مصر والسودان: حل القضايا الخلافية ووقف التصعيد الإعلامي
اجتماع رباعي ضم وزيري الخارجية في البلدين بالإضافة إلى مديري المخابرات في مصر والسودان، لبحث النهوض بالعلاقات "المصرية-السودانية".
عقد وزير الخارجية المصري سامح شكري مؤتمرا صحفيا، الخميس، مع نظيره السوداني إبراهيم غندور، تناول الحديث عن العلاقات الثنائية بين القاهرة والخرطوم.
وقال سامح شكري، إنه تم عقد اجتماع رباعي ضم وزيري الخارجية في البلدين، بالإضافة إلى مديري المخابرات في مصر والسودان، لبحث النهوض بالعلاقات "المصرية - السودانية".
وأضاف شكري أن المشاورات اتسمت بالصراحة والشفافية وطرح كل المشاغل التي أدت خلال الفترة الماضية لسوء الفهم، وتابع قائلا: "اتفقنا على دورية انعقاد هذا الاجتماع الرباعي".
ودعا شكري وسائل الإعلام إلى الاهتمام بالخطاب الإعلامي ورفض أي إساءة إلى الشعبين أو البلدين، مطالبا الإعلاميين والصحفيين بأن يتحلوا بالموضوعية في تناول العلاقات بين البلدين.
عقب ذلك تلا وزير الخارجية المصري، البيان الصادر عن الاجتماع الأول للآلية التشاورية الرباعية بين مصر والسودان، حيث أوضح أن الاجتماع أكد ثوابت العلاقات الاستراتيجية بين البلدين واحترام الشؤون الداخلية والحفاظ على الأمن المشترك، مضيفا أنه تم الاتفاق على أهمية العمل للتعاون المستقبلي بين البلدين في مختلف المجالات.
وشدد البيان على تذليل أي صعوبات أو تحديات أمام اللجان المشتركة بين البلدين، مع التأكيد على أهمية تطوير التعاون والتنسيق المشترك في مجالات مياه النيل، والعمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية "المصرية - السودانية - الإثيوبية" التي عقدت على هامش القمة الأفريقية في أديس أبابا.
كما أكد البيان، أهمية معالجة شواغل الطرفين على أساس الأخوة، وأهمية تصحيح التناول الإعلامي للعلاقات الثنائية بين البلدين، مع الاتفاق على تعزيز التشاور في القضايا الإقليمية بين البلدين ومواصلة تعزيز التعاون العسكري والأمني بين القاهرة والخرطوم، والإعداد لعقد لجنة مشتركة برئاسة رئيسي البلدين خلال العام الجاري في الخرطوم.
وجاء نص البيان الصادر عن الاجتماع كالتالي: "انطلاقاً من علاقات الأخوة الأزلية والمصالح المشتركة ووحدة المسار والمصير بين شعبي وادي النيل، وإدراكاً لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على أساس المنفعة المتبادلة والمصلحة المشتركة، وتأكيداً للرغبة الحقيقية لدى شعبي وادي النيل في تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة وتعظيم مساحات التعاون المشترك بما يليق بأهمية العلاقات بين البلدين ويرتقي إلى طموحات الشعبين ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ مشترك وما بينهما من روابط اجتماعية وثقافية وسياسية وأمنية واقتصادية، وتنفيذاً لنتائج القمة التي عقدت يوم 28 يناير/كانون الأول 2018 بين الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، والرئيس عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان، على هامش القمة الأفريقية في أديس أبابا، وانعكاساً للروح الإيجابية التي سادت القمة، وحرص الرئيسين على توثيق أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتعزيز التشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك، عُقد في القاهرة يوم 8 فبراير/شباط 2018 اجتماع ضم إبراهيم غندور وزير خارجية السودان، والفريق أول محمد عطا المولى عباس رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني، وسامح شكري وزير خارجية جمهورية مصر العربية، واللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة بجمهورية مصر العربية، تمت خلاله مناقشة مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث خلص الاجتماع إلى ما يلي:
التأكيد على ثوابت العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين البلدين بما في ذلك العمل على تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، ومراعاة شواغل كل منهما، واحترام الشؤون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين، بما من شأنه رفع مستوى التعاون والتنسيق الثنائي إلى أعلى مستوى، على النحو الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما ووضعها في الإطار الصحيح.
الاتفاق على أهمية العمل على استشراف آفاق أرحب للتعاون المستقبلي بين البلدين في مختلف المجالات، وبحث الفرص المتاحة، وتنشيط اللجان والآليات المشتركة المتعددة بين البلدين ومن بينها اللجنة القنصلية، ولجنة التجارة، والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل، وهيئة وادي النيل للملاحة النهرية، ولجنة المنافذ الحدودية، وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، وأي لجان مشتركة أخرى يتم الاتفاق عليها، وتذليل أي صعوبات أو تحديات أمام تلك اللجان.
التأكيد على عزم البلدين المضي قدماً في تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائي، والنقل البري والجوي والبحري، ومشروعات البنية التحتية، والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدى البلدين.
التأكيد على أهمية تطوير التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في مجالات مياه النيل في إطار التزامهما بالاتفاقيات الموقعة بينهما بما في ذلك اتفاقية 1959.
العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية حول سد النهضة التي عقدت في أديس أبابا في إطار تنفيذ اتفاق إعلان المبادئ الموقع بالخرطوم في 23 مارس/أذار 2015.
التأكيد على أهمية معالجة شواغل الطرفين في إطار من الأخوة والتشاور والتنسيق البناء على جميع المستويات السياسية، وبهدف إيجاد حلول مستدامة تحقق تطلعات شعبي البلدين الشقيقين.
التأكيد على أهمية تصحيح التناول الإعلامي والعمل على احتواء ومنع التراشق ونقل الصورة الصحيحة للعلاقات الأزلية بين البلدين، والعمل المشترك على إبرام ميثاق الشرف الإعلامي بين البلدين، ورفضهما للتناول المسيء لأي من الشعبين أو القيادتين.
الاتفاق على تعزيز التشاور في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك لشرح مواقف كل طرف وتقريب وجهات النظر، بما في ذلك القضايا الإقليمية.. كما تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي وتنفيذ التوجيه الرئاسي بإقامة صندوق ثلاثي لتعزيز البنية التحتية والمشاريع التنموية الثلاثية في مصر والسودان وإثيوبيا.
الاتفاق على مواصلة تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، وعقد اللجنة العسكرية، وكذلك اللجنة الأمنية في أقرب فرصة.
الاتفاق على دورية عقد آلية التشاور السياسي والأمني التي تضم وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات في البلدين وبما يعزز التنسيق في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحل أي شواغل قد تطرأ بين البلدين.
الإعداد لعقد اللجنة المشتركة برئاسة رئيسي البلدين خلال العام الجاري في الخرطوم، حيث عقدت اللجنة الأخيرة في القاهرة عام 2016.
من جانبه، قال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، إن اللجنة الرباعية تعمل على حل جميع المشكلات بين البلدين، مشيرا إلى أن الاجتماع تناول جميع القضايا بكل صراحة ووضوح، مشددا على أهمية المحافظة على التواصل الشعبي.
ودعا غندور جميع الإعلاميين السودانيين والمصريين إلى عدم التصعيد وبث الفرقة، مضيفا أن العلاقات "المصرية - السودانية" أمانة في عنق كل إعلامي وصحفي.
وحول سد النهضة، قال غندور إنه تم الاتفاق على عقد لجنة من الدول الثلاث لمناقشة الخلافات بشأن سد النهضة، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على حل جميع القضايا الخلافية بين مصر والسودان ضمن اللجنة الرباعية.
وفي ختام المؤتمر الصحفي، أكد وزير الخارجية السوداني، أن الطريق أصبح ممهدا لعودة السفير السوداني إلى مصر، مؤكدا أنه سيعود قريبا جدا إلى القاهرة لمباشرة مهام عمله بصورة طبيعية.