أسباب استقالة وزيرة البيئة المصرية.. منصب دولي رفيع وراء القرار

أعلن مجلس الوزراء المصري، الأحد، قبول استقالة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المصرية من منصبها، بالتوازي مع تقارير عن تولي الوزيرة لمهام منصب دولي رفيع المستوى جرى تسميتها للتعيين فيه قبل أشهر.
وأصدر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، اليوم، قرارًا بقبول الاستقالة المقدمة من الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، كما أصدر قرارًا آخر بتكليف الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، بالقيام مؤقتًا بمهام وزير البيئة، بالإضافة إلى مهام منصبها، وذلك لحين تعيين وزير البيئة الجديد.
ولم يشر البيان المقتضب من مجلس الوزراء المصري، والذي نشر على صفحة مجلس الوزراء في موقع فيسبوك، إلى سبب الاستقالة.
وجاء خبر استقالة فؤاد بعد ساعات من مشاركتها في الدورة العشرين للمؤتمر الوزاري الأفريقي للبيئة (AMCEN) في نيروبي، حيث عقدت سلسلة لقاءات ثنائية لبحث تعزيز سبل التعاون البيئي، والقضاء على التلوث البلاستيكى، وآخر مستجدات مفاوضات الحد من استخدام البلاستيك قبيل مفاوضات جنيف.
منصب دولي رفيع
ويتوقع أن الاستقالة جاءت في ظل تعيين فؤاد في منصب أممي رفيع المستوى.
ففي 22 مايو/ أيار الماضي، أعلن أنتونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، عن تعيين فؤاد في منصب الأمينة التنفيذية الجديدة لـ"اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر".
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أشادت في بيان بهذا التعيين وقالت إنه يعكس الدور القيادى والمحوري الذى لعبته مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأخيرة فى مجال الدبلوماسية البيئية والتنمية الدولية.
وأضافت الخارجية في بيانها الذي صدر في مايو/ أيار الماضي، أن تعيين فؤاد في هذا المنصب الأمُمي الرفيع يجسد الثقة الكبيرة في كفاءتها وخبرتها الواسعة في التصدي للتحديات البيئية العالمية، ودعم الجهود الدولية الرامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لاسيّما في ظل ما يشهده العالم من أزمات بيئية متفاقمة.
مسيرة ياسمين فؤاد
كانت فؤاد قد تم تعيينها في منصب وزيرة البيئة في 18 يونيو/حزيران 2018، بعد أن شغلت سابقًا منصب مساعد وزير البيئة منذ عام 2014، حيث قادت دفة التغيير التحولي في قطاع البيئة في مصر من خلال خلق بيئة تمكينية أكثر توجهاً نحو تشجيع دور القطاع الخاص ، ودمج إبعاد الاستدامة البيئية في خطط الاستثمار القومية، كما تمتلك العديد من الخبرات في الدبلوماسية البيئية.
ولدى فؤاد أكثر من 27 عامًا خبرة في مجالات الحوكمة البيئية، وموضوعات البيئة العالمية، والدبلوماسية المناخية الدولية.
وتتمتع فؤاد بسجل حافل في تصميم وتنفيذ الإصلاحات المؤسسية والمنهجية لبرامج التنمية المستدامة، وربطها بالتحديات البيئية على الصعيدين الوطني والدولي، مثل تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي وتدهور الأراضي وحوكمة المياه الدولية.
كما تولت فؤاد مناصب عديدة في الحكومة المصرية ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والجامعات.
وكانت قد اختيرت كمؤلفة رئيسية للفصل الرابع من التقرير الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ حول "تغير المناخ والتصحر وتدهور الأراضي والإدارة المستدامة للأراضي والأمن الغذائي وتدفق غازات الاحتباس الحراري في النظم البيئية الأرضية" في عام 2017.
وأكاديميا، عملت فؤاد كطالبة زائرة في جامعة كولومبيا، في معهد الأرض، حيث شاركت في تصميم مركز التميز للتكيف مع تغير المناخ في مصر، وأسهمت في إعداد أوراق سياسية حول تغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتحمل فؤاد درجة الدكتوراة في العلوم السياسية- الدراسات الأورومتوسطية ، ودرجة الماجستير في العلوم البيئية. وهي تتقن اللغتين العربية والإنجليزية.