ثقافة
بالصور.. مصر تحتفي بالشاعر قسطنطين كفافيس في معرض القاهرة للكتاب
سفير اليونان يقول إن كفافيس يمثل حلقة وصل قوية بين مصر واليونان، معربا عن اعتزاز بلاده به وسعادته بالندوة المقامة خصيصا للاحتفاء بإرثه
احتفى معرض القاهرة الدولي للكتاب بالشاعر اليوناني المصري قسطنطين كفافيس (29 أبريل/نيسان 1863- 29 أبريل/نيسان 1933) في ندوة حضرها ميشيل خريستوس ديامسيس، سفير اليونان بالقاهرة، وخاريس موريتسيس، سفير قبرص.
الندوة التي أقيمت تحت عنوان "مصر في شعر كفافيس" شارك فيها المترجم صمويل بشارة، والشاعر والكاتب المصري أحمد عبدالجبار، وأدارها الدكتور خالد رؤوف، مدير المركز الثقافي اليوناني في الإسكندرية.
وقال سفير اليونان في مصر إن كفافيس يمثل حلقة وصل قوية وأصيلة بين مصر واليونان، معرباً عن اعتزاز بلاده به دوماً وسعادته بالندوة المقامة خصيصاً للاحتفاء بإرثه.
ووجه خريستوس ديامسيس الشكر إلى هيئة الكتاب المصرية على التنظيم الرائع للنسخة الـ50 من معرض الكتاب في مقره الجديد بضاحية التجمع الخامس في مدينة القاهرة الجديدة، معبراً عن دهشته من العدد الكبير الذي يرتاد المعرض، والذي يعكس وعياً كبيراً لدى الشعب المصري.
وقال سفير قبرص إنّ بلاده تشارك للمرة الأولى في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيراً إلى أن كفافيس سبب وجوده في المعرض.
وأضاف أنه مندهش من عدد الرواد؛ إذ رصد يوم السبت نحو 40 حافلة تقل الزوار إلى المعرض، معبراً عن سعادته بشغف المصريين بالقراءة، متمنياً مزيدا من الفعاليات الثقافية بين قبرص ومصر واليونان.
واستهل المترجم صمويل بشارة الحاصل على جائزتي "كفافيس" و"المترجمين اليونانيين"، حديثه من قصيدة "العودة من اليونان" لكفافيس، والتي يقول فيها: "على الأقل نبحر في بحرنا في مياه قبرص وسوريا ومصر، مياه عزيزة لأوطاننا".
وقال إن الأديب العالمي كازانتزاكس كتب عن كفافيس قائلاً إنه أهم شخصية فكريّة تعرَّف إليها في مصر بلا منازع.
وأشار إلى أن عدة مؤرخين بريطانيين ذكروا كفافيس في رسائلهم، وبعضها محفوظ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، لافتاً إلى أنَّ البعض يرجع عدم شهرة كفافيس في مصر حينها إلى عدم كتابته بالعربية.
ولفت إلى أنَّ أول لجنة شُكِّلت لجمع إرث كفافيس كانت خلال عام 1971، واللافت أنها جاءت برئاسة وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة، الذي تحمل هذه الدورة من معرض القاهرة للكتاب اسمه مع الكاتبة الراحلة سهير القلماوي.
وذكر المترجم المصري الذي عمل بجريدة "فوس" اليونانية، وبالبرنامج اليوناني كمذيع ومترجم، أن كفافيس في العديد من نصوصه يبرز الشخصية المهمشة دوماً في المجتمع وينحاز إليها، بصفتها المكون الرئيسي للمجتمع المصري.
وقال الشاعر المصري أحمد عبدالجبار إنه ارتبط بكفافيس منذ أن كان يذهب إلى مقر المركز الثقافي اليوناني الموجود بالقرب من منزل كفافيس؛ لحضور المهرجان الذي يحمل اسمه.
وأشار إلى أن كفافيس عندما كتب عن الإسكندرية كانت على 3 صور؛ الأولى من 1863 إلى 1933 وهي فترة حياة كفافيس، وهي الإسكندرية الحقيقية التي تعرضت للقصف البريطاني، والتي سافر منها وعاد إليها مرة أخرى، والثانية هي الإسكندرية البطلمية أو البيزنطية، والثالثة هي الإسكندرية الرمز، والتي تتحرك عنده كرمز في عدة قصائد، ما يفتح أمامنا قضية الكوزموبوليتان (التعددية الثقافية)، وأصلها (كوزموس) وتعني (العالم الخارجي)، وقدم هذه الصفة في الإسكندرية من عام 400 ق.م، وحتى 400 بعد الميلاد.
قسطنطين كفافيس واحد من أعظم شعراء اليونان المعاصرين عاش في الإسكندرية ولم يغادرها سوى 10 سنوات فقط، بدأ كتابة الشعر في الـ19 من عمره ونشر أول مجموعة مطبوعة من أشعاره في الـ41 من عمره.
أصيب كفافيس خلال عام 1923 بمرض سرطان الحنجرة وفقد القدرة على الكلام وقضى آخر أيامه في المستشفى اليوناني بالإسكندرية، وبعد وفاته صار بيته بالإسكندرية متحفاً.