جماعات العنف بمصر تصعد وتيرة الإرهاب
جماعات العنف المسلح في مصر، تصعد وتيرة العمليات الإرهابية المسلحة، مستهينة بدماء المواطنين، في مسعى لتخريب البلاد ونشر الفوضى.
صعدت جماعات العنف المسلح في مصر، وتيرة العمليات الإرهابية المسلحة، مستهينة بدماء المواطنين، في مسعى لتخريب البلاد ونشر الفوضى.
وكثفت هذه الجماعات من عملياتها الإرهابية في محاولة لتشتيت جهود الأمن ووقف ضرباته الأمنية الاستباقية التي أسقطت العديد من الخلايا الإرهابية في الفترة الأخيرة، وأجهضت مخططاتها الإرهابية.
البداية كانت مع محاولة اغتيال قاضيا بهيئة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، عبر سيارة مفخخة بحي "مدينة نصر" شرقي القاهرة.
وقالت مصادر أمنية إن سيارة مفخخة انفجرت لدى مرور سيارة المستشار أحمد أبو الفتوح عضو اليسار بهيئة محاكمة المعزول محمد مرسي (المنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية) في قضية "أحداث الاتحادية"، بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر، مؤكدين أن القاضي المستهدف لم يصب بأي سوء، ولم يسفر الحادث عن سقوط قتلى أو جرحى.
ثم جاءت الحادثة الثانية، في استشهاد العميد هشام محمد محمود، أحد ضباط الجيش المصري، برصاص إرهابيين، أمام منزله، بمحافظة العريش في شمال سيناء (شرق القاهرة).
وقال العميد محمد سمير، المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، على صفحته الرسمية بموقع "فيس بوك"، اليوم الجمعة: إنه "في تمام الساعة الواحدة وخمسين دقيقة ظهر اليوم الجمعة، قام ثلاثة عناصر إرهابية مسلحين بإطلاق النيران على العميد مقاتل/ هشام محمد محمود من أبطال القوات المسلحة أمام منزله بمدينة العريش عقب تأديته صلاة الجمعة، ما أسفر عن استشهاده".
ولم يمر اليوم على هاتين الحادثتين فقط، بل حاولت جماعات العنف الإرهابية تفجير سيارة مفخخة بميدان النهضة في الجيزة (غرب القاهرة).
وتمكن ضباط الأمن الوطني في الجيزة من إلقاء القبض على شخصين داخل سيارة بميدان تحمل عبوة ناسفة تمكن خبراء المفرقعات من تفكيكها، وتبين مكوناتها من نترات المونيوم ودائرة كهربائية ومفجر وقطع من القماش مشبعة بالبنزين.
ويبدو أن الضربات الأمنية لهذه الجماعات، كانت سببًا في تسريع وتيرة العمليات الإرهابية، حيث كشفت وزارة الداخلية المصرية عن مخططا إرهابيا لقيادات جماعة الإخوان في الخارج، لتطوير هيكلها التنظيمي بالداخل، بتشكيل كيانات مسلحة بمسميات جديدة منها "حركة سواعد مصر" و"حسم" و"لواء الثورة"، واستغلالها كواجهة إعلامية تنسب إليها عمليات العنف التي تنفذها الجماعة.
وأضاف بيان للوزارة، أنه تم تحديد القيادات والكوادر المتورطة في ذلك التحرك داخل وخارج البلاد، وضبط العديد منهم على مستوى مختلف المحافظات في الإطار القانوني، بالإضافة إلى تحديد العديد من الأوكار المخصصة للتدريب والإيواء والتخزين وتصنيع العبوات المتفجرة، وكان أبرزها معسكر تدريبي بمنطقة جبلية بمحافظة أسوان.
وأشار إلى أنه تم ضبط العديد من الأسلحة والمتفجرات، تضمنت 62 قطعة سلاح متنوعة، 9 عبوات معدة للتفجير من مادة RDX شديدة الانفجار، كمية كبيرة من المواد الكيميائية التي تستخدم في تصنيع المتفجرات، وسيارتين كانتا مجهزتين للتفخيخ، وكمية كبيرة من الطلقات مختلفة الأعيرة ومبالغ مالية ضخمة من العملات المحلية والأجنبية.
وكشفت نتائج التحقيقات عن تورط هذه الجماعات في محاولة اغتيال المستشار زكريا عبد العزيز النائب العام المساعد بعبوة ناسفة وتفجيرها عن بُعد أثناء مرور سيارته، وأيضًا محاولة اغتيال المفتي السابق الشيخ علي جمعة؛ بإطلاق الرصاص عليه أثناء توجهه إلى المسجد، فضلا عن تفجير عبوة أمام نادى الشرطة بدمياط.
وكان ما يسمى بـ"تحالف دعم الشرعية" الذي تقوده جماعة الإخوان، دعا في بيان له، إلى الفوضى عبر مظاهرات تستمر لمدة أسبوع تطالب بإسقاط النظام، بسبب القرارات الاقتصادية الإصلاحية الأخيرة، وأيضًا الاحكام الأخيرة التي صدرت بحق قيادات الإخوان، والتي كان آخرها الحكم النهائي بسجن الرئيس المعزول محمد مرسي ومرشد الإخوان وقيادات الجماعة 20 عامًا في قضية الاعتداء على المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي، والمعروفة إعلاميًا باسم "قضية الاتحادية".
ومع تضيق الخناق على هذه الجماعات وفشل محاولات إثارة الرأي العام المصري، وتراجع قدرتهم على الحشد لإحداث فوضى، بدا أن العنف والإرهاب هما الملاذ الأخير لها.