وزير الدفاع المصري بزي التدريب.. رسائل من مسرح "سيناء 2018"
زيارة وزير الدفاع المصري للقوات في شمال سيناء حملت العديد من الرسائل والأبعاد الهامة رصدتها" العين الإخبارية" في التقرير التالي.
زار الفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، الإثنين، قوات التأمين المتمركزة بشمال سيناء والتي تنفذ الخطط الأمنية المحكمة لمحاصرة وتضييق الخناق على العناصر التكفيرية والقضاء عليها في مناطق مكافحة النشاط الإرهابي خلال مراحل العملية الشاملة "سيناء 2018".
وكان زي التدريب أكثر ما لفت الانتباه خلال زيارة الفريق أول محمد زكي، حيث حملت العديد من الرسائل والأبعاد الهامة، ورصدتها "العين الإخبارية" على لسان خبراء عسكريين.
التواجد مع القوات في أرض المعركة
وأكد اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن هناك 3 أبعاد واضحة للزيارة التي أجراها وزير الدفاع المصري لمنطقة العمليات بسيناء خلال الساعات القليلة الماضية، مشيرا إلى أن ظهوره بزي التدريب لا ينفصل عن مغزى هذه الرسائل.
وقال الحلبي في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن الفريق أول محمد زكي حذا حذو قادة الجيوش المصرية على مر التاريخ، بتواجده مع القوات في أرض المعركة، حيث أكد على التواصل والتعايش معهم ومشاركتهم تدريباتهم حتى الرياضية. لافتاً إلى أن الزيارة عكست أن القيادات من أعلاها إلى أقل رتبة جميعهم لا ينفصلون، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نفسه فعل ذلك في وقت سابق أيضًا، وهو حريص على تكراره.
وأضاف الحلبي أن الزيارة عكست أيضا مدى التواصل العالي جدًا بين جميع أفراد ووحدات القوات المسلحة، وأنهم متشاركون في كل شيء، وهذا المشهد لا يوجد إلا في الجيوش شديدة التماسك والصلابة، وهي أعلى الجيوش احترافية.
وأوضح أن من أبعاد الزيارة كذلك أن "وزير الدفاع المصري رفع الروح المعنوية للقوات أكثر ما هي مرتفعة بالأساس، إلى جانب الوقوف على آخر التطورات للعملية الشاملة سيناء 2018، من خلال تواجده في واحد من أسخن مسارح عملياتها".
أما البعد الأخر للزيارة فهو الاطمئنان على أهل سيناء واقتراب الحياة تمامًا من صورتها الطبيعية في مدن وسط وشمال سيناء، لا سيما أن هؤلاء جزء لا يتجزأ من عملية مكافحة الإرهاب هناك.
الحرب أوشكت على الانتهاء
في السياق نفسه، أكد العقيد حاتم صابر، الخبير الاستراتيجي بمكافحة الإرهاب الدولي، أن هناك رسالتين بالغتين الأهمية وجههما وزير الدفاع المصري بتفقده القوات شمال سيناء، الأولى أن القوات المسلحة المصرية من الجيش والشرطة أوشكت على إنهاء المهمة الخاصة بمكافحة الإرهاب، والحياة بدت طبيعية بنسبة كبيرة في منطقة العمليات الرئيسية.
أما الرسالة الثانية، فهي التي حملها الزي الذي ارتداه وزير الدفاع وهو زي التدريب لمشاركة القوات تدريباتهم في منطقة العمل، ما يؤكد أنه رغم كونه القائد العام إلا أن الجميع "مقاتلون" في الوقت الذي يطلب فيه الوطن منه هذه المهمة.
وزير الدفاع المصري في مسرح "سيناء 2018"
وكانت زيارة القائد العام للقوات المسلحة، بحضور قائد قيادة شرق القناة لمكافحة الإرهاب وقائد الجيش الثاني الميداني، بدأت بتفقد مطار العريش وقوات التأمين للوقوف على الاستعداد والكفاءة القتالية والاطمئنان على الحالة المعيشية للعناصر المشاركة في النقاط والمراكز الأمنية، كما شارك القائد العام القوات المسلحة في تنفيذ بعض الأنشطة الرياضية والبدنية، حيث أشاد بالروح المعنوية والقتالية العالية التي يتمتع بها مقاتلو شمال سيناء.
ووفقًا لبيان رسمي صادر وزارة الدفاع المصرية، فقد تفقد القائد العام للقوات المسلحة مركز العمليات الدائم بقطاع تأمين شمال سيناء لمتابعة مراحل سير العمليات العسكرية التي تنفذها قوات مكافحة الإرهاب على مدار الساعة، كما التقى قوات تأمين شمال سيناء، حيث بدأ اللقاء بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء مصر من رجال القوات المسلحة والشرطة.
ونقل وزير الدفاع تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، واعتزازه والشعب المصري بالقوات المسلحة نظراً لما يقومون به من أعمال بطولية ساهمت في اقتلاع جذور الإرهاب وعودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها لمدن شمال ووسط سيناء.
وأكد أن القيادة العامة للقوات المسلحة تُولى اهتماما كبيراً بالفرد المقاتل وتسليحه بأحدث الأسلحة والمعدات التي تمكنه من تنفيذ كافة المهام التي توكل إليه تحت مختلف الظروف.
وأشاد وزير الدفاع المصري بالتنسيق والتعاون الجيد بين القوات المسلحة والشرطة لرصد وتتبع الخلايا الإرهابية وتنفيذ الضربات الاستباقية الناجحة ضد هذه العناصر، مؤكداً أن أهالي سيناء هم خط الدفاع الأول عن أمن مصر القومي جنباً إلى جنب مع رجال القوات المسلحة والشرطة.
وأشار إلى أهمية التطوير المستمر في الاستراتيجيات الأمنية التي يجرى تنفيذها على الأرض لمواجهة العمليات الإجرامية في سيناء، مشدداً على ضرورة الحفاظ على أعلى درجات اليقظة والجاهزية التي يتميز بها خير أجناد الأرض للتصدي لكافة التهديدات والمواقف العدائية واستعادة الأمن والأمان لهذا الجزء العزيز من أرض مصر.