مصر 2017.. تراجع الإرهاب وتطور سبل مواجهته
رغم تراجع عدد العمليات الإرهابية في مصر خلال 2017، شهد هذا العام حادث "الروضة" الأعنف في تاريخ مصر الحديث.
تواجه مصر منذ عام 2012 موجة إرهابية هي الأعنف في تاريخها المعاصر، وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال عام 2015 الذي احتل المرتبة الأولى من حيث عدد العمليات الإرهابية.
ورغم تراجع عدد العمليات الإرهابية في مصر خلال عام 2017 لتصل إلى نصف عددها خلال 2016؛ فإن عام 2017 شهد حادث "مسجد الروضة" الإرهابي الأعنف في تاريخ مصر الحديث من حيث عدد الضحايا، والثاني عالميا في 2017، والذي أودى بحياة 311 شخصا، متجاوزا حادث تفجير الطائرة الروسية في 2015، الذي راح ضحيته 224 شخصا كانوا على متنها.
ولمواجهة الإرهاب ومموليه، اتخذت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من القرارات والإجراءات في سبيل محاربته، وسيظل عام 2017 علامة مضيئة في الحرب على الإرهاب؛ لما شهده من تحركات وتطورات على صعيد كشف الإرهاب ومكافحته عسكريا وماديا وفكريا وحتى سياسيا.
إجراءات حاسمة
استهل الإرهابيون عملياتهم عام 2017 في 9 يناير/كانون الثاني، حين استهدفوا كمين شرطة المطافئ بحي المساعيد في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، وأسفر الهجوم عن استشهاد 9 جنود وإصابة آخرين، فيما نجحت الأجهزة الأمنية في تصفية 10 عناصر إرهابية من المتورطين في العملية.
وبعدها بأيام انطلقت اجتماعات المنتدى العالمي لـمكافحة الإرهاب بالقاهرة، بمشاركة كبار المسؤولين في 35 دولة من بينها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وفي هجوم على نقطة تفتيش أمنية في محافظة الوادي الجديد بصحراء مصر الغربية، استشهد 8 من رجال الشرطة، وأصيب العشرات من الضباط والجنود والمسعفين.
وفي غضون ذلك قضت محكمة جنايات شمال القاهرة، بإدراج جماعة الإخوان على قائمة الكيانات الإرهابية، وإدراج 1420 من أعضاء الجماعة والموالين لها، على قائمة الإرهابيين لمدة 3 سنوات.
تطور نوعي
وفي شهر فبراير/شباط، واصلت مصر تركيزها على ملف مكافحة الإرهاب دوليا من خلال عضويتها في مجلس الأمن ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس، ومحليا من خلال الإجراءات والاجتماعات التنسيقية بين أجهزة الدولة.
ففي مطلع الشهر أوصى المؤتمر الدولي للبرلمانيين بشأن مكافحة الإرهاب والتصدي الوقائي، والذي عُقد في الفترة من 31 يناير إلى 2 فبراير/شباط، بمدينة أسوان تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي محاولة لبث الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، استهدف إرهابيون في سيناء 7 مواطنين مسيحيين؛ ما أدى إلى انتقال بعض الأسر المسيحية للعيش في محافظة الإسماعيلية، وخاصة مع رسائل التهديد التي وصلت إليهم عبر الهواتف.
وقبل نهاية الشهر طالب مؤتمر "الإرهاب والتنمية الاجتماعية.. أسباب ومعالجات" بمدينة شرم الشيخ، بتنسيق دولي على أعلى مستوى لمحاصرة الإرهاب ودحره، وناقش المؤتمر بمشاركة وزراء التنمية والشؤون الاجتماعية العرب، عدة محاور حول الإرهاب وأثره في المجتمع.
نهاية أسطورة جبل الحلال
ومع بداية شهر مارس/آذار، كشف الجيش المصري عن تفاصيل أضخم عملياته للقضاء على الإرهاب، باقتحام "جبل الحلال" في مهمة كبيرة للسيطرة على وكر للإرهاب؛ أسفرت عن ضبط مصانع وكميات هائلة من المعدات والأسلحة، وتصفية أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية التي اتخذت من الجبل ملاذا ومكانا لتدريبهم والتخطيط لعملياتهم الإرهابية.
وخلال الشهر نفسه اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا أعدته مصر، حول "آثار الإرهاب على التمتع بحقوق الإنسان"، وشاركت في تبنيه نحو 30 دولة أخرى من بينها الدول العربية.
وفي نهاية الشهر أكد الرئيس المصري أن الإرهاب استغل الفراغ في ضعف المؤسسات الوطينة، وطالب خلال كلمته بالقمة العربية التي عُقدت بالعاصمة الأردنية عمان، بالعمل على مسارين متوازيين، هما محاربة الإرهاب وبذل الجهد لتسوية الأزمات القائمة في المنطقة، مشددا على أن مواجهة الإرهاب تبدأ بالحسم العسكري وتنتهي بالتصدي للفكر المتطرف على المستوى الديني والتعليمي.
هجمات انتحارية
ومع مطلع شهر إبريل/نيسان، أعلن الرئيس السيسي حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر، عقب سقوط 45 شخصا على الأقل في تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية خلال احتفالات أحد السعف، وتبناهما تنظيم "داعش" الإرهابي.
كما ضرب الإرهاب كمينا بطريق "سانت كاترين" جنوب محافظة سيناء، في حادث أسفر عن استشهاد أمين شرطة وإصابة 4 آخرين.
وخلال زيارته إلى مقر وزارة الدفاع الأمريكية، "البنتاجون"، في واشنطن، وضع الرئيس المصري مجموعة من الشروط تضمن القضاء على الإرهاب في العالم، أبرزها تجفيف منابعه بوقف وصول المال والسلاح والمقاتلين إليه.
وبنهاية الشهر أصدرت عائلات شمال سيناء بيانا استنكرت فيه ما نشرته بعض المواقع التابعة للتكفيريين أنهم قتلوا 40 شخصا من قبيلة الترابين، وطالب البيان جميع القبائل العربية والعائلات والشباب بسيناء بالتصدي والتحدي لهذه العناصر الإرهابية الدخيلة على أرضهم.
الرد السريع
شهر مايو/أيار، تستمر مصر في محاصرة الإرهابيين ومموليهم وتبدأ الأحداث المتعلقة بالإرهاب هذا الشهر بكلمة للرئيس المصري أمام القمة العربية الإسلامية التي عُقدت بالرياض، طرح خلالها استراتيجية مصر الشاملة لمواجهة هذا الخطر.
كما نجحت البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، في استصدار قرار من مجلس الأمن بإجماع آراء الأعضاء، يرحب بالإطار الدولي الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابي الذي كانت مصر قد نجحت في اعتماده بالإجماع كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن.
وبمنتصف الشهر ومع حلول شهر رمضان المبارك، قتل ما لا يقل عن 29 شخصا، بينهم أطفال، وأصيب 24 آخرون، بينهم عدد كبير إصاباتهم خطيرة، في هجوم بالرصاص استهدف مسيحيين في محافظة المنيا بجنوب مصر، كانوا متجهين إلى دير الأنبا صموئيل في صحراء المنيا.
وبعدها بساعات وجهت القوات الجوية المصرية، 6 ضربات جوية مركزة داخل العمق الليبي استهدفت تنظيمات إرهابية بالقرب من مدينة "درنة" مدعومة من تنظيم "داعش" الإرهابي.
ضربة قاضية
ومع بداية شهر يونيو/حُزيران، أعلنت مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، وأصدرت قائمة لتصنيف وحظر 59 فردا و12 كيانا في قوائم الإرهاب والتي تمولها وتدعمها دولة قطر بالمال والسلاح.
وحضر الرئيس السيسي خلال هذا الشهر، القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عُقدت بالرياض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي حمّل السلطات الإيرانية المسؤولية عن عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وقبل نهاية الشهر ترأست مصر الاجتماع الخاص للجنة مكافحة الإرهاب في نيويورك حول التعاون الدولي في المجالين القضائي وإنفاذ القانون لمواجهة الإرهاب، وهو الاجتماع الذي بادرت مصر بعقده بوصفها رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن.
مجلس قومي لمواجهة الإرهاب
وفي مطلع شهر يوليو/تموز، استهدف إرهابيون من تنظيم "داعش" كمين "البرث" العسكري بمدينة رفح بشمال سيناء، ما أسفر عن استشهاد وإصابة 26 فردًا من القوات المسلحة، وقُتل ما لا يقل عن 40 إرهابيا.
وقدم وفد مصر الذي شارك في اجتماعات مجموعة الاتصال الاستراتيجي بـالتحالف الدولي ضد "داعش"، وكذلك اجتماعات كبار المسؤولين المعنيين بمكافحة الإرهاب بالدول أعضاء التحالف، والتي عُقدت بالعاصمة الأمريكية واشنطن، مزيدا من الأدلة التي تبرهن على دعم دول بعينها للتنظيمات الإرهابية، وطالبت مصر بضرورة بلورة موقف حازم تجاه تلك الدول.
وبمنتصف الشهر استهدف مسلحون مجهولون يستقلون دراجة بخارية، دورية أمنية متحركة بمنطقة "أبو صير" بمركز البدرشين جنوب الجيزة، ما أسفر عن استشهاد 5 من رجال الشرطة، ولاذ المنفذون بالفرار.
وبنهاية الشهر أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا جمهوريا بإنشاء المجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرّف، وحدد اختصاصاته، بهدف حشد الطاقات المؤسسية والمجتمعية للحد من مسببات الإرهاب ومعالجة آثاره.
تعاون عربي للقضاء على الإرهاب
ومع بداية شهر أغسطس/آب، ردت مصر على شكوى قطر ضد مصر في مجلس الأمن والتي زعمت فيها استغلال القاهرة لعضويتها في المجلس لتحقيق أغراض سياسية خاصة، وقالت مصر إن إن شكوى قطر "قد لا تستحق في حقيقة الأمر عناء الرد عليها".
وخلال هذا الشهر أدرجت السلطات المصرية 296 إخوانيا على قوائم الإرهاب، وشملت العديد من قيادات الجماعة الإرهابية داخل البلاد وخارجها.
وشهدت القاهرة خلال هذا الشهر، اجتماع كبار المسؤولين في وزارات الشؤون الاجتماعية والعدل والشباب العرب برئاسة الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وذلك لتنفيذ قرار القمة العربية الأخيرة في عمّان بشأن "الإرهاب والتنمية الاجتماعية".
إصرار على دحر الإرهاب
وفي سبتمبر/أيلول، تصدرت قضية مكافحة الإرهاب على الصعيد الإقليمي والدولي، أولويات أجندة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للأمم المتحدة، والذي شدد في كلمة أمام الجمعية العامة، على ضرورة محاربة الإرهاب وتمويله ووسائل إعلامه، وقال: "لا مستقبل للنظام العالمي دون حسم الإرهاب ووقف تمويله ووسائل إعلامه".
وفي عملية إرهابية جديدة استشهد 10 من قوات الأمن المصري بينهم ضابط وأصيب 3 آخرون بينهم عميد، في استهداف متزامن بالعبوات الناسفة لـ3 سيارات شرطة على طريق بئر العبد العريش بمحافظة شمال سيناء.
وفي حادث آخر تمكنت قوات كمين أمني جنوب مدينة رفح، من إحباط هجوم إرهابي حاولت عناصر مسلحة تنفيذه، ونجحت القوات في صد الهجوم وتصفية 3 مسلحين، بينما استشهد أحد مجندي الكمين.
جماعة جديدة
وفي مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول، أعلن الجيش المصري استشهاد 12 من جنوده في هجوم مسلح على حاجز أمني في شمال سيناء، كما استشهد 16 من رجال الشرطة المصرية في هجوم بطريق الواحات البحرية، تبنته جماعة غير معروفة، تسمى "أنصار الإسلام"، فيما أعلنت وزارة الداخلية استشهاد 3 من رجال الشرطة، أثناء صد هجوم إرهابي على فرع البنك الأهلي بوسط سيناء.
وبعد ساعات من هجوم الواحات أسفر تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن المصرية ومسلحين بالكيلو 175 طريق الواحات في الصحراء الغربية، عن مقتل 13 إرهابيا، وضبط كمية كبيرة من الأسلحة النارية والذخيرة.
ووجّه الرئيس المصري، ببذل أقصى الجهد لملاحقة العناصر الإرهابية التي ارتكبت الحادث الإرهابي، وتكثيف الجهود الأمنية والعسكرية لتأمين حدود البلاد من محاولات الاختراق.
وبنهاية الشهر أعلن الجيش إحباط القوات الجوية محاولة جديدة لاختراق الحدود الغربية، وتدمير 8 سيارات دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد الشديدة الانفجار، والقضاء على العناصر الإرهابية الموجودة بداخلها.
نوفمبر الأسود
وشهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني، العمل الإرهابي الأضخم في تاريخ مصر الحديث، حيث استهدف الإرهابيون مسجد "الروضة" بمركز "بئر العبد" التابع لمحافظة شمال سيناء، أثناء صلاة الجمعة؛ ما أدى إلى استشهاد 305 أشخاص، وإصابة 128 بينهم العديد من الأطفال، وأعلنت رئاسة الجمهورية المصرية حالة الحداد لمدة 3 أيام، حزنا على الشهداء والمصابين، فيما أعلن الجيش المصري حالة الطوارئ القصوى في سيناء.
وجاء هذا العمل الإرهابي في الشهر نفسه الذي قال فيه الرئيس المصري، إن "مقاومة الإرهاب" تُعَد من حقوق الإنسان على غرار الحقوق الأخرى مثل حرية التعبير، وذلك أمام منتدى الشباب في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء.
وخلال الشهر نفسه واصل الرباعي العربي محاصرة الإرهاب، وأعلنت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" إضافة كيانين و11 فردا إلى قوائم الإرهاب المحظورة لديها.
تتويج جهود مصر
وشهد شهر ديسمبر/كانون الأول، تتويج جهود مصر الدولية في محاربة ومكافحة الإرهاب، وذلك قبل بضعة أيام من انتهاء عضوية مصر في مجلس الأمن، حيث نجح الوفد المصري في نيويورك في اعتماد قرارين جديدين بالمجلس حول مكافحة الإرهاب، الأول خاص بالتصدي لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، والآخر حول تجديد منظومة المديرية التنفيذية التابعة للجنة مكافحة الإرهاب، واعتمدتهما المجلس بالإجماع.
وفي رد فعل عربي قوي ومُشرف على حادث مسجد "الروضة" الإرهابي، واستجابة لتحرك فعال من الدبلوماسية المصرية، اعتمدت خلال هذا الشهر جامعة الدول العربية بالإجماع على مستوى المندوبين الدائمين قرارا مصريا يقضي بتطوير منظومة مكافحة الإرهاب العربية.
وخلال هذا الشهر تم استهداف مطار العريش بإحدى القذائف، أثناء زيارة الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، لمدينة العريش.
ورفض عام 2017 أن ينتهي قبل سقوط المزيد من الضحايا خلال الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مارمينا في مدينة حلوان؛ حيث منعت قوات الأمن دخول الإرهابي منفذ الهجوم؛ ما أدى إلى تقليل عدد الضحايا إلى نحو 10، بسبب الاحتياطات الأمنية التي تتخذها الشرطة المصرية بالتزامن مع أعياد الميلاد.
ورغم تركيز جهود الدولة المصرية على قضية مكافحة الإرهاب بشتى الصور، وخوض رجال القوات المسلحة والشرطة المعارك الضارية لدحر الإرهاب ونشر الأمن بين المواطنين، سيظل عام 2017 شاهدا على افتتاح العديد من المشروعات القومية التي يفخر بها المصريون أمام العالم.
مشروعات اقتصادية وتنموية واجتماعية على مدار العام؛ حققت نجاحات ملموسة، وأثار بعضها دهشة العالم؛ مثل علاج المصريين من فيروس "سي" الذي تم القضاء عليه بشكل شبه نهائي هذا العام، خلال حملة قومية انطلقت بعد المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي لعلاج هذا المرض.
مشروعات طاقة
ولأن الطاقة هي المحرك الرئيس لأي تنمية، اهتمت القيادة السياسية في مصر بمشروعات الطاقة في مسارات عدة، سواء من خلال زيادة الاكتشافات أو بناء محطات الكهرباء وصيانة القديم منها لتدعيم الشبكة الكهربائية، ونجحت في القضاء نهائيا على أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربي.
وأبرم قطاع الكهرباء تعاقدات بقيمة 6 مليارات يورو مع شركة سيمنس العالمية، لإضافة قدرات جديدة للشبكة تصل إلى 14400 ميجاوات موزعة على ثلاث محطات عملاقة قدرة كل واحدة منها 4800 ميجاوات.
وشهد 2017 التوقيع على وثيقة البدء في تفعيل وتنفيذ عقود مشروع المحطة النووية المصرية الأولى بالضبعة بين الجانبين المصري والروسي، وتستوعب محطة الضبعة إنشاء 8 محطات نووية تتم على 8 مراحل.
كما حقق المصريون حلم الاكتفاء الذاتي من الغاز في عام 2017، وذلك مع بدء تشغيل حقل "ظهر" الذي يعد الأكبر في البحر المتوسط، والذي يوفر على خزينة الدولة 72 مليار جنيه بنهاية 2019.
مشروعات تنموية
ونجحت مصر خلال عام 2017 في إنشاء وتأسيس العديد من المشروعات التنموية والمدن الصناعية على غرار مدينة دمياط للأثاث، التي تقام على مساحة 331 فدانا، ووضع الرئيس السيسي حجر أساس المرحلة الأولى منها في شهر مايو/أيار.
وعلى غرار العديد من المدن التكنولوجية المتخصصة التي افتتحها الرئيس السيسي خلال العام، تبرز مدينة الجلود بـ"الروبيكي"، والتي تحتوي على مصانع لجميع الأنشطة بمجال دباغة الجلود.
كما تم إنجاز حفر أكثر من 500 ألف فدان ضمن المرحلة الأولى من مشروع المليون ونصف المليون فدان؛ لتجهيز مساحات المرحلة الأولى، استعدادا لطرح المرحلة الثانية لتنمية الريف المصري في الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني 2018.
وعلى رأس العديد من المشروعات التي تهتم باستثمار الثروة السمكية في مصر، يأتي مشروع الاستزراع السمكي بشرق قناة السويس، الذي يعد الأول بمصر من حيث الاستزراع البحري في المياه المالحة، وواحدا من أكبر نماذج الاستزراع السمكي في العالم
شبكة طرق ضخمة
وخلال عام 2017، واصلت مصر إنجازاتها في إنشاء وتطوير شبكة الطرق والمواصلات الداخلية، بهدف استيعاب التنمية المستقبلية وتسهيل حركة البضائع والسكان بين المحافظات والمدن، وتمثلت أبرز مشروعات إنشاء الطرق الجديدة في "إنشاء طريق شبرا – بنها الحر بطول 40 كم وتكلفة 3.3 مليار جنيه، وإنشاء القوس الشمالي الشرقي من الطريق الدائري الإقليمي بطول 33 كم وتكلفة 3.350 مليار جنيه، وإنشاء طريق (الفرافرة – عين دلة) بطول 90 كم وتكلفة 412 مليون جنيه، وإنشاء الطريق من المنيا إلى طريق (الشيخ فضل – رأس غارب) بطول 55 كيلومترًا، وتكلفة 423 مليون جنيه".
مشروعات الإسكان
وبهدف تحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين من خلال توفير المسكن الملائم لجميع شرائح المجتمع، تم الانتهاء من تنفيذ 239 ألف وحدة بمشروع الإسكان الاجتماعي، منها 41 ألف وحدة خلال عام 2017، ويجري تنفيذ 257 ألف وحدة أخرى، إلى جانب طرح 24 ألف قطعة أرض بنظام القرعة للمواطنين في المدن الجديدة هذا العام.
وبخصوص مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، تم الانتهاء من 39 مشروعا لمياه الشرب، بطاقة 528 ألف م3/يوم، بتكلفة 2.7 مليار جنيه، و10 مشروعات للصرف الصحي، بطاقة 200 ألف م3/يوم، بتكلفة 1.1 مليار جنيه، بجانب الانتهاء من توصيل خدمات الصرف الصحي لـ84 قرية، بتكلفة 1.5 مليار جنيه.