وضحت العلاقة الطردية في مصر بين ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي للبلاد وظهور هذه الموجات الإرهابية الغاشمة.
فتش دائما عن المستفيد من وراء أي عملية هدفها استهداف الآمنين والأبرياء. هذه نظرية مثبتة في العلوم الأمنية والسياسية. من المستفيد من نشر صورة سلبية عن الوضع الأمني في مصر غير تنظيم الإخوان الإرهابي. ربما يتذكر كثيرون كيف هدد قادة هذا التنظيم الخائن الأوطان والأديان بأنهم لن يتركوا مصر تنعم بالأمن طالما أنهم لا يحكمونها.
المؤشرات المحلية والإقليمية والعالمية تشير إلى قرب انتهاء نشاط الإخوان وفكرهم الإرهابي وأذرعهم الشيطانية كداعش وأنصار بيت المقدس والنصرة والقاعدة وغيرها، وقد تم فعليا ضرب معاقلهم والقضاء على نشاطهم الميداني في العراق وسوريا وليبيا
وقد وضحت العلاقة الطردية في مصر بين ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي للبلاد وظهور هذه الموجات الإرهابية الغاشمة، التي تتشابه جميعها في طرق تنفيذها الدنيئة، التي تحمل جميعها بصمات جماعة الإخوان الإرهابية. فترى أن مؤشرات الاقتصاد تتجه للأعلى وتتلون بالأخضر، وينخفض سعر الدولار بوتيرة ثابتة، وتنخفض على إثر ذلك ضرائب الجمارك لسلع مهمة كالسيارات فتنزل أسعارها، ترفع القيود عن استيراد بعض المنتجات التي أوقف استيرادها، يعود التعامل بشكل طبيعي على الدولار في البنوك، يتوحد سعر صرفه في السوق الموازية مع سعره الرسمي وينضبط السعر، تزدحم البلاد بالسياح، تتدفق الاستثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية وتحافظ على وتيرة متصاعدة، تنجز مشروعات قومية على مستوى البلاد فيجن جنونهم.
كيف يحدث كل هذا التطور الإيجابي للبلاد وهم في تحد -أي الإخوان- مع الرأي العام ومع أجهزة الدولة التي وقفت مع الشعب ومقدراته وكشفت للعالم أجمع عن زيف ادعائهم وشرهم العابر للحدود والقارات.
حين وجدوا أن الخناق يضيق عليهم وعلى أذرعهم التنفيذية من الجماعات الإرهابية -والتي تطلق على نفسها مسميات مختلفة وتنتشر من أفغانستان والعراق شرقا وحتى صحراء مالي غربا- لم يجدوا إلا خيارا واحدا هو الانتحار بطريقة تلحق أكبر ضرر ممكن بالأبرياء لينسب هذا الفعل أو يفسر تلقائيا على أنه تقصير من الدولة تجاه القيام بواجبها في حمايتهم وحماية من يحبون مصر وأهلها ولا يملون زيارتها.
إنهم يعرفون أهمية استتباب الأمن في بناء الأوطان واستقرارها وازدهار اقتصاداتها، فيحاولون النيل منها مباشرة بأفظع الأساليب وأحقرها وأكثرها دموية.. ويختارون أهم العواصم وأكبرها وأكثرها اكتظاظا بالسكان والأبرياء لتنفيذ مخططاتهم، ليشغلوا الرأي العام العالمي بصورة سريعة الانتشار. ما لم يدركوه هو أن ذلك لن يصب إلا في مصلحة مصر، فمعظم عواصم العالم ذاقت شرهم بعد أن استنكرت أن الإخوان هم ليسوا وراء هذا الشر، وأن أكثر من اكتوى بنار شرهم من قاسمهم لقمة العيش. لن يزيد ذلك مصر إلا قوة وثباتا في طريق الانتصار عليهم.
من المؤكد أنهم لن يتوجهوا نحو مسار آخر، فتعاليم عقيدتهم المقيتة تحض على الكراهية والسمع والطاعة في كل ما يرد إلى صغارهم من كبارهم وإن كانوا جميعهم صغارا أمام الأبرياء والشرفاء في كل الأوطان.
ولو دققنا في تفاصيل خبر تفجير حي الجمالية التاريخي بوسط القاهرة لوجدنا أن المنفذ هو من ألقى قنبلة قبل أيام معدودات على مقربة من مسجد الاستقامة بمحافظة الجيزة، كما أنه تم العثور على قنبلة أخرى موقوتة في منزله ما يعني أنه يعمل وفق مخطط مرسوم وأوامر يتلقاها من قيادات سواء في داخل أو خارج البلاد، وقيامه بتفجير نفسه أيضا يدل على أنه مأمور بتنفيذ ذلك حتى لا تتمكن الأجهزة المعنية من التوصل إلى بقية خليته ومن يقف وراءه ويعطيه الأوامر.
ومع أن ضحايا التفجير الغاشم جميعهم من رجال الأمن إلا أن عملية المداهمة التي أسفرت عن مقتل الإرهابي واستشهاد قوة المداهمة تعد نجاحا للأجهزة في تتبع خط سير الإرهابي وصولا إلى نقطة وجوده قبل تفجير قنبلة كان يخفيها داخل ملابسه، لكن طبيعة الحي الذي كان يوجد فيه الإرهابي من حيث قدمه وتخطيطه القديم الذي يتضح من ضيق ممراته وأزقته، الأمر الذي يجعله غير مزود بكاميرات مراقبة بسبب قلة المحلات التجارية التي تحتاج لكاميرات المراقبة أكثر من غيرها، وهذه بالمناسبة دعوة للجميع لعدم الاستهانة بما تمثله كاميرات المراقبة من خط دفاع مهم أقله تخويف وردع كل من في قلبه مرض من التفكير في أذية غيره، أو المساعدة في الإبلاغ عن كل من يشتبه في أمره.
المؤشرات المحلية والإقليمية والعالمية تشير إلى قرب انتهاء نشاط الإخوان وفكرهم الإرهابي وأذرعهم الشيطانية كداعش وأنصار بيت المقدس والنصرة والقاعدة وغيرها، وقد تم فعليا ضرب معاقلهم والقضاء على نشاطهم الميداني في العراق وسوريا وليبيا، وشيئا فشيئا بدأت الدول التي كانت تراعهم وتمول نشاطهم الفكري والميداني في التخلي عنهم شيئا فشيئا كما لا يخفى على أحد في تركيا. كما بدأت عمليات مراجعة وتحقيق وتدقيق لأنشطتهم في أوروبا والولايات المتحدة فلذلك تظهر هذه المحاولات المستميتة التي يمولها من تبقى من قادتهم المقتدرين على تمويل تلك الجماعات التي تنفذ ما تؤمر به طالما أن ذلك يحقق أهدافهم الخبيثة، وللأسف الشديد فإن أولئك المقتدرين يعيشون بالقرب منا في قطر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة