لماذا توسعت مصر في إنشاء قواعد عسكرية؟.. المتحدث باسم الجيش يجيب
كشف المتحدث باسم الجيش المصري، الأحد، عن دوافع القاهرة للتوسع في إنشاء قواعد عسكرية بأنحاء مختلفة بالبلاد، وكذلك زيادة عدد التدريبات العسكرية المشتركة.
جاء ذلك في تصريحات تلفزيونية للمتحدث العسكري للجيش المصري، العقيد أركان حرب غريب عبدالحافظ، مساء الأحد، على فضائية "صدى البلد" مع الإعلامي أحمد موسى خلال برنامجه "على مسؤوليتي" تابعتها "العين الإخبارية".
وأوضح أن رجال القوات المسلحة يدركون جيداً كل ما تموج به منطقتنا من متغيرات وتحديات إقليمية ومتغيرات دولية وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الأمن القومي المصري وما يتطلبه ذلك من الحفاظ على أعلى مستويات الاستعداد والجاهزية.
وأضاف: "ليس من الحكمة في ظل هذه القدرات والقوة العالية للردع للقوات المسلحة أن يكون هناك اختبار لرد فعل القوات المسلحة".
وعن كواليس إنشاء مصر لعدد من القواعد خلال السنوات الأخيرة، قال: "على مدار الفترة الماضية القليلة كان لدينا أكبر من حدث في افتتاح القواعد وإنشائها منها قاعدة محمد نجيب العسكرية في يوليو 2017 وهي أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، ثم قاعدة سيدي براني العسكرية التي تقوم بتأمين للقوات في المنطقة الغربية وأن يكون لديها القدرة على تنفيذ أي مهام في الاتجاه الاستراتيجي الغربي".
أما ثالث قاعدة فهي "قاعدة برنيس العسكرية في يناير 2020 وكانت تشمل قاعدة جوية وبحرية ليس فقط لتأمين سواحل البحر الأحمر ولكن أيضا لتأمين الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي لدفع أي تهديدات قد تؤثر على الأمن القومي المصري".
قاعدة 3 يوليو.. إضافة وامتداد
وأضاف: "ثم استكملت الإنجازات بافتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية والتي تعد إضافة جديدة وامتدادا لسلسلة التطوير والتحديث بالقوات المسلحة التي تضمنت التزود بأحدث الأسلحة والمعدات ووسائل تكنولوجية حديثة".
وكاشفا عدد القطع البحرية المستخدمة، قال المتحدث العسكري: "كان لدينا نحو 47 قطعة بحرية في افتتاح قاعدة 3 يوليو، وأذن القائد الأعلى للقوات المسلحة (الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي) بأن يرفع عليها العلم وهذا إذن بدخولها لواجب العمليات والتي كان منها الفرقاطات واللنشات وأيضا الميسترال التي ساهمت وشاركت في المناورة قادر 2021".
ومستعرضا أهمية إنشاء قاعدة 3 يوليو، قال المتحدث العسكري: "هي قاعدة متكاملة الإنشاء تتحد فيها مقومات التدريب والقدرة القتالية العالية، فضلا عن الموقع الاستراتيجي الذي اختير بمنتهى العناية والدقة حيث تقع في منطقة جرجوب على ساحل البحر المتوسط بين مدينتي مطروح وسيدي براني أي تبعد عن الإسكندرية حوالي 179 ميلا بحريا أي حوالي 300 كم".
وأشار المتحدث العسكري إلى أن موقع قاعدة 3 يوليو يتيح للقوات البحرية تنفيذ مهامها على كافة الاتجاهات الاستراتيجية سواء الشمالي أو الغربي بما يخدم أهداف وخطط القوات المسلحة الحالية والمستقبلية وهذا الأمر يعظم من قدرة القوات المسلحة على منع أعمال التسلل والتهريب عبر السواحل المصرية، إضافة لتنفيذ أعمال البحث والإنقاذ ومنع الهجرة غير الشرعية وتأمين الأهداف الحيوية للدولة المصرية والمكتسبات الاقتصادية".
وتطرق المتحدث العسكري، خلال مداخلته لفعاليات المناورة (قادر 2021) التي تزامنت مع افتتاح القاعدة، بقوله: "المناورة تعكس ما وصلت إليه قواتنا من جاهزية وتدريب راق واستعداد قتالي عال لتنفيذ كافة المهام القتالية بل والحفاظ على الثروات الاقتصادية للدولة المصرية، ومجابهة التحديات التي تواجه الدولة".
3 يوليو ومحمد نجيب.. تكامل مقصود
وحول التكامل بين قاعدتي 3 يوليو ومحمد نجيب، كشف المتحدث العسكري بأن هذا التكامل هو المقصود من افتتاح قواعد مختلفة.
وفسر الأمر بأن "الفترة السابقة، القوات المسلحة مرت بتحديات في منتهى الصعوبة قبل أن تستطع تجاوزها جميعا والتي كان منها تعرض كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة لتهديدات في نفس التوقيت وهو ما لم يتكرر في تاريخ الدولة المصرية".
ولفت إلى أن التكامل بين القواعد العسكرية سيتيح للقوات المسلحة مواجهة كافة التحديات الحالية والمستقبلية.
وسرد المتحدث العسكري في مداخلته، جهود القوات المسلحة في تنفيذ استراتيجيات التطوير قائلا: "القوات المسلحة تعمل على تنفيذ استراتيجية شاملة لتطوير وتحديث جميع الأفرع على رأسها القوات البحرية، ومواكبة التطوير المتسارع من خلال إنشاء الأسطولين الشمالي والجنوبي لتأمين مسرح العمليات البحري بنطاق البحرين المتوسط والأحمر.
وأضاف: "مواكبة التطور المتسارع في نظم وأساليب القتال وتنويع مصادر التسليح شيء مهم ويوضع في الاعتبار أثناء عقد الصفقات خلال الفترة الماضية، وكذلك إضافة أحدث القطع البحرية بما يعزز من القدرات الهجومية والدفاعية للقوات البحرية".
واستكمل حديثه: "ولا نستطيع أن نغفل أحدث أجيال الطائرات من المقاتلات متعددة المهام ومنها طائرات الرافال وغيرها القادرة على الوصول للأهداف المخططة لها على مدى بعيد وتحت مختلف الظروف، بالإضافة إلى تأهيل وتطوير الفرد المقاتل باعتباره أساسا لنجاح استراتيجية التطوير والتحديث بالقوات المسلحة".
ولفت إلى أن "كل ما سبق من تطوير يضمن امتلاك القوات المسلحة لقوة الردع. ورجال القوات المسلحة مدركون للمتغيرات الدولية في المنطقة ومستعدون لكل التحديات".
التدريبات المشتركة.. أهداف عدة
وحول التدريبات العسكرية المشتركة، أوضح أن "القوات المسلحة المصرية نفذت خلال عام 2020 -2021 حوالي 38 تدريبا مشتركا عابرا .. منهم عدد 20 تدريبا مشتركا عابرا خلال عام 2021 رغم ظروف جائحة كورونا مع اتخاذ التدابير والإجراءات الوقائية".
ونوه إلى أن "هذه التدريبات المشتركة تهدف إلى تبادل الخبرات، وصقل مهارات العناصر المشاركة وتنمية قدرتها على تنفيذ كافة المهام بمسارح العمليات المختلفة لتأمين الأهداف الحيوية، وأيضا مكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات المحتملة والاستعداد لتنفيذ أي مهام مشتركة تحت مختلف الظروف".
وأمس، افتتحت مصر قاعدة 3 يوليو العسكرية، في منطقة جرجوب على الساحل الشمالي الغربي لمصر قرب الحدود الليبية.
وقاعدة 3 يوليو، هي أكبر قاعدة عسكرية مصرية "جو بحرية" تطل على البحر المتوسط، وتعد من أهم القواعد المصرية في المنطقة الغربية، حيث يتمثل البعد الاستراتيجي لقاعدة "جرجوب" في تأمين المنطقة الاقتصادية من الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، ومع حدود دولة ليبيا.
aXA6IDMuMTMzLjE0MC44OCA= جزيرة ام اند امز