الذين خرجوا في 30 يونيو/حزيران 2013، أدركوا ما ترتكبه جماعة "الإخوان" من ممارسات تستهدف تغيير هوية أو "مزاج" هذا الشعب، بصياغة تلك الهوية والمزاج على طريقتها الخاصة، والتي تتعارض مع كون مصر قائمة على التعدد من الأساس، محذرا من أن الجماعة تحاول العودة من جديد للثأر من الشعب المصري.
وأشار الناشر محمد عبدالمنعم، صاحب دار سما للنشر والتوزيع، إلى أن جماعة "الإخوان نشرت فسادا وإرهابا، وطرحت خطابا فكريا منبوذا، وكل ما فعلته على مدار تاريخها لا تزال تفعله حتى الآن".
وفي نهاية المؤتمر، أعلن عبدالمنعم طرح مسابقة لاختيار أفضل بحث مُقدم بعنوان "انتصار الهوية"، على أن يُطرح في الحلقة الثانية من المؤتمر، خلال الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، في يناير/كانون الثاني 2023.
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA= جزيرة ام اند امز