"جوجنهايم أبوظبي" يعلن عن معرضه الثاني "مسارات إبداعية"
في المعرض الثاني الذي تنظمه "جونجهايم أبوظبي" ثيمات خاصة في تاريخ الفن المعاصر منذ ستينيات القرن الماضي وحتى يومنا تجمع فنانين من أجيال مختلفة
أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، الاثنين، عن تنظيم المعرض الرئيسي الثاني لمتحف "جوجنهايم أبوظبي" تحت عنوان "تفاعل/ تشكيل/ تواجد: مسارات إبداعية"، والذي سيفتتح أبوابه في 8 مارس 2017، في منارة السعديات في جزيرة السعديات، أبوظبي.
وسيتبنى المعرض سياق السرد المتحفي لجوجنهايم أبوظبي، ونظرته الإبداعية العابرة للثقافات، حيث سيجمع فنانين معاصرين من مختلف الجنسيات والفترات الزمنية، الذين ميّزتهم إسهاماتم الاستثنائية وممارساتهم الفريدة في تاريخ الفن المعاصر، منذ ستينيات القرن الماضي وحتى زمننا الحالي.
ويأتي معرض "مسارات إبداعية" بعد معرض المتحف الأول "أبعاد مضيئة: مختارات من مقتنيات جوجنهايم أبوظبي" في 2014، والذي استقطب أكثر من 90 ألف زائر.
وقال سيف سعيد غباش، مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: "ما يميز أبوظبي كوجهة ثقافية عالمية، هو انفتاحها واحتضانها لثقافات العالم، وتمسكها وحفاظها على جوهر أبعادها الاجتماعية والتاريخية. ورُسخت قواعد هذه الهوية الثقافية عبر برامج حافلة بالأنشطة والفعاليات والمعارض الفنية المختلفة، وأصبحت أبوظبي بذلك جسراً للتواصل الثقافي والحوار الحضاري. سيركز معرض "مسارات إبداعية" على مصادر الإلهام المتشابهة والأفكار الفنية المنسجمة، التي تشكّلت ونمت مخترقة الفوارق الجغرافية عبر القارات، ومتأقلمة مع حقبات زمنية مختلفة، وسيقدّم المعرض أعمالاً تتسم بتنوعها وثراء أبعادها المادية والفكرية والعلمية، إضافة إلى أهميتها عبر مختلف الثقافات والفترات الزمنية. ويتخذّ المعرض سياقه الفنيّ من رؤية المتحف العابرة للثقافات نهجاً ثابتاً لتسلسله وتفرّعه، متماثلاً مع أهداف هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الساعية إلى تعزيز وتأكيد مكانة الإمارة كمنصة لثقافات العالم".
وسيتضمن المعرض على ما يزيد عن 25 عملاً فنياً لأكثر من 18 فنانٍ عالمي، منها أعمال تركيبية، ولوحات، وصور فوتوغرافية، ومنحوتات، وفيديو، ورسومات على ورق، التي ستتمحور حول ثيمات المعرض الثلاث الرئيسية المتمثلة في مفاهيم: التفاعل، التشكيل، والتواجد.
وقال ريتشارد أرمسترونج، مدير متحف ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم: "سيحتضن معرض مسارات إبداعية أعمالاً فنيةً تركز على محلية مواقع جغرافية منها أبوظبي، ولندن، ونيويورك، وباريس، وطوكيو، تمكّن زائري المعرض من اكتشاف جماليات أوجه التشابه في اختلاف ثقافاتها. وكما عهدنا في معرض أبعاد مضيئة، تفرض هذه الأعمال الفنية معانٍ حسيةٍ تأخذ الزائرين في تجربة فنية تقدم بساطة وغموض حياتنا اليومية بمنظور مختلف. وهذا يمثل لمحة عن البحوث والدراسات الفنية الدقيقة التي يقوم بها فريق عمل منسقي متحف جوجنهايم أبوظبي لتحقيق رؤية المتحف الشاملة والتي تتعدى الثقافات وحدود الزمان والمكان".
تفاعل
يعتبر فن الأداء منتجاً لعملية تعبيرية تمكن الفنان من إدراك مفهومه الفني، موثقة بذلك رسالته الإبداعية التي تحصر جوهره ووجوده في حدود المكان والزمان. وبناء عليه تزايد اهتمام الكثير من الفنانين بالفن الأدائي والتفاعلي في حقبة الستينيات، حيث أنهم قاموا بتبنيه في إنشاء وتطوير وتحديد أسلوبهم الفني، سواء كان ذلك عبر أداءات مصممة ومدروسة، أو بإجراءات عفوية، أو حتى عبر توجيه الجمهور حسب رؤيتهم الفنية وإشراكهم فيها. سيكتشف معرض "مسارات إبداعية" هذا النهج الفني في قسم "تفاعل" والذي سيحتفي بأعمال فنانين مخضرمين، منهم: رشيد آرائين ومحمد كاظم.
تشكيل
سيحتوي قسم "تشكيل" على أعمال تتمحور حول عملية الإنتاج الفني، حيث يعتبر العديد من الفنانين المعاصرين، أن عملية الإنتاج الفني ومراحله حتى الوصول إلى العمل الفني النهائي والمواد المستخدمة فيه، والتغيرات التي تطرأ عليه عبر مرور الزمن، وردود فعل الجمهور تجاهه، هي العوامل الأهم في قيمته الفنية وتقييمه، وليس العمل الفني الناتج. وستصاحب هذه الأعمال الفنية المعروضة مواد أرشيفية منها صور فوتوغرافية، وأفلام فيديو، ووثائق أرشيفية، مجسّدة لمنهجية الفنانين، ومصادر إلهامهم وابتكارهم. وسيعرض قسم "تشكيل" أعمالاً فنية لـشيراقا كازوو وتاناكا أتسوكو، المعروفين بارتباطهم بـ"مؤسسة جوتاي الفنية" (اليابان، 1954-1972)، والذين اشتهروا بسبلهم الفنية المفعمة بالحيوية والديناميكية العالية. ويتضمن القسم أعمالاً لمجموعة أخرى من روّاد الفن من الستينيات، منهم نيكي دو سانت فال وغونتر أوكر، المشهورين باستخدامهم مواد يومية وأساليب غير تقليدية في أعمالهم الفنية، إعراباً عن رأيهم حول التغيرات الكبيرة التي لاحظوها في المجتمع المعاصر. كما سيتميز القسم باحتوائه على عمل فني ضخم يعود إلى الفنان أنيش كابور المعروف بمنحوتاته الهندسية المستلهمة من الطبيعة والأنماط التي نراها في البيئة الحية.
تواجد
يلجأ الفنانون إلى ترك بصمتهم الخاصة في أعمالهم الفنية، ونجد الوجود والحضور البشري، سواءً الفنان نفسه، أو غيره ممن حوله في عملهم الفني، وتظهر فيها الحركة البدنية دالةً على هذا الوجود. سيمنح القسم الثالث من معرض "مسارات إبداعية" الفرصة للزوار بالتعرف على الأساليب الفريدة التي يتميز بها الفن المعاصر في تسخير الكيان البشري لإتمام مفهوم فني محدد. ويتكون القسم من أعمال تركيبية؛ يعود إحداها إلى الفنانة سوزان حفونا، والتي تدمج بين الكوريوغرافيا (فن تشكيل الرقص المتوازن) ونمط الحياة اليومية، ويجمع عملها بين رسم على ورق، فيديو تركيبي، وأفلام توثيقية.
وتتمحور رؤية متحف جوجنهايم أبوظبي على الارتقاء بمستوى الوعي والتقدير للفن المعاصر والعمارة وغيرها من مظاهر الثقافة البصرية المعاصرة من منظور دولي. ويدعم المتحف برنامجاً فنياً عابراً للثقافات حول الفن والثقافة البصرية من ستينيات القرن العشرين وحتى الوقت المعاصر، مع التركيز على الفنون من غرب آسيا، وشمال أفريقيا، وجنوب آسيا.
معرض «تفاعل • تشكيل • تواجد: مسارات إبداعية» من تنسيق فاليري هيلينجز، منسق فني ومدير الشؤون التنسيقية؛ ساشا كالتير-واسرمان، منسق مساعد؛ بمساعدة سارة دويدار، منسق مساعد، لمشروع جوجنهايم أبوظبي، مؤسسة سولومون آر جوجنهايم؛ وميساء القاسمي، مدير برامج متحف جوجنهايم أبوظبي؛ بمساعدة منيرة الصايغ، منسق برامج متحف جوجنهايم أبوظبي، من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.