خبيران يضعان روشتة لمواجهة الشائعات في مصر
الدكتور طارق فهمي يقول إن نشر الشائعات يعد حربا حقيقية لها أدوات ويلزم وجود خطوات جادة لإيقاف تأثيرها السلبي على الرأي العام المصري
وصف خبيران مصريان نشر الشائعات بأنها حرب حقيقية تستلزم الحذر لأثرها السلبي على الرأي العام، مؤكدين أن الكتائب الإلكترونية لتنظيم الإخوان في مصر تستهدف نشر الأخبار الكاذبة والمغلوطة بهدف ترسيخ مبدأ الشائعات.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قال الأحد، إن "كثرة الشائعات لن تؤثر في شعب مصر الواعي"، لافتاً إلى أن هذه النوع من الحروب النفسية التي يشنها الإخوان لن تنال من عزيمة المصريين الصلبة ووعيهم في التفرقة بين الصدق والخداع.
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن "نشر الشائعات يعد حربا حقيقية لها أدوات، ويلزم أن تكون هناك تحذيرات من خطورتها، وخطوات جادة لإيقاف تأثيرها السلبي على الرأي العام المصري".
وأكد في تصريحاته لـ"العين الإخبارية" أن هذه الحرب ليست جديدة، بل الجديد في الأمر هو وسائل تطوير هذه المنظومة.
خطورة الأدوات
وحول تطوير الأدوات المستخدمة في حرب الشائعات، أوضح طارق فهمي أن تنظيم الإخوان يعمل على تطوير منظومة الإعلام التابعة لهم عبر تصيد الأخطاء الفردية لبعض المسؤولين، إضافة إلى توجيه هذه الشائعات لقطاعات جماهيرية مؤثرة.
واستشهد "فهمي" ببعض الأخبار الكاذبة التي نشرتها أبواق الإخوان الإلكترونية عقب حادث قطار محطة مصر، والزج باسم الدولة المصرية في الأزمة على الرغم من تفاعل المسؤولين أثناء الحادث.
وأضاف قائلًا "يسعى الإخوان لنقل المعركة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص تويتر، إضافة إلى اعتمادهم على القنوات الفضائية أكثر من المواقع التي تتعرض أغلبها للحجب، وفي الوقت نفسه تسلك الجماعة الإرهابية طرقا ملتوية بتغير ترددات هذه القنوات لتوسيع دائرة الشائعات بقدر الإمكان".
وقال إن "هدف الإخوان نشر الإحباط بين المصريين والتأثير على سيكولوجيتهم بنشر معلومات خاطئة".
بينما رأى البرلماني المصري محمد أبوحامد أن حرب الشائعات تستهدف نشر البلبلة والفوضى وإحباط قومي والتشكيك في قدرة المؤسسات، خاصة أنها أصبحت تدار بآليات حروب الجيل الرابع، ما يؤدي لتراكم مشاعر سلبية لدى المصريين.
وتطرق أبو حامد إلى أن حرب الشائعات تشنها الإخوان منذ سقوط حكمهم في 3 يوليو/تموز 2013 باختلاف الأدوات والآليات وفقا للوسائل الأكثر إقبالا واستخداما من قبل الشباب، مشيرا إلى أن موقعي "تويتر" و"فيسبوك" بمقدمة هذه الأدوات التي يستغلها الإخوان لتأجيج الاحتجاجات ونشر الفوضى.
وخلال الفترة الماضية، انتشرت عبر بعض صفحات التواصل الاجتماعي في مصر شائعات متعلقة بنقص بعض السلع وارتفاع أسعارها في السوق، وتداول بعض المنتجات غير صالحة للاستخدام الآدمي، ولجوء الحكومة لإضافة مادة إلى الخبز للحد من الزيادة السكانية.
وعقب وقوع حادث القطار في 27 فبراير/شباط الماضي الذي أسفر عن مصرع 22 شخصا وإصابة 43 آخرين، قامت بعض صفحات التواصل الاجتماعي بنشر أخبار مغلوطة حول أسباب الحادث وأعداد الضحايا.
طرق المواجهة
وحول طرق المواجهة رأى "فهمي" أن سرعة التعامل مع مصادر الشائعات وتكذيب المعلومات المغلوطة، وتردد معلومة تولي الفريق كامل الوزير حقيبة النقل خلال الأيام الماضية ولم يتم حسم الأمر حتى خطاب السيسي، فكلما أسرعت في تكذيب الشائعات تم تحجيم مخاطر هذه المصادر.
واستكمل حديثه "المصداقية والشفافية في نقل وتداول الأخبار وتوفير مصدر للمعلومات خاصة في أحداث الرأي العام، وسيلة جادة في مواجهة القنوات المعادية لمصر، فأمر الشائعات لا يقتصر فقط داخل مصر بل يمتد إلى خارجها"، مشددا على أهمية الاستباقية في التعامل مع الأحداث، ولا تصبح المؤسسات المصرية هي رد فعل لحملات ومواقف الإخوان.
واتفق "أبوحامد" مع رأي "فهمي"، قائلًا "الإشكالية تكمن في تنوع مصادر الشائعات داخل وخارج مصر، ما يصعب طريقة الوصول للمصادر"، منوها بأن السرعة في نشر الحقائق وعدم ترك مساحة للشائعات يسهل المهمة على المسؤولين.
وأشار أبوحامد إلى ضرورة إعادة مراجعة قوانين الإعلام التي تسهم بدورها في ترسيخ قيم المصداقية والشفافية ومواجهة مصادر الأخبار المزيفة والمغلوطة.
ونوّه بأهمية قانون الجرائم الإلكترونية الذي سنّه البرلمان، فكان خطوة هامة وجادة في تحجيم الأمر، مطالبا بضرورة تفعليه لمواجهة كل الأخبار الكاذبة، وتشديد العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم.
ويقوم مركز معلومات واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري بمتابعة كل الشائعات المنتشرة عبر وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي للرد عليها وتوضيح الحقائق.
ويصدر مركز المعلومات تقريرا أسبوعيا للتقصي من الحقائق ومواجهة حرب الشائعات وحماية المجتمع من أضرارها.
aXA6IDMuMTM0Ljc4LjEwNiA= جزيرة ام اند امز