محور قناة السويس.. كيف نجحت مصر بتأمين شريان التجارة الأشهر؟
مشروعات مصرية ضخمة يشهدها محور قناة السويس تم الإعلان عن كثير منها والانتهاء من بعضها، وجار تنفيذ باقي تفاصيل الاستراتيجية المرسومة.
مشروعات مصرية ضخمة يشهدها محور قناة السويس، تم الإعلان عن كثير منها والانتهاء من بعضها، بينما يجري على قدم وساق تنفيذ باقي محاور الاستراتيجية المرسومة للنهوض بمصر انطلاقاً من هذه المنطقة، وكما تتزايد المشروعات، يتنامى تركيز الإرهاب على المنطقة الحيوية للتجارة العالمية.
القوات المسلحة المصرية أعلنت أمس، الأحد، عن تعزيز الإجراءات الأمنية في تلك المنطقة بالتنسيق مع جهاز الشرطة، لكن ما حجم المخاطر التي تهدد محور القناة، والأهداف الحيوية في مصر التي أدت إلى تعزيز الإجراءات الأمنية؟ وهل ما زال الإرهاب بالجرأة ليقترب من الأهداف الحيوية رغم إحكام السيطرة الأمنية عليها؟ وما أدوات الأمن للتوصل إلى عناصر الإرهاب المتخفية في قلب المدنيين؟
مخابرات وخطوط ساخنة
يقول اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن ما أعلنته القوات المسلحة المصرية حول تعزيز إجراءاتها لتأمين المعابر والمعديات على المجرى الملاحي لقناة السويس والمحاور الاستراتيجية هو جزء من خطة تأمين شاملة مكثفة للأهداف المصرية الاستراتيجية على كل المستويات، يتم تنفيذها بالتنسيق مع جهاز الشرطة.
ويوضح الحلبي، في تصريح لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن الجماعات الإرهابية تستهدف كل الأهداف الحيوية، سواء داخل بر مصر أو خارجه، فالخطة تشمل تأمين أهداف خارج الأراضي أيضاً على رأسها حقل ظهر في مياه البحر المتوسط، الذي بدأ العمل به فعلًا، والتأمين غير قاصر على المجرى الملاحي لقناة السويس.
ويضيف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن أجهزة المخابرات المصرية على اختلاف أنواعها ومستوياتها هي المصدر الرئيسي لرسم خطط الأمان، فهي المصدر الرئيسي لتتبع الإرهاب وعناصره، ولولا الجهود المخابراتية ما كانت القوات المسلحة والشرطة تقدران على تنفيذ ضربات استباقية تمثل السبب الأساسي في تراجع الإرهاب عن ذي قبل.
وتابع: كما يأتي في المقام الثاني البلاغات المقدمة من مدنيين، إما بإبلاغ الجهات الأمنية مباشرة أو عبر الخطوط الساخنة التي خصصتها الدولة لهذا الغرض، ويتم عرضها باستمرار على شاشة التلفزيون الرسمي وعدد من الفضائيات المصرية.
ويؤكد الحلبي أن عدداً لا يُستهان به من البلاغات المقدمة عبر الخطوط الساخنة تكون صحيحة وعادةً ما تؤكد معلومة لدى الأجهزة الأمنية وتسهم في تسديد ضربات استباقية للإرهاب، موضحاً أن الأجهزة الأمنية تكون لديها المعلومة، إلا أن المعلومة في حد ذاتها لها مواصفات كثيرة، منها أن تكون متكاملة، دقيقة، ومستمرة، والبلاغات المدنية تسهم بشكل كبير في تحقيق هذه المواصفات.
حرب مستمرة
وحول جرأة الإرهاب واستمراره في محاولة تنفيذ عملياته الإجرامية وتهريب أسلحة إلى سيناء والداخل المصري، قال الحلبي إنه على الرغم من أن الكثيرين لم يعودوا يصدقون أن مصر ما زالت مستمرة في حالة حرب مع الإرهاب بسبب السيطرة الأمنية الضخمة عليه، إلا أن الإرهاب مستمر في محاولاته، والأمن مستمر أيضاً في توجيه ضربات قاتلة واستباقية له، والقوات المسلحة المصرية تحرص بين الحين والآخر على أن تبعث للشعب المصري برسائل طمأنة من خلال إطلاعه على جانب من الخطط الأمنية التي يتم تنفيذها.
وعن تفاصيل ما أعلنته القوات المسلحة حول خطط التأمين مؤخراً فإنه تنفيذ لتوجيهات القيادة العامة للجيش المصري، حيث قامت عناصر من القوات المسلحة بنطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية بتكثيف إجراءاتها الأمنية لحماية الأهداف المهمة، وإحكام السيطرة على المعابر والحدود البرية والساحلية على المحاور الاستراتيجية للدولة.
خطة وتفاصيل
ووفقاً لما أعلنه المتحدث العسكري المصري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، أمس الأحد، فإنه في نطاق الجيشين الثاني والثالث الميداني عززت القوات المسلحة من إجراءاتها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية لتأمين المعابر والمعديات على المجرى الملاحي لقناة السويس، وفقاً لخطة محكمة تستهدف ضبط العناصر الإجرامية والمشتبه بهم ومنع وصول الدعم اللوجستي إلى العناصر الإرهابية.
وفي نطاق الجيش الثالث الميداني شددت عناصر التأمين من إجراءاتها بمحيط معدية الشط، ونفق الشهيد أحمد حمدي، واستخدام أحدث أجهزة وتقنيات الكشف عن الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة لمنع تهريبها من وإلى سيناء، مع اتخاذ الإجراءات كافة التي تكفل سرعة وانتظام الحركة المرورية للأفراد والمركبات عبر المعابر.
كذلك المعابر والمعديات بنطاق الجيش الثاني الميداني بكل من معديات سرابيوم ورقم 6 والقنطرة بمحافظة الإسماعيلية، وكذلك كوبري السلام والكباري العائمة التي تم إنشاؤها مؤخراً للتيسير على المواطنين من أبناء سيناء والعاملين بالمشروعات التنموية الجديدة التي يجرى تنفيذها شرق القناة.
