الواضح لكل العيان.. أن جماعة «الإخوان» التي لقيت شر هزيمة وتكبدت خسائر ضخمة يستحيل تعويضها تخطط الآن لتصعيد عمليات التفخيخ.
الواضح لكل العيان.. أن جماعة «الإخوان» التي لقيت شر هزيمة وتكبدت خسائر ضخمة يستحيل تعويضها تخطط الآن لتصعيد عمليات التفخيخ والتفجير العشوائية في الشارع المصري، على أمل أن تعطي لطابورها الخامس فرصة الخروج إلى العلن تحت شعارات «حقن دماء المصريين، وإنهاء دوامة العنف، والقبول بمصالحة جماعة الإخوان للخروج من الأزمة المسدودة الأفق التي تعاني منها البلاد»، على الرغم من أن الجميع يعرف جيداً أن البلاد آمنة مستقرة، وأن جماعة الإخوان لم تعد تشكل خطراً على مستقبل الأمة، وأن المعركة قاربت نهاية الشوط ولم تعد هناك فرصة لعودة الجماعة من جديد، ومن المؤكد أن هذه هي الرسالة التي قصد البعض ترويجها، والتي تبعها مباشرة محاولات جماعة الإخوان الأخيرة إثارة قلق الشارع المصري!
لو أن هناك ذرة عقل تحكم عمل هذه الجماعة لأدركت أن موازين القوة اختلفت على نحو جذري، وأنه مهما تكن سطوة الجماعة فلن يكون في وسعها أن تهزم الشعب والجيش والأمن وكل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني
والواضح أيضاً أن جماعة الإخوان في عجلة من أمرها، وأنها تعرف أن الفرصة المتاحة جدا محدودة إن كانت هناك فرصة بالفعل، لأن مرحلة الإصلاح الاقتصادي أوشكت على الانتهاء بنجاح غير مسبوق، وأن مصر تدخل بالفعل مرحلة جني الثمار، حيث تهبط على نحو منتظم معدلات التضخم والعجز والبطالة، وتقول المؤشرات الجديدة إن الاستثمارات المباشرة المحلية والأجنبية تتصاعد، وأن السياحة تستعيد وضعها كأحد عناصر الدخل القومي المهمة، وأن قيمة الصادرات تزيد عن حجم الواردات، وأن مصر تدخل مرحلة إعادة بناء إنسانها بالتركيز على خدمات الصحة والتعليم، ولديها الجاهزية الكاملة لتطوير مراحل التعليم العامة ورفع كفاءة التعليم الفني والقضاء المبرم على فيروس الكبد الوبائي، وأنها انتقلت منذ عملية سيناء 2018 من الدفاع إلى الهجوم، وأن العالم كله يعرف هذه الحقائق ويتابعها على مدى الساعة، وأن الأوضاع اختلفت على نحو جذري؛ حيث أصبح مطلب جماعة الإخوان بعودة محمد مرسي ودستوره ومجلسه النيابي مدعاة للضحك أو البكاء لفرط حال الغيبوبة التي تسيطر على قيادات الجماعة.
وربما لا تزال الجماعة تعوّل على طابورها الخامس في إنتاج ونشر الشائعات، وربما لا تزال تتوقع بعض المساندة من الجماعات الفوضوية من الاشتراكيين الثوريين وأشباههم التي لا تعرف معنى الثورة أو شروطها أو المحبطين، لكن ما ينبغي أن يعرفه الجميع أن مصر دولة قانون تحترم الرأي والرأي الآخر، لكنها لا تقبل بتهديد أمنها الوطني، وربما تنجح الجماعة في تدبير حادث جبان ترتكبه في حالة هلع وخوف، لكنها أبداً لن تمر لأن مرورها يعني حرباً أهلية لا تبقي ولا تذر، خصوصاً أنها لا تخفي نواياها تجاه الأمن والجيش والقضاء وكافة مؤسسات الدولة والمجتمع المصري، تريد وتعلن عن عزمها على تدمير الجميع.
ولو أن هناك ذرة عقل تحكم عمل هذه الجماعة لأدركت أن موازين القوة اختلفت على نحو جذري، وأنه مهما تكن سطوة الجماعة فلن يكون في وسعها أن تهزم الشعب والجيش والأمن وكل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، وعرفت أن خطأها المميت الذي سارع بنهايتها أنها لم تفكر يوماً في مراجعة وتصحيح أخطائها، ولم تسمح حتى بظهور دراسة نقدية لأفكار سيد قطب التكفيرية، وتكتمت على أخطائها القاتلة خلال عام سيطرتها على حكم الدولة المصرية، بما يؤكد أننا إزاء جماعة ماسونية تفتقد الشفافية والموضوعية وتتصور أن المصريين بلا ذاكرة وتستهين بعقولهم ولا تحترمهم.
وربما يدخل في تخطيط قادة جماعة الإخوان الذين يعرفون جيداً أنهم يواجهون حائطاً مسدوداً، لأن المصريين لو أرادوا الانقلاب على السيسي لفعلوا ذلك وهم يكابدون مصاعب الإصلاح الاقتصادي وهي مصاعب ضخمة وثقيلة، لقد أسقطوا نظامين للحكم في غضون 3 أعوام، ولكنهم أعملوا جيداً عقولهم، وعرفوا أن الرئيس السيسي لم يعد أمامه أي خيار آخر سوى الإصلاح الجذري، لأن كافة الحكومات السابقة آثرت الحلول السهلة التي تفضل تأجيل المشكلة إلى الغد بدلاً من التصدي لها، وأكثر ما يخشاه الإنسان، وقد وصلت الجماعة إلى الحائط المسدود، أن تفتعل الجماعة صداماً أهلياً تحت أي ذريعة ليسقط فيه عدد من الضحايا، أو يكون الرد المتوقع مفرطاً في استخدام القوة على عمل إخواني أحمق يشبه أعمال "رمي الجتت".
وأظن أن المطلوب إزاء "رمي الجتت" الحزم والعقل، وأن يكون الجزاء على قدر العمل لا يجاوزه، فالجماعة تذبل وتموت وهي أحوج ما تكون إلى مظلومية كاذبة تلطم فيها الخدود، وأظن أنها لن تنالها لأن السيسي أذكى كثيراً من أن يقع في هذا الخطأ.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة