تركيا لا تمل والقاهرة تتحفظ.. شروط مصر لعودة العلاقات
مجددا، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم الإثنين، رغبة بلاده بوجود علاقات جيدة مع دول الجوار بما فيها مصر واليونان.
وزعم اكار خلال تعليقه على المناورات العسكرية التي تجريها اليونان في البحر المتوسط، أن "تخلي اليونان عن مواقفها الاستفزازية مهم لأمن المنطقة".
وتابع أكار قائلا "نرغب في بناء علاقات جيدة مع دول الجوار بما فيها مصر واليونان".
تحفظ مصري
أمس الأحد، حدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، الأحد، حدود التواصل مع أنقرة ، في أعقاب المغازلة التركية الأخيرة للقاهرة.
وفي كلمته خلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، قال شكري إن "الخارجية المصرية رصدت تصريحات تركية لفتح قنوات الحوار بين البلدين"، مؤكدا حرص بلاده على استمرار العلاقة الوثيقة بين الشعبين المصري والتركي.
وأضاف "الوضع السياسي ارتبط دائمًا بمواقف الساسة في تركيا، خصوصًا بعد المواقف السلبية التي اتخذوها تجاه مصر"، مشددا على أنها لا تؤثر على العلاقات بين الشعبين.
وحول فرص التواصل بين مصر وتركيا، قال شكري: لا تواصل خارج الإطار الدبلوماسي الطبيعي، وإذا ما وجدنا أفعالًا حقيقية من تركيا وأهدافًا تتسق مع الأهداف والسياسات المصرية التي تسعى للاستقرار في المنطقة وعدم التدخل في شؤون الدول والاحترام المتبادل، ستكون الأرضية مؤهلة للعلاقة الطبيعية مع تركيا.
وأشار إلى أن "الأقوال وحدها لا تكفي" وإنما ترتبط بالأفعال والسياسات، والأفعال هي التي تعيد أية علاقات إلى وضعها الطبيعي.
ومؤخرا، كررت تركيا محاولات التودد إلى مصر، برسائل مغازلة عبر مسؤوليها الأتراك بهدف إعادة العلاقات بين البلدين، وهو ما ردت عليه القاهرة بأنه "ليس هناك ما يمكن أن يطلق عليه توصيف استئناف الاتصالات الدبلوماسية".
شروط عودة العلاقات
ويرى خبراء سياسة وقانون أن مغازلة أنقرة للقاهرة تعتبر اعترافا منها بدور مصر المركزي في شرق البحر المتوسط، ورغبة في كسر حالة الحصار الذي تعانيه.
وفي تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، قال المحلل السياسي التركي، مصطفي أوزجان: إن أنقرة تقوم بالتقارب مع مصر لأن علاقات تركيا تقلصت مع الخارج، الأمر الذي أثر سلبا علي الاقتصاد التركي، لذلك فهي بحاجة لتحسين علاقاتها الخارجية السياسية وهي جادة في هذه المسألة.
في المقابل، اعتبر سفير مصر السابق لدي تركيا، عبد الرحمن صلاح: إن وزير الخارجية المصري عبر عن المضمون الحقيقي للمصالحة مع تركيا، مؤكدا أن المصالحة لها شروط ينص عليها القانون الدولي.
وحول هدف أنقرة من هذه المصالحة أوضح صلاح، أن تركيا يجب أن تغير سياستها بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها، مشددا علي ضرورة اختبار جدية تركيا في أحداث تقدم في المصالحة مع مصر، حيث لا تكفي الأقوال فقط.
وفي الداخل التركي هاجمت ميرال أكشينار زعيمة حزب "الخير" التركي المعارض، نظام الرئيس رجب طيب أردوغان على خلفية "شخصنة" العلاقات الخارجية.
جاء ذلك خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزب الخير بزعامة أكشينار المعروفة بـ"المرأة الحديدية"، وفق ما نقله الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" التركية المعارضة.
وقالت أشكينار لأعضاء كتلة الحزب البرلمانية: "لقد سبق وأن حذرنا السلطة في كل فرصة تسنح لنا، من اعتمادها على الشخصنة في العلاقات الخارجية".
وتابعت "شددنا للسلطة على أن العلاقات بين البلدان تدار من خلال دبلوماسيين أكفاء، لكنها أغلقت آذانها، وقام أردوغان بربط كل سياسته الخارجية بعلاقاته الشخصية".
ومضت قائلة: "غير أن شيئًا ما يحدث هذه الأيام (في إشارة لتودد تركيا لمصر)، حتى إن وزير الدفاع (خلوصي أكار) قال: لدينا العديد من القيم التاريخية مع مصر"، مضيفة: "قد تكون هناك تطورات مختلفة في الأيام المقبلة".
المرأة الحديدية التركية قالت: "وهنا أود طرح سؤال على أردوغان: هل تجس النبض بفتح هذه القضايا عن طريق وزير الدفاع والمتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية؟."
واستطردت قائلة "الدولة لا تدار هكذا، لا يمكنك أن تجعل هذه الأمة تدفع ثمن أهوائك الشخصية"، متابعة: "ما دمت كنت ستنتهي إلى هذه المرحلة، لماذا كبدت البلاد كل هذه الخسائر؟".
وأوضحت: "من سيتحمل مسؤولية ما تكبدناه من خسائر تجارية واقتصادية وعسكرية جرّاء العناد؟ الأمر لن ينتهي بمجرد اتجاهك لفتح صفحة جديدة، وعليك أولا تحمل المسؤولية والاعتذار للشعب".
واختتمت حديثها قائلة "السلطة (التركية) لديها حسابات سياسية لكل خطوة، لهذا السبب لا تقوم بطمأنة أي شخص. ولهذا السبب لم يتبق لديها أي رصيد لا في الداخل ولا في الخارج".
وقال المحلل السياسي ،أحمد أصفهاني ، إن أبرز ملفات الخلاف بين القاهرة وتركيا هو إيواء الأخيرة لعناصر تنظيم الإخوان المصريين الفارين من قضايا عنف وإرهاب، وهو الأمر الذي يزعج القاهرة.
واستبعد أصفهاني قدرة تركيا علي تقديم تنازلات في بعض الملفات الخلافية، وهو الأمر الذي سيجعل القاهرة حذرة جدا في التعامل مع تركيا.