مصر.. خبراء يحللون العلاقة بين داعش وقنبلة مدينة نصر
خبراء مصريون يشيرون إلى أن فكرا إرهابيا جديدا بدأ في التسلل إلى داخل البلاد، حيث كانت قنبلة كنيسة مدينة نصر أولى إشاراته
أشار خبراء مصريون إلى أن فكراً إرهابياً جديداً بدأ في التسلل إلى داخل البلاد، حيث كانت قنبلة كنيسة مدينة نصر التي راح ضحية تفكيكها ضابط مفرقعات ليلة قداس عيد الميلاد، أولى إشاراته.
وتأتي الإشارة الثانية بدخول عنصرين ألمانيين من أصول مصرية، أقرّا باعتناقهما فكر تنظيم داعش الإرهابي، وأنهما على صلة بقياداته، وأحدهما يحمل خرائط لشمال سيناء وبوصلة تحديد الاتجاهات.
ورغم سلوكهما منفذا شرعيا، فإن السلطات الأمنية المصرية تمكنت من توقيفهما بمجرد وصولهما مطاريْ القاهرة والأقصر الدوليين، مساء الخميس 10 من يناير/كانون الثاني الجاري.
ويُدعى الأول "عيسى محمد عبدالغني إبراهيم"، يبلغ من العمر "18 سنة"، والثاني "محمود عمرو محمد عزت عبدالعزيز- 23 سنة"، وبفحص الأول القادم عبر مطار الأقصر الدولي تبين قناعته بأفكار تنظيم داعش الإرهابي بألمانيا، وارتباطه إلكترونياً ببعض عناصره، وقدومه إلى مصر بغرض الانضمام للعناصر الإرهابية في شمال سيناء، وكان يحمل معه خرائط لمحافظة شمال سيناء وبوصلة لتحديد الاتجاهات.
وقررت نيابة أمن الدولة العليا في مصر التحفظ على "محمد عبدالغني إبراهيم"، وإعادة عرضه عليها بتاريخ 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
أما المدعو "محمود عمرو محمد عزت" الذي حاول التسلل عبر مطار القاهرة الدولي تبين أنه يحمل الجنسية الألمانية بجانب المصرية، وينتمى فكريًا لعناصر من تنظيم داعش الإرهابي في الخارج.
ووفقاً لما تم الإعلان عنه رسميًا، فنظرًا لعدم ارتكاب الأخير إحدى الجرائم المنصوص عليها قانوناً وتنازله عن الجنسية المصرية، تقرر ترحيله من مطار القاهرة إلى دولة الجنسية الخاصة به "ألمانيا" بعد التنسيق مع سفارة بلاده.
وقال الخبير الأمني المصري مساعد وزير الداخلية الأسبق بمحافظة الأقصر اللواء محمد نور الدين إنه تم ترحيل المدعو "محمد عمرو محمد عزت"، بعد أن طلبت دولة الجنسية "ألمانيا" ذلك، خاصة أنه لم يرتكب فعلاً إرهابياً، ولا يمكن محاسبته على أفكاره.
وفي الوقت ذاته استجوبته السلطات المصرية واستخلصت منه المعلومات المطلوبة أمنيًا التي تخص الجهة التي أرسلته والجهة الإرهابية التي يتصل بها في مصر و غيرها من البيانات المفيدة، إلّا أن موقف الآخر يختلف تمامًا، وهو موقف أي إرهابي ذي جنسية أخرى، يحمل ما قد يدينه ويخرق القوانين المصرية.
ويوضح "نور الدين"، في تصريحاتٍ خاصة لـ"العين الإخبارية"، أنه لا يحق لأي دولة في العالم أن تطلب الإفراج عن مجرمً يثبت قانونًا خرقه للقوانين المصرية وشروعه في تنفيذ عمل إرهابي، بل تتم محاكمته وتطبيق القانون عليه.
ويضيف "في حالة المدعو عيسى محمد عبدالغنى إبراهيم الصباغ القادم عبر مطار الأقصر الدولي فهو يحمل خرائط لمنطقة شمال سيناء، وهي أهم المناطق التي يستهدفها الإرهاب، كذلك كان يحمل بوصلة لتحديد الاتجاهات، فهو آت بما ما قد يدينه فضلًا عن اعترافه بصلته بتنظيم داعش الإرهابي واعتناقه لأفكاره".
ويرى الخبير الأمني المصري أن أمر هذا العنصر متوقف على رؤية النيابة التي تحقق معه، فهي التي تستطيع تقرير ما إذا كان قادماً لتنفيذ عمل إرهابي أو تقديم معونة لعناصر متطرفة داخل سيناء، أم أن الأمر لم يصل إلى هذا الحد، وبناء على ذلك سيتخذ القرار إما بترحيله إلى بلده وإسقاط الجنسية المصرية عنه، وإما التحفظ عليه ومحاكمته داخل البلاد، ووفقًا لقوانينها بصفته عنصرًا إرهابيًا، وفي هذه الحالة لا يحق لبلد الجنسية المطالبة بتسليمه.
أما العقيد حاتم صابر، الخبير في شئون الإرهاب الدولي، ربط بين واقعة ضبط العنصرين ذوي الانتماء لتنظيم داعش الإرهابي والحادث الأخير، الذي كان يستهدف تفجير كنيسة مصرية بحي مدينة نصر ليلة قداس عيد الميلاد المجيد في الخامس من يناير الجاري.
وأوضح صابر أن القنبلة التي راح ضحية التعامل معها ضابط مفرقعات مصري، "قنبلة أنبوبية"، وهذا النوع غير موجود بمسرح العمليات المصري، ويشير إلى فكر إرهابي جديد وارد من الخارج، وأن الهدف من العبوة كان يتمثل في أن تضرب من فوق المسجد على الكنيسة، فتحدث خسائر محدودة، يخرج الجمع على إثرها ليشاهدوا ماذا حدث ويفاجئوا بالانفجار الأكبر.
وأشار، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إلى أن كل عملية إرهابية تمر بـ5 مراحل للتنفيذ، هي تحديد ورصد الهدف، ومعاينته، ثم التنفيذ على هدف مشابه، وأخيراً التنفيذ الفعلي الذي يعقبه الهروب.
وأردف الخبير الأمني المصري "كما أن منفذي العمل الإرهابي هم 5 فئات، الجماعة المخططة وتكون خارج البلد، تليها الفئة المساندة وهي التي تدخل البلاد بأي طريقة تتيسر لها للمساعدة ووضع خبراتها في تنفيذ العملية، ثم المجموعة المعاونة وهم خلايا نائمة داخل البلاد، وأخيراً المجموعة المنفذة".
وأكد أن هؤلاء المضبوطين بخرائط لشمال سيناء يؤكدان محاولات دخول أفكار إرهابية جديدة بعد فشل التجارب محلية الطابع كافة.
ونوه بأنه يمكن تصنيفهم ضمن المجموعة المساعدة التي تربط بين المجموعة المخططة في الخارج والأخرى المكلفة بالمتابعة والتنفيذ في الداخل، وأن أجهزة مخابرات مضادة تعمل لصالح هذا الهدف.
وأكد أن ضبط الألمانيين ذوي الأصول المصرية أصحاب الفكر الداعشي يعد ضربة أمنية قوية لجماعات الإرهاب في الخارج وأجهزة المخابرات المضادة التي تقف خلفها، وأنها ستربك حساباتهم إرباكاً شديداً.
aXA6IDE4LjIyNi45My4yMiA= جزيرة ام اند امز