الإخوان.. محترفو بث الشائعات والأكاذيب ضد مصر
كمن يصب النار علي الزيت، لا تمر واقعة في مصر، دون أن يحاول الإخوان استغلالها عبر كتائبهم الإلكترونية، لنشر خطاب تحريضي يذكي الأزمات.
ومنذ ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) لا تتوانى الجماعة الإرهابية عن البحث عن ذريعة تسمح لها، بإيجاد مدخل للعودة مجددا للمشهد السياسي، من خلال بوابة الفوضى ونشر السخط والغضب بين أوساط المصريين.
وفي أقل من عام، ومنذ ظهور كورونا في مصر تحديدا في 14 فبراير/شباط 2020، كثفت الجماعة الإرهابية من استراتيجية بث الشائعات والأكاذيب، حيث نشرت مئات الشائعات التي تمس الحياة اليومية للمصريين، بالإضافة إلى استغلال حوادث ووقائع فردية لخلق شرارة حنق وغضب لدى جموع المصريين.
فمن أكاذيب حول الأوضاع الصحية في مصر بمختلف القطاعات، مرورا بترويج الشائعات حول صحة نزلاء السجون، وصولا إلى حوادث فردية يتم تصويرها ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كانت محاولات الإخوان لبحث الفتن.
آخر هذه الوقائع جرت أحداثها داخل أحد المستشفيات الحكومية (الحسينية المركزي) بمحافظة الشرقية بدلتا مصر، عندما توفيت 4 حالات مرضى فيروس كورونا محتجزين بالعناية المركزة.
الشرارة بدأت، ككل مرة، مع نشر فيديو على صفحات التواصل الاجتماعي، من داخل المستشفى، يظهر "وفاة عدد من مرضى كورونا إثر توقف ضخ الأكسجين بسبب نفاده بالمستشفى".
وسرعان ما لقي، الفيديو رواجا، بسبب عنوانه المثير ومحتواه الإنساني، حيث تحدث مصوره وقال فيه إن "كل الناس ماتت، وكل مين هو في العناية توفي"، مشيرا إلى أن سبب ذلك هو "نقص الأكسجين" في المستشفى.
وأظهر مقطع الفيديو البالغ مدته 48 ثانية فقط، ذهول ممرضة وهي جالسة على الأرض في وضع القرفصاء، وسط محاولة باقي التمريض إنقاذ الحالات.
وبغض النظر عن الحدث نفسه وما يؤول إليه من أسباب، يرى مراقبون أن الإخوان تستخدم ذات الأداة، وهي التوظيف الكاذب، طمعا وأملا في العودة للحكم بعدما تم لفظهم شعبيا.
وفي واقعة الحسينية، قالت وزارة الصحة المصرية إن حالات الوفاة الأربعة توفوا في فترات زمنية مختلفة، وأغلبهم من كبار السن ويعانون من أمراض مزمنة ولديهم مضاعفات مرضية نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا، مما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية ووفاتهم.
ولم يكن فيديو الحسينية، الأول من نوعه، لكن سبقه عدة مقاطع نشرتها الإرهابية عبر منصاتها وأبواقها الإعلامية، كان أبرزها حريق لإخواني بميدان التحرير، في محاولة بائسة لاستدعاء بوعزيزي جديد.
وبخلاف هذه الفيديوهات، تصر الكتائب الإخوانية منذ أشهر على تكرار الشائعات حول نزلاء السجون المصرية وتفشي فيروس كورونا بينهم، رغم نفي الأجهزة الأمنية وتفنيدها الدائم لهذه الأكاذيب.
سامح عيد، الخبير المصري في شؤون الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية يقول لـ"العين الإخبارية" إن "الإخوان تستخدم الحوادث الفردية، وتقوم بنشر فيديوهاتهم والترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك على مدار اليوم لتضخيم الأمر واظهاره بصورة الكارثة وانهيار الدولة المصرية".
وفي تصريحات خاصة، أضاف عيد : "يتعمدوا نشر فيديوهات أناس فقدت ذوييها في أزمة كورونا، وتزويدها ببعض الإدعاءات في محاولة منهم لإنهاك مؤسسات الدولة من جهة، ومن جهة أخرى تأليب الرأي العام وإثارة حالة من السخط العام على النظام".
بُعد زمني لفت إليه "عيد"، وهو اقتراب ذكرى مرور ١٠ سنوات على أحداث يناير/كانون ثاني ٢٠١١، قائلا: "إنه مع اقتراب ٢٥ يناير تكثف الجماعة الإرهابية من أدوات التضليل وبث الشائعات، لاستخدامها في أي مظاهرات تدعو لها من خلال أبواقها كمحمد علي وغيره.. حالة شحن دأب عليها الإخوان منذ لفظهم مجتمعيا".
وتابع: "أبواق الإخوان تعلن يوميا عبر منصات التواصل الاجتماعي وبرامجهم التي تبث على قنواتهم أرقام واتس آب لاستقبال فيديوهات البسطاء، مستغلين في ذلك أم مكلومة أو زوجة ثكلى وغيرهم".
وأوضح "عيد" أن الإخوان ومنصاتهم لا يرون الحقيقة، لا يخبروا الناس أن الوفيات أصحاب أمراض مزمنة، لا ينقلوا أي إيجابيات، لا يتحدثوا عن جودة الخدمة الطبية المقدمة في مستشفيات العزل أو الأسعار المخفضة للتحاليل والإاشاعات، التي هي معقولة في ظل أزمة عالمية تجتاح العالم.
ورغم هذا الشحن الذي وصفه "عيد" بالمبالغ، لكنه في النهاية بدى كخبير وقيادي سابق في الإخوان مطمئنا أن استراتيجية الإخوان الخبيثة ستحرقهم مع توالي الضربات الأمنية، ووعي المصريين الذين لن يقبلوا بالفوضى، ولن يرضوا بغير الاستقرار.
وشهدت الجماعة الإرهابية، خلال عام ٢٠٢٠، أسوأ أيامها إذ عانت من تفكك تنظيمي وصراعات داخلية وصلت أشدها، في أعقاب نجاح الأمن المصري في القبض على محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان.
وفتح اصطياد عزت، المعروف بثعلب الإخوان، معه خزينة أسرار التنظيم المالية، حيث تم الكشف عن العديد من الملفات المتعلقة بالمحور الداعم ماليا للجماعة منذ يونيو/حزيران 2013، وما تلاها من سنوات.
وتلقت الإخوان ضربات متتالية منذ القبض على عزت، تمثلت في توقيف قيادات ورجال أعمال ووزراء إبان عهد الإخوان، ثبت تورطهم في تمويل الجماعة الإرهابية.
وعلى مدار 7 سنوات لم تتوقف خلالها محاولات التنظيم الإرهابي لبث الفوضى بالداخل المصري، واستغلال الأحداث لإعادة الجماعة المطرودة بأمر الشعب إلى المشهد السياسي.
وفشلت آلة التخريب الإخوانية في مصر في تحقيق مآربها بنشر دعوات الفوضى والتخريب في ربوع البلاد، بفضل يقظة الأجهزة الأمنية ووعي الشعب المصري.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز