الضربات الاستباقية.. استراتيجية الأمن المصري لإفشال مخططات الإرهاب
خبراء أمنيون: الجهاز الأمني المصري يظهر قوته في الحصول على المعلومات وتسخيرها لخدمة تتبع عناصر تلك الجماعات الإرهابية.
قال خبراء أمنيون: إن "توالي الضربات الأمنية المصرية الاستباقية، ونجاحها في إفشال مخططات الجماعات الإرهابية، يقرب نهايتها بشكل مؤكد، بالنظر لما تحدثه هذه الضربات من إضعاف للقوة البشرية والمادية للجماعات.
وأكد الخبراء في تصرحيات لـ"العين الإخبارية"، أن من شأن تتابع الضربات الأمنية إشاعة حالة من الإحباط لدى عناصر الجماعات الإرهابية.
- مصر: مقتل 7 إرهابيين من "حسم" في تبادل لإطلاق النار بالجيزة
- أحكام مشددة بحق إرهابيين خططوا لهجمات في الأردن
وأشاروا إلى أن الضربات الأمنية الاستباقية تظهر قوة الجهاز الأمني المصري في الحصول على المعلومات وتسخيرها لخدمة تتبع عناصر تلك الجماعات والقضاء عليها، وفق أسس قانونية احترافية.
وأعلنت الداخلية المصرية، الخميس، مقتل 7 "إرهابيين"، خلال مداهمة أمنية بمدينة "6 أكتوبر" غربي القاهرة.
وجاءت مداهمة أوكار الإرهابيين بناء على "معلومات باتخاذ عناصر من حركة حسم، التابعة للإخوان، أوكارا بالمدينة، لتصنيع عبوات ناسفة وتنفيذ مخططات إرهابية"، بحسب بيان للوزارة.
وفي السياق، أعلن العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري المصري، اليوم، اكتشاف وتدمير 9 فتحات لأنفاق على الشريط الحدودي بشمال سيناء تستخدم في عمليات التسلل وتهريب الأسلحة، وذلك "بناءً على معلومات استخباراتية برصد وتتبع مسارات تحرك العناصر الإرهابية".
وتأتي تلك العمليات الاستباقية، بعد عدة ضربات ناجحة للأمن المصري على مدار الأسابيع الماضية، على رأسها "حادثة الدرب الأحمر"، التي نجحت خلالها قوات الأمن الوطني، في التوصل لمرتكب واقعة إلقاء عبوة بدائية لاستهداف مقر أمني بميدان الجيزة منتصف فبراير/شباط الماضي، إلا أنه فجر نفسه حين قامت القوات بمحاصرته ومحاولة ضبطه.
ويرى اللواء محمد زكي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الضربات الاستباقية دائما ما تلي وصول معلومات، تأتي من مصادر مختلفة، بينها التحريات الأمنية وكذلك إفادات المواطنين وغيرها، حيث يتم تحليل البيانات وتقييمها، وبعد التأكد من صحتها يتم تقنين الإجراءات وبدء العملية، وبالتالي فإن ذلك يوضح قوة الجهاز الأمني في تحليل واستخدام المعلومات.
وأوضح اللواء زكي لـ"العين الإخبارية" أن "عملية الدرب الأحمر أظهرت أن تحركات الإرهابي كانت متابعة ومسجلة، وهو الأمر الذي تكرر في عملية اليوم، رغم محاولة العناصر الإرهابية التمويه بارتداء زي عمال كهرباء".
وقالت الداخلية في بيانها اليوم: إن "عناصر حركة حسم كانت تعتزم زرع عبوات ناسفة بمحافظة الجيزة مستقلين سيارة ربع نقل ومرتدين زي عمال كهرباء"، كما أنهم "اتخذوا أحد الأوكار التنظيمية بمنطقة أكتوبر لتصنيع تلك العبوات".
وأشار الخبير الأمني إلى انتهاج وزارة الداخلية في الآونة الأخيرة خطة استراتيجية تهدف لتجفيف منابع الإرهاب واحتواء أنشطة تلك الجماعات، عبر ضربات استباقية، دون الانتظار لتنفيذ عمليات إرهابية للقبض عليها، يعجل بنهايتها".
وأضاف زكي أن "التعاون المعلوماتي بين المواطنين وجهاز الشرطة أسهم بشكل كبير في تلك الضربات الاستباقية، خاصة بعد إدراك غالبية الشعب أن تلك الجماعات تستهدف إجهاض مخططات التنمية في مصر، عبر عمليات نوعية تشيع حالة التشاؤم والإحباط لدى المواطنين".
وتلجأ عناصر من الجماعات الإرهابية بمصر في السنوات الأخيرة إلى مخابئ غير متوقعة داخل شقق مفروشة، وسط تجمعات سكانية، يتم فيها تجهيز المواد المتفجرة قبل القيام بالعمليات الإرهابية.
لكن الحكومة المصرية، وافقت، قبل أسبوع، على مشروع تعديل بعض أحكام قانون مكافحة الإرهاب، فيما يتعلق بتنظيم آلية الإخطار بتأجير وبيع الشقق السكنية، بهدف سد الطريق أمام مختلف صور الإيواء للعناصر الإرهابية".
من جهته، أكد اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، أن الجيش والشرطة يحققان نجاحات متتالية في مواجهة الجماعات الإرهابية، بما يؤكد أن هناك إرادة سياسية واضحة لاقتلاع جذور الإرهاب وتجفيف منابعه".
وأكد البرلماني المصري لـ"العين الإخبارية" أن "محاصرة السلطات المصرية للجماعات الإرهابية، ظهرت جليا في العمليات الأمنية الأخيرة، رغم وقوع ضحايا من رجال الشرطة، لكنه أيضا كشف عن أهمية الضربات الاستباقية، بالنظر إلى حجم المخططات التي يتم إفشالها، وكذلك الأسلحة والذخائر التي يتم العثور عليها، والتي ينوي الإرهابيون استخدامها لاحقا".
وأكد اللواء عامر المساندة الشعبية الواسعة للجيش والشرطة في مواجهة تلك الجماعات الإرهابية الممولة من أطراف خارجية.
بدوره، أشار الخبير الأمني اللواء فؤاد علام إلى أن "العمليات الاستباقية التي تجريها قوات الأمن، توفر على البلاد الكثير من الخسائر، مشيرا إلى أن المواد المتفجرة التي عثر عليها مثلا في عملية الدرب الأحمر تؤكد أن هذا الشخص كان ينتوي تنفيذ عدة عمليات إرهابية مروعة".
وأوضح علام لـ"العين الإخبارية" أن "أجهزة الأمن نجحت خلال الشهور الماضية، عبر معلومات موثقة، تم الحصول عليها والتيقن منها بشكل احترافي، في توجيه عدة ضربات مؤثرة للغاية".
وتشهد مصر منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013 أعمالاً إرهابية متفرقة؛ خاصة في شمال شبه جزيرة سيناء، التي تحوي عناصر مسلحة مرتبطة بتنظيم داعش.
وتتهم السلطات المصرية جماعة "الإخوان"، المصنفة رسميا كـ"تنظيم إرهابي"، بالمسؤولية عن أعمال العنف.
aXA6IDMuMTQ3LjY2LjE3OCA= جزيرة ام اند امز